9 قتلى ونحو 100 جريح في تصادم قطاري أنفاق في واشنطن

سائقة القطار الذي اصطدم بالآخر المتوقف توفيت.. وسبب الحادث قد يكون خطأ من السائقة أو خللا في الأجهزة

القطاران بعد حادث الاصطدام في واشنطن (رويترز)
TT

قتل تسعة أشخاص على الأقل في حادث تصادم قطاري أنفاق في العاصمة الأميركية واشنطن ليل أول من أمس، وأخرجت فرق المطافئ والطوارئ يوم أمس خمس جثت من تحت الحطام. وقال مسؤول في فرقة التحقيق في الحادث، إن القطار الذي صدم الثاني هو من تصميم قديم غير مزود بأجهزة إلكترونية تحذر السائق عند الاقتراب من قطار آخر.

وتصادم القطاران فوق سطح الأرض، في جزء من شبكة عملاقة ومعقدة تربط واشنطن بضواحيها، ويقع جزؤها الأكبر تحت سطح الأرض. وقال مراقبون إن عدد الضحايا كان سيرتفع كثيرا، وإن عمليات الإنقاذ كانت ستستغرق وقتا أطول، لو أن الحادث وقع تحت الأرض.

واعتبر هذا الحادث الذي جرح فيه قرابة مائة شخص، بعضهم بجروح خطيرة، أكبر كارثة في تاريخ الشبكة التي بدأ بناؤها قبل ثلاث وثلاثين سنة. وقال آدريان فنتي، عمدة واشنطن، إن القطار الأول كان واقفا خارج محطة في انتظار إذن بدخول المحطة، عندما صدمه من الخلف القطار الثاني. وإن الصدمة كانت قوية جدا، وجعلت بعض عربات القطار الصادم تقفز إلى فوق عربات القطار المصدوم. ومن بين القتلى التسعة، سائقة القطار الثاني الذي اصطدم بالأول المتوقف.

ورفض جون كاتو، رئيس شبكة قطارات منطقة واشنطن الحديث عن أسباب الحادث، لكنه قال إن لجنة تحقيق فيدرالية تنظر في احتمالين: الأول: حدث خلل في أجهزة القطار الصادم، إما في أجهزة الكومبيوتر التي تسيطر على سرعة القطار، أو في الأجهزة الميكانيكية للقطار. ثانيا: أخطأت سائقة القطار الصادم.

وقالت ديبي هيرسمان، متحدثة باسم «ان تي اس بي» (مجلس سلامة المواصلات الوطني) الذي يحقق في الحادث، إن المجلس نصح قبل خمس سنوات بعد كارثة أقل حجما، الشبكة بتزويد القطارات بأجهزة متطورة. إلا أنها قالت إن ذلك لم يحدث. لكنها استبعدت أن تكون هذه جريمة لأن توصيات اللجنة غير ملزمة، وليست لها قانونية ملزمة. ورد متحدث باسم شبكة «مترو» بأن الشبكة أضافت أجهزة متطورة لبعض هذه القطارات، لكن ليس لها كلها.

وقال مراقبون إن احتمال خطأ سائقة القطار يبدو سببا أقوى من الأجهزة الميكانيكية أو الأجهزة الإلكترونية. وأشاروا إلى أن السائقة كان يجب أن ترى القطار أمامها وهي تقترب منه. وتوقع آخرون أن يكون السبب مثل الذي اكتشف قبل ثلاثة أشهر في لوس أنجليس حيث صدم قطار سيارات كانت تقف في تقاطع السكة الحديدية للقطار مع الشارع. وفي وقت لاحق، كشف التحقيق أن السائق كان يتكلم في الهاتف، وأن هذا شغله عن التصرف سريعا لتحاشي السيارات.

وتعتبر شبكة «مترو» واشنطن من أحدث وأفضل وأنظف الشبكات المثيلة في الولايات المتحدة، وأكثرها تقيدا بمواعيدها، وأكثرها أمنا. وعلى الرغم من أن شبكة نيويورك أقدم وأكبر، فإنها تنتقد أحيانا بأنها غير نظيفة، وغير آمنة، ولا تتقيد بمواعيدها.