قاض أميركي يأمر بالإفراج عن محتجز في غوانتانامو ودولة لاستضافته

تعرض للتعذيب من «القاعدة».. واعتقلته طالبان لمدة 18 شهرا بتهمة التجسس لأميركا

TT

تعرض عبد الرحيم عبد الرزاق الجانكو للتعذيب على يد «القاعدة»، واعتقلته طالبان لمدة 18 شهرا لأن زعماء الجماعتين ظنوا أنه جاسوس أميركي.

وبعد أن تركه مختطفوه في نهاية عام 2001، التقطته السلطات الأميركية، التي شحنته إلى السجن العسكري الأميركي في غوانتانامو في كوبا، اشتباها في أنه عضو في الجماعتين.

وفي يوم الاثنين الماضي، أمر قاض فيدرالي بالإفراج عن جانكو، قائلا إن الأسباب القانونية التي تسوقها الحكومة في استمرار حبسه «تتنافى مع المنطق السليم».

وفي قراره المكون من 13 صفحة، الذي قرأه من على المنصة، أمر قاضي الدائرة الأميركية ريتشارد ليون الحكومة بالدخول في محاولات دبلوماسية لإيجاد دولة يمكنها استضافة المعتقل الذي يبلغ من العمر 30 عام، الذي من غير المحتمل أن يرسل إلى وطنه سورية. ويفضل محاميه ستيفن سادي، أن يرسل جانكو إلى «ملاذ آمن».

وقال سادي: «إنها مأساة. فقد تعرض الرجل لتعذيب شنيع، وكان يحاول أن يبلغ عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت ضده إلى القوات الأميركية. إنه شخص شجاع، ويريد أن يروي قصته. بدلا من ذلك، ظنوا خطأ أنه إرهابي.. إن ذلك كابوس لأي شخص بريء يتهم بكل تلك الأشياء».

واستخدم ليون رأيه لإبطال حجة الحكومة بأن المسؤولين في إمكانهم الاستمرار في احتجاز جانكو لأنه كان في السابق «جزءا» من طالبان أو «القاعدة».

وزعمت الحكومة أن جانكو ذهب إلى أفغانستان عام 2000 للانضمام إلى طالبان أو «القاعدة». ومن المزعوم أيضا أنه أمضى نحو خمسة أيام في بيت ضيافة تملكه «القاعدة»، ثم نحو ثلاثة أسابيع في معسكر تدريب تابع لـ«القاعدة».

ولكن اشتبه قادة «القاعدة» في أنه يتجسس لصالح الولايات المتحدة وقاموا بتعذيبه لمدة ثلاثة أشهر حتى اعترف بالاتهامات كذبا، كما قال ليون. ثم أمضى جانكو 18 شهرا في سجن لطالبان في قندهار.

وأضاف القاضي أن طالبان فرت من السجن في نهاية عام 2001، تاركة جانكو هناك. ثم التقطت السلطات الأميركية جانكو. ويقول سادي إن جانكو، الذي ينكر محاولة الانضمام إلى «القاعدة» أو طالبان، كان يحاول أن يذهب إلى أوروبا أو كندا عبر أفغانستان كلاجئ، وظل في بيت الضيافة ومعسكر التدريب من دون رغبة منه. وقال المحامي إن جانكو سعى إلى السلطات الأميركية للإبلاغ عن الإساءات التي تعرض لها على يد طالبان و«القاعدة»، ولكنهم ظنوا خطأ أنه إرهابي واعتقلوه.

وحكم ليون بأن موقف الحكومة ضعيف ومن غير المنطقي تبرير استمرار الاحتجاز. وقال إن الحكومة فشلت في إثبات أن جانكو كان عضوا في الجماعتين.

وكتب ليون في القرار: «لا تصل خمسة أيام في بيت الضيافة في كابل مع 18 يوما في معسكر تدريب إلى إقامة رابطة أخوة مستمرة لمدة طويلة».

وقال القاضي إنه حتى مع مرافعة محامو وزارة الدفاع، فإنه من الواضح من قصة جانكو المروعة وتخلي طالبان عنه أن أية «علاقة سابقة قد تدمرت تماما» في نهاية عام 2001.

وجاء الحكم في قضية رفعها جانكو بموجب المبدأ القانوني القديم بالمثول أمام القضاء، الذي يسمح للمحتجزين بالاعتراض على احتجازهم أمام قضاة مستقلين. ويقول مسؤولون أميركيون إن هناك 229 محتجزا في السجن.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»