أوباما يدين «الأفعال الظالمة» للنظام الإيراني ويؤكد أن الـ«سي آي إيه» لا تحرك شوارع طهران

قال إن الشعب الإيراني له حق للتجمع والتعبير عن الرأي

TT

أطلق الرئيس الأميركي باراك أوباما أشد تصريحات ضد النظام الإيراني وقمع التظاهرات في شوارع طهران منذ بدء الأزمة عقب الانتخابات الإيرانية الرئاسية. وقال أوباما في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض أمس: «الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يشعرون بالصدمة والغضب من التهديدات والضرب وحالات الاعتقال خلال الأيام الماضية القليلة»، مضيفا: «إنني أُدين بشدة هذه الأفعال الظالمة وأشارك الشعب الأميركي في الحزن على كل حياة بريئة فُقدت». وبدأ أوباما مؤتمرا صحافيا طوله ساعة، بموضوع إيران، لتتركز غالبية أسئلة الصحافيين حول التطورات هناك ورد الإدارة الأميركية عليها. وكان أوباما حريصا على التشديد على «احترام الولايات المتحدة لسيادة الجمهورية الإيرانية»، مؤكدا أن تصريحاته ليست «تدخلا في الشؤون الإيرانية». ولكنه أردف قائلا: «علينا أن نكون شاهدين على شجاعة وكرامة الشعب الإيراني وللانفتاح المثير داخل المجتمع الإيراني».

وردّ أوباما على أسئلة صحافيين حول عدم اتخاذه موقفا أكثر صرامة خصوصا في الأيام الأولى من التظاهرات في إيران، بالقول: «لقد تعاملت باستمرارية مع هذا الموضوع. لقد رأينا كيف تتم فبركة تصريحاتي ورأينا اتهامات بتورط الـ(سي آي إيه)، وكل هذه اتهامات زائفة لكن تُظهِر رغبة الحكومة الإيرانية في التعامل مع هذه المسألة بهذا الشكل». واعتبر أوباما أن ما يدور في إيران حاليا «محاولة من الشعب الإيراني لمناقشة مستقبلهم»، مضيفا: «البعض في الحكومة الإيرانية يريد أن يتجنب هذا النقاش من خلال اتهام الولايات المتحدة وغيرهم خارج إيران في دفع التظاهرات حول الانتخابات». وشدد على أن «هذه الاتهامات زائفة وغير عقلانية، وهي محاولة واضحة للتشويش على الناس مما يحدث حقا داخل حدود إيران»، موضحا: «هذه الاستراتيجية السقيمة لاستخدام التوترات القديمة لاتهام دولة أخرى لم تفلح في إيران بعد الآن، أن الأمر لا يخص الولايات المتحدة والغرب، إنه يحض الشعب الإيراني والمستقبل الذي سيختارونه». ورد على سؤال حول انتقادات السناتور جون ماكين لتعامله مع التطورات في إيران، بالقول: «كلنا نشترك في الإيمان بأننا نريد أن تنتصر العدالة ولكن فقط أنا الرئيس للولايات المتحدة وأنا أحمي مصالحها الوطنية». وخصص أوباما جزءا كبيرا من تصريحاته حول إيران على أن الحركة المعارضة داخل إيران هي حركة وطنية غير مرتبطة بالخارج، قائلا: «الشعب الإيراني يستطيع التحدث عن نفسه، وهذا بالضبط ما قد حدث خلال الأيام الماضية». ولفت إلى دور التكنولوجيا في هذه الحركة، معتبرا أنه «في عام 2009، لا توجد قبضة حديدية قوية بما فيه الكفاية لصد العالم من أن يشهد السعي السلمي للعدالة». وأضاف: «على الرغم من جهود الحكومة الإيرانية لطرد الصحافيين وعزل نفسها، فإن الصور القوية والكلمات المعبّرة قد وصلتنا من خلال الهواتف النقالة وأجهزة الكومبيوتر ولقد راقبنا ما يقوم به الشعب الإيراني».

وعلى الرغم من إدانته للعنف في إيران، فإن أوباما لم ينتقد النظام مباشرة، كما أنه رفض التحدث عما إذا كان سيعترف بشرعية حكومة يقودها الرئيس الإيراني الحالي أحمدي نجاد، قائلا: «لا نعلم بعدُ كيف ستنتهي هذه الأمور». وأضاف: «مصلحتنا الأمنية الأساسية أنه يجب عدم السماح لإيران بالحصول على أسلحة نووية ومنعها من تصدير الإرهاب». وتابع: «لقد وضعنا الطريق أمام إيران للتواصل والحوار، والخيار أمامهم إن كانوا سيختارون هذا الطريق أم لا»، موضحا: «سنراقب الأمور ونرى كيف تنتهي قبل اتخاذ قرار حول التقدم إلى الأمام». ولفت إلى أن «الأمر المهم هو شرعية الحكومة أمام الإيرانيين». ولفت أوباما إلى خطابه للعالم الإسلامي في القاهرة قائلا: «مثلما قلت في القاهرة، قهر الأفكار لا يفلح في جعلها تندثر». وأضاف: «الشعب الإيراني له حق عالمي للتجمع والتعبير عن رأيه. إذا كانت الحكومة الإيرانية تريد احترام المجتمع الدولي، فعليها أن تحترم تلك الحقوق والانصياع لرغبة شعبها». وتابع: «يجب أن تحكم من خلال القبول لا الغصب، هذا ما ينادي به الشعب الإيراني، وهم الذين سيحكمون في النهاية على تصرفات حكومتهم». واعتبر أنه «لم يفت الأوان لأن تقر الحكومة الإيرانية بأن هناك طريقا سلميا لازدهار الشعب الإيراني».