عناصر القوات الخاصة الأميركية يمارسون العيش بأفغانستان حتى في الولايات المتحدة

يتدربون في يوتاه ونيفادا في مواقع تذكر بطبيعة منطقة طالبان

TT

لا يعيش جنود النخبة في القوات الأميركية الخاصة بعيدا عن أفغانستان حتى عندما يكونون بين المهمة والأخرى في قاعدة فورت براغ الكبيرة في ولاية كارولينا الشمالية.

وعلى عكس الجنود العاديين، يعود هؤلاء الجنود الذين يعتمرون القبعات الخضر والمدربون على الانتشار خلف خطوط العدو، دائما إلى المواقع نفسها في البلدان التي ينتشرون فيها، وهم يحافظون على علاقات وطيدة مع القوات والسلطات المحلية.

وقال قائد أركان القوات الخاصة الكولونيل فرانسيس بوديت خلال استقباله عددا من الصحافيين في فورت براغ «إنهم مستعدون لمواجهة ما ينتظرهم أكثر من باقي الجنود».

وأضاف: «نظرا إلى نظام الانتقال»، وهو ستة أشهر في مكان الانتشار وستة أشهر في الولايات المتحدة، «لدينا هنا جنود سبق أن ذهبوا إلى أفغانستان ست أو سبع مرات. هم يعودون إلى المواقع نفسها وإلى أرض باتت معروفة وحيث لدينا كثير من الخبرة، والأمر هو ذاته بالنسبة إلى العراق». وأرسلت الدفعة الأولى من القوات الخاصة، أو القبعات الخضر، إلى أفغانستان في خريف 2001، وانتشرت خلف خطوط التماس مع طالبان.

وقام عناصر الدفعة بالاتصال وبتجهيز ودعم قوات تحالف الشمال التي دحرت المقاتلين الموالين للملا عمر. وباتت صورهم مع المقاتلين الموالين لأحمد شاه مسعود، من أبرز شعارات القوات الخاصة.

من جهته، قال الكولونيل جيمس كرافت قائد المجموعة السابعة من القوات الخاصة: «غالبا ما نذهب للتدريب في يوتاه ونيفادا في مواقع تذكر بطبيعة أفغانستان». وأضاف: «نقوم بتوظيف مدنيين أفغان يتكلمون ويتفاعلون ويطبخون للجنود، وذلك لكي يعتاد الجنود على التعامل مع المترجمين الأفغان».

وأبرز أهداف التدريب الذي تتلقاه هذه القوات الخاصة هو تعزيز قدرتها على العمل بشكل مستقل وبعيدا عن قواعدها.

وقال الكولونيل كرافت إنه: «غالبا ما يكون ضابط برتبة نقيب هو الضابط الأعلى رتبة بين سائر العسكريين المنتشرين في المنطقة، وعلى الرغم من أنهم يحظون بوسائل اتصال، فإن المطلوب من هذه القوات أن تحل مشكلاتها بنفسها من دون العودة دائما» إلى القيادة. وأضاف: «ينبغي أن يتصفوا بالليونة، وعناصر القبعات الخضر يعملون بفاعلية أكبر عندما تكون الظروف رمادية».

وعلى هؤلاء العناصر أن يتعلموا لغات أجنبية بشكل إجباري، إلى جانب تدريب رفيع المستوى على المتفجرات والاستخبارات والاتصالات وطب الطوارئ. وكثيرون هم أعضاء القوات الخاصة الذين يتكلون الباشتونية أو العربية.

وفي حقل رماية، يدون السرجنت مايك ملاحظاته على دفتره بينما يقوم رفاقه بالتمرن على قذائف الهاون. هو يعلم أنه سيمضي نصف عام 2010 في واد في أفغانستان. وقال مايك الذي لم يكشف عن اسمه كاملا: «نحصل هنا على دروس حول الثقافة المحلية. يوجد معنا مترجمون سابقون ونحن نتعلم من دون توقف». ويوظف الجيش الأميركي في القاعدة أساتذة مدنيين يدرسون الثقافة الأفغانية. وعندما تصل فرقة جديدة إلى أفغانستان، تمضي شهرا مع الفرقة التي ستحل مكانها، وذلك لكي تقوم الفرقة المغادرة بتعريف الفرقة الآتية على جميع العناصر المحلية. وقال الكولونيل بوديت: «عندما يكون الانتشار للمرة الأولى نرسل ثلاثة أعضاء من الفرقة إلى المكان قبل أسبوعين في مهمة استطلاعية». أما كرافت، فخلص إلى القول أن «ما نقوم به هو حماية للعنصر البشري على الأرض، وهذا يتطلب كثيرا من الجهد لكن الأمور تنجح».