البيت الأبيض يطلب من مدون أميركي طرح سؤال نيابة عن الشعب الإيراني على أوباما

سأل الرئيس الأميركي ما إذا كان يعترف بإعادة انتخاب نجاد

TT

اتصل مسؤولون في البيت الأبيض بأحد مدوني مواقع الإنترنت المعروفة بميلها تجاه اليسار في إيران يوم الاثنين الماضي لكي يخبره أن الرئيس الأميركي باراك أوباما تأثر بالتقارير التي يكتبها حول طهران. فهل يستطيع الكاتب أن يطرح سؤالا بالنيابة عن الإيرانيين خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس الأميركي يوم الثلاثاء؟

وبالطبع في اليوم التالي حصل نيكو بيتني المحرر في موقع «هفنغتون بوست» على مكان رئيسي في غرفة الأخبار بالبيت الأبيض وأصبح المحرر الثاني الذي يختاره الرئيس أوباما لكي يطرح أحد الأسئلة وفقا لتقرير وكالة أنباء «أسوشييتد برس» الأميركية أمس. يقول الرئيس أوباما دون أن يحاول أن يخفي معرفته بمحور السؤال: «نيكو، أعرفك ـ وكل الموجودين على الإنترنت ـ لقد كنا نرى الكثير من التقارير التي تأتي مباشرة من إيران. أعرف أنه قد توجد لديك أسئلة من الناس في إيران الذين يتواصلون عبر الإنترنت. فهل لديك سؤال؟».

ووفقا لبيتني، فإن ما حصل أوباما عليه كان طريقة للإجابة على سؤال إيراني وليس كما يزعم البعض محاولات للتدخل في الشأن الإيراني المتوتر. إلا أن هذا المنطق اختفى عندما نشر البيت الأبيض نسخة من تعليقات أوباما باللغة الفارسية على صفحته على موقع «تويتر» ونسخة عربية وفارسية من موقع WhiteHouse.gov.

وقد نفى كل من البيت الأبيض وبيتني أن يكون السؤال خدعة، وأكدوا أن أوباما لم يكن على علم بالسؤال الذي سوف يطرحه بيتني، كما أن المسؤولين لم يقروا السؤال مسبقا.

فبيتني طرح على أوباما سؤالا وصفه بأنه سؤال واحد من الشعب ـ الذي ما زال شجاعا بما يكفي للتواصل عبر شبكة الإنترنت ـ حول ما إذا كان أوباما ربما يعترف بإعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أو أن مثل تلك الخطوة سوف تكون خيانة للمحتجين؟ فرد عليه أوباما مكررا خطا سياسيا مألوفا: «أساسا، فإن الشيء المهم الذي يجب أن تراعيه الحكومة الإيرانية هو شرعيتها في أعين شعبها لا في أعين الولايات المتحدة، وهذا هو السبب في أنني كنت واضحا للغاية: فالأمر يرجع أساسا إلى الشعب الإيراني لكي يقرر من الذي سوف يصبح قائده وما هيكل حكومته».

ويقول مسؤولون بالبيت الأبيض إنهم أرادوا إلقاء الضوء على دور الإنترنت في الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الإيرانية، بالإضافة إلى التواصل المباشر مع الإيرانيين.

يقول جوش إرنست نائب السكرتير الصحافي الذي رافق بيتني في المؤتمر الصحافي وطالب الصحافيين بإفساح مكان له: «نظرا إلى أنه لديه اتصالات مباشرة وقدرة على عمل التقارير من إيران، فإن الإجابة على سؤال بيتني تبدو كأنها أفضل طريقة للتواصل مع الشعب الإيراني حيث لا يوجد صحافيون إيرانيون هنا في واشنطن».

ولا يعد انتشار الأقاويل حول تفضيل البيت الأبيض لبعض الصحافيين مسألة خاصة بعهد أوباما. فقد كانت هناك دائما شكوك ـ لم تثبت قط ـ حول أن مركز العمليات الصحافي الخاص بالرئيس جورج بوش كان يبث عادة أسئلة متفقا عليها خلال المؤتمرات الصحافية.

وقد اختار الرئيس أوباما كاتبا سياسيا من «هفنغتون بوست» خلال أول مؤتمر صحافي له. ويقول المسؤولون إن اختيار بيتني كان ذا مغزى نظرا إلى النفوذ الذي توفره له شبكة الإنترنت والذي يمنحه القدرة على التنظيم وإصدار التقارير حول النزاع الذي نشب في أعقاب الانتخابات الإيرانية.

ويعمل بيتني في ذلك الموقع إلى جانب إعداد التقارير لعدة وكالات إخبارية أخرى، بالإضافة إلى تواصله مع الناس داخل إيران من خلال الشبكات الاجتماعية مثل «فيسبوك» و«تويتر»، والتي سرعان ما أصبحت مصدرا فوريا للأخبار التي تأتي من إيران والمكونة من صور تحمل على الموقع ومدونات لا تزيد عن 140 حرفا هجائيا.

وقد استخدم كذلك البيت الأبيض وسائل الإعلام الاجتماعية لتعزيز خطاب أوباما إلى العالم الإسلامي من القاهرة ووزعت الإدارة الخبيرة بالتكنولوجيا نسخة من ذلك الخطاب بنحو ثلاثة عشر لغات بخلاف الإنجليزية.