أنباء عن اتجاه بوتفليقة لإعادة خصمه السابق العماري لقيادة الجيش

رئيس الأركان الجزائري السابق لـ«الشرق الأوسط»: زمن الحديث للصحافة انتهى

TT

تتداول الأوساط السياسية في الجزائر احتمال عودة الفريق محمد العماري إلى رئاسة أركان الجيش، تتويجا لـ«جلسة صلح» تمت بينه وبين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وسألت «الشرق الأوسط» العماري عندما التقته صدفة، عن صحة الخبر، فقال: «زمن الحديث إلى الصحافة انتهى».

وذكر مصدر مطلع على شؤون الحكم لـ«الشرق الأوسط» أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، قرر من موقعه وزيرا للدفاع وقائدا أعلى للقوات المسلحة إعادة ضابط الجيش الكبير محمد العماري، إلى قيادة أركان الجيش التي غادرها في صيف 2004 مستقيلا على خلفية الصراع الكبير الذي قام عشية انتخابات الرئاسة التي جرت في ربيع العام نفسه، بين فريق من كبار الضباط دعم ترشح بوتفليقة لولاية ثالثة وآخر دعم ترشح علي بن فليس رئيس الحكومة وخصم بوتفليقة اللدود. وكان العماري رأس العسكر الرافضين تمديد حكم الرئيس. ونقل المصدر عن أشخاص قريبين من الرئيس، أن الرصيد الذي يملكه العماري كضابط ميداني ذي تجربة كبيرة في مجال محاربة الإرهاب، يستجيب للدور الذي يريده بوتفليقة للجيش في المرحلة المقبلة. ونقل عن الرئيس أيضا قوله: «لقد كانت للسيد العماري مواقف معينة في مرحلة سياسية معينة، وإن كانت هذه المواقف متعارضة مع مواقفي فهذا لا يمحو العمل المتميز الذي قام به الرجل في المؤسسة العسكرية»، في إشارة إلى وقوف العماري ضد ترشحه لولاية ثانية.

وذكر المصدر نفسه أن محمد العماري لم يغادر الجيش ولم يتقاعد، «عكس ما يعتقده البعض»، إذ استقال من منصبه كقائد للأركان، لكنه، حسب المصدر نفسه، بقي منتميا للجيش طوال الخمس سنوات الأخيرة.

وقال المصدر إن الرئيس يعتزم إحداث تغييرات مهمة في الجيش، أبرز ما فيها خروج رئيس الأركان الحالي أحمد قايد صالح إلى التقاعد وإبداله بمحمد العماري. ويقول المصدر إن السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس وكبير مستشاريه، يشجع فكرة تولي العماري المنصب من جديد، بينما لا يبدي الرجل القوي في النظام وزير الداخلية يزيد زرهوني تحمسا لها بدعوى موقفه السابق من ترشح بوتفليقة.

والتقت «الشرق الأوسط» بالعماري منذ أيام صدفة في منتجع بالضاحية الغربية للعاصمة، حيث كان يرتدي بذلة صيفية ويمشي بخطى متثاقلة. ولما سئل عن صحة خبر قرب عودته إلى منصبه، تحفظ عن الخوض في الموضوع ثم ابتسم وقال: «زمن الحديث إلى الصحافة انتهى». وكان العماري أطلق عشية انتخابات 2004، تصريحات صحافية بعضها بشكل علني والبعض الآخر من دون ذكر اسمه وكانت في معظمها معادية لبقاء بوتفليقة في الحكم. ومن أشهر ما قاله في تلك الفترة: «الجيش سيقبل بأي رئيس ينتخبه الشعب حتى لو كان عبد الله جاب الله»، في إشارة إلى الزعيم الإسلامي الذي ترشح للانتخابات ما قبل الماضية. وفهم محيط بوتفليقة التصريح، حينها، بأن الجيش لا يرغب في استمراره في الحكم.

وتتوفر مؤشرات عديدة تصب في اتجاه رجوع العماري الذي ينحدر من الجنوب الجزائري، إلى الوظيفة، أبرزها ظهوره في حفل إعلان ترشح بوتفليقة لولاية ثالثة يوم 12 فبراير (شباط) الماضي، حيث كان جالسا في الصف الأمامي مع أبرز الشخصيات الموالية لبوتفليقة. وقد استغرب صحافيون وسياسيون حضوره، فيما اعتبره أشخاص قريبون من العماري نتيجة عادية لجلسة صلح بين الرجلين جرت عام 2008، كان وراءها الجنرال العربي بلخير سفير الجزائر لدى المغرب.