عراقيون لـ«الشرق الأوسط»: سعداء بالانسحاب الأميركي.. لكن قلقون من توتر الأمن

مع بدء العد التنازلي لخروج القوات الأميركية من المدن نهاية الشهر الحالي

TT

«الفاصل بين أن أرى سيارة أميركية بالقرب من منزلي، وأن لا أراها مطلقا في كل بغداد وشوارعها سبعة أيام فقط».. بهذه العبارة بدأ هادي الهادي حديثه معنا وهو يعاني، كما يقول من تأثيرات وجود القوات الأميركية وحركتها في الطريق السريع الذي يربط المطار بوسط العاصمة بغداد في وقت تستعد فيه هذه القوات للانسحاب من المدن نهاية الشهر الحالي. ويؤكد الهادي، الذي يعمل في التجارة، أنه سعيد جدا بخروج القوات الأميركية من المدن إيذانا برحيلها نهائيا عن العراق، لكنه في نفس الوقت يشعر بالقلق ويقول «نحن نتلمس وجودا للقوات العراقية في الشوارع، لكن السؤال هل ستتمكن هذه القوات من السيطرة التامة فيما لو تحركت بعض الجيوب المسلحة هنا وهناك؟». ويضيف الهادي أن القوات العراقية بدأت تتعامل مع الشارع بشكل مختلف وبدأت عناصر الشرطة والجيش تتلمس أيضا ثقة الناس بها، مشيرا إلى أن في بداية تأسيس هذه القوات كانت تلك العناصر ترتدي الأقنعة خوفا من استهدافها، والآن من يرتدي الأقنعة ويختبئ في الأماكن المنزوية هم المسلحون وليس عناصر الشرطة، وهذا دليل على سيطرتها وإعادة الثقة إليها، كما يقول الهادي .

وربما تشهد ساحة الاحتفالات الكبرى التي اعتادت على احتفالات العراقيين احتفالات أخرى بمناسبة خروج القوات الأميركية من المدن، الأمر الذي استبعده احد المواطنين قائلا «إن ساحة الاحتفالات لم تعد لعامة الناس، بل أصبحت طريقا مخيفا يؤدي إلى طرق أخرى في المنطقة الخضراء». ياسر محمد من أهالي مدينة البياع رحب بقرار الحكومة العراقية أعلان يوم الانسحاب عطلة رسمية، لكنه رجح أن يخرج عدد قليل من أهالي بغداد والمحافظات إلى الشوارع احتفالا بهذه المناسبة خوفا من استهدافهم من قبل الجماعات المسلحة.

وكان نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي، قد دعا في وقت سابق من الأسبوع الماضي إلى الاحتفال بيوم خروج القوات الأميركية من المدن معتبرا إياه «يوم انتصار».

ويرى اللواء قاسم عطا الناطق الرسمي باسم خطة فرض القانون، أن عملية تسلم القوات الأمنية لعراقية لكافة مهامها الأمنية من القوات المتعددة الجنسيات، يعد نصرا جديدا للعراقيين، مؤكدا على جاهزية القوات لهذه المهمة. وأشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن القوات العراقية ستسيطر على كل المدن وبجاهزية عالية. من جانبه أكد اللواء عزيز محمد جاسم قائد العمليات في وزارة الدفاع العراقية، أن الجيش العراقي جاهز من حيث العدة والعدد على تسلم المهام الأمنية نهاية الشهر الحلي، مشيرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن بعض الجيوب قد تنشط هنا أو هناك، لكنها لن تؤثر على الوضع الأمني العام، وسيكون الجيش على أتم الاستعداد لدحر كل ترتيب إرهابي، كما يقول.

لكن أهالي بغداد تحديدا متخوفون من عودة الأوضاع الأمنية إلى المربع الأول، خصوصا بعد حوادث التفجيرات الأخيرة، لكنهم في نفس الوقت يشعرون أن العراق بدأ فعلا بالوقوف على قدميه، كما تقول نداء، وهي موظفة في إحدى وزارات الدولة. وتؤكد نداء أنها سعيدة باستعادة العراق لجزء مهم من سيادته، وتتمنى أن يخرج الأميركيون نهائيا من العراق، لكنها غير واثقة تماما من السيطرة على الأوضاع الأمنية بعد التفجيرات الأخيرة، وتتمنى أن يقف العراق على قدميه مرة أخرى ويستعيد عافيته.