طفلة عراقية فقدت عينيها بانفجار تحصل على اثنتين صناعيتين في لندن

أسرة شمس: لن تستعيد بصرها لكنها ستعيش حياة طبيعية

شمس مع جدها في منزل الأسرة ببغداد (أ.ب)
TT

عادت طفلة عراقية تبلغ من العمر 3 سنوات كانت قد فقدت بصرها وتشوه جسدها بانفجار سيارة مفخخة في بغداد عام 2006 إلى بغداد أخيرا قادمة من لندن حيث ركبت لها عينان صناعيتان .

ومع أن الطفلة شمس لا تزال عاجزة عن الإبصار، فإن أسرتها تعتقد بأن جراحة التقويم ـ التي يعتقد أنها ستستمر لسنوات عدة ـ ستمنحها فرصة عيش حياة طبيعية دون مظهر مشوه. ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن والدها، هشام فاضل، قوله «تحسنت حالتها بالفعل بحصولها على مظهرها الجديد. وشعر شقيقاها بالانبهار لدى رؤية عينيها الجديدتين.. وهي ليست بحاجة إلى الذهاب إلى أي طبيب هنا». جدير بالذكر أن شمس كانت تجلس برفقة والدتها في مقعد خلفي في شاحنة يملكها والدها عندما انفجرت سيارة مفخخة بالجوار في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) 2006 ـ وكان ذلك واحداً من خمسة تفجيرات متزامنة أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص بمدينة الصدر في بغداد. وقضت في التفجير والدة شمس، أما هي فقد تعرض وجهها لإصابات بالغة ودمرت عيناها. في أعقاب التفجير، تلقت الطفلة علاجاً داخل عيادة منظمة «أطباء بلا حدود» في العاصمة الأردنية عمان. إلا أن خبراء العيون أكدوا أنه من المتعذر استعادة بصرها. وعليه، عادت لوطنها. ومست قصتها الكثير من القلوب بعد أن تناولتها «أسوشييتد برس» وجرى نشرها على موقع «يوتيوب». من جهتها، تبنت صحيفة «التايمز» اللندنية قضيتها وجمعت 130.000 جنيه استرليني (213.000 دولار) كي تتمكن شمس من السفر إلى لندن لإجراء جراحة. وبالفعل، خضعت الطفلة العراقية لعمليتين جراحيتين بمستشفى «مورفيلدز» للعيون، بينهما واحدة جرى خلالها تركيب عيونها البنية الجديدة. كما تلقت شمس وأسرتها مزيدا من العلاج والاستشارات حول كيفية التأقلم مع فقدانها بصرها وذلك تحت رعاية مستشفى «جريت أورموند ستريت» للأطفال والمعهد الملكي للمكفوفين. من ناحيته، قال الطبيب المشرف على علاج شمس، ياسر أبو رية، والذي تنازل عن أجره عن علاجها، إنها بحاجة للعودة إلى لندن بعد ستة شهور لإجراء مزيد من جراحات التقويم في أجفانها، طبقاً لما صرح به والدها. وأضاف الأب أن الخبراء الذين زاروا شمس انبهروا باستقلاليتها. وقال: «كانوا مبهورين للغاية بقدرة شمس على السير بمفردها ومدى نشاطها ومهارتها».