انتخاب جون بيركو من حزب المحافظين رئيسا جديدا لمجلس العموم البريطاني

أول يهودي للمنصب.. لا يحظى بدعم كبير داخل حزبه بسبب إشاعات عن محاولات سابقة له للانتقال لحزب العمال

TT

انتخب مجلس العموم البريطاني جون بيركو من حزب المحافظين، رئيسا جديدا له ليل أول من أمس، ليحل مكان مايكل مارتن الذي استقال من منصبه، في أول سابقة في تاريخ البرلمان الممتد 300 عام بسبب فضيحة النفقات التي هزت الساحة السياسية البريطانية. وانتخب بيركو البالغ من العمر 64 عاما، وهو أيضا أول نائب يهودي ينتخب لهذا المنصب في بريطانيا، بأغلبية 51 صوتا رئيسا لمجلس العموم. وتغلب بيركو، وهو أيضا أصغر رئيس ينتخب لمجلس العموم منذ عام 1839، على منافسه السير جورج يونغ بحصوله على غالبية 322 صوتا مقابل 271 صوتا في الجولة الثالثة من الاقتراع السري، وتولى فورا منصب الرئيس واعدا ببداية جديدة. وأصبح سلفه مارتين، الشهر الماضي، أول رئيس للبرلمان يجبر على الاستقالة منذ عام 1695 بعد تكشف فضيحة الإنفاق الضخم لأعضاء البرلمان التي أثارت غضبا عاما ومطالبات بإصلاح البرلمان.

ولدى تسلمه منصبه الجديد، وعد رئيس البرلمان الجديد بوضع رؤاه السياسية جانبا وتوخي الحياد في عمله. وقال بيركو إن على البرلمان تطبيق إصلاحات إذا ما أراد أن يأخذه الناس على محمل الجد بعد أن تكشف أن أعضاء من البرلمان أنفقوا أموال المكلفين على تجهيز منازل بمفروشات فخمة للغاية. وأضاف أن النواب منحوه «أعظم شرف حصل له في حياته السياسية». وأضاف بيركو، الذي ورد اسمه هو أيضا في فضيحة النفقات، أن على مجلس العموم أن يخضع لإصلاحات، مؤكدا أن «معظم النواب أناس مستقيمون وشرفاء»، وأنهم «لم يدخلوا السياسة لبناء أعشاشهم، بل لخدمة الشعب». ولن يستلم رئيس المجلس الجديد مهامه رسميا إلا بعد حفل تنصيب يدخل خلاله قاعة مجلس اللوردات متبوعا بالنواب كافة ليقف أمام الملكة التي توافق على تنصيبه بحضور اللوردات. وأشاد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون «بروح القيادة والاستقامة» التي يتحلى بها بيركو، في حين أعرب زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون عن «أمانيه الطيبة» للرئيس الجديد لمجلس العموم.

ويثير انتخاب بيركو تساؤلات حول مدى قدرته وصلاحيته على اتخاذ إجراءات إصلاحية مهمة وأساسية بسبب عدم مساندة بعض من زملائه المحافظين له في البرلمان في حملته الانتخابية في حين انتقده البعض الآخر من زملائه من الحزب ذاته. وهو لا يتمتع بشعبية كبيرة داخل حزبه لأن البعض يعتبره أقرب إلى حزب العمال. ودافع بيركو في مقابلة مع الـ«بي بي سي» عن النفقات التي طالب بها، وشدد على أنه أعاد الأموال طواعية وقال إنه تصرف بطريقة «شريفة». واعترف رئيس مجلس العموم الجديد أن كثيرا من أعضاء حزبه اعترضوا على ترشحه، ولكنه أوحى بأن اعتراضهم على توليه المنصب كان لأنهم معتادون على أن ينتخب للمنصب شخص من جيل آخر. وقال إنه سيعود ويحظى بتأييدهم بسبب أدائه الجيد. وسبب عدم تمتع بيركو بشعبية كبيرة داخل حزبه، يرجع إلى تقلبه في حياته السياسية وتحوله من اليمين المؤيد لتاتشر إلى الوسط الليبرالي، ويقال إنه كان قريبا جدا من التحول من حزب المحافظين إلى حزب العمال. ولهذا السبب حظي بدعم كبير من نواب حزب العمال الذي يسيطر على البرلمان، المقتنعين بأنه سيقف في وجه زعيم المحافظين دايفيد كاميرون.