أسفرت نتائج الانتخابات البلدية التي جرت أخيرا عن فوز فتاة مغربية في الواحدة والعشرين من عمرها برئاسة مجلس قروي يسمى تيزغت بكفر تكنارت، قيادة إسافن على بعد 70 كيلومترا من مدينة طاطا في جنوب البلاد. ويتعلق الأمر بفاطمة بوجناح، المنتمية إلى حزب «الأصالة والمعاصرة» المعارض، الحديث النشأة، وقد أعربت عن دهشتها وإحساسها بالمفاجأة عقب انتخابها في هذا المنصب الذي لم يكن واردا في بالها أبدا، وهي الوافدة حديثا على حزب يعتبره الكثيرون أيضا «حزبا وافدا» على الساحة السياسية.
وما إن وضعت بوجناح خطواتها الأولى منذ شهور قليلة على درب السياسة الذي يتحكم فيه العديد من العوامل، حتى وجدت نفسها تتصدر الواجهة في أول سابقة من نوعها في الأرياف التي ما زالت تنظر بتحفظ وحذر إلى مشاركة المرأة المغربية في اللعبة السياسية. وبوجناح فتاة اشتهرت بجديتها وانضباطها وسط زملائها ومعارفها، وذلك ما أهلها لأن تكون متألقة في دراستها، وقطفت ثمار نجاحها، بحصولها منذ مدة على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة)، شعبة الأدب الأصيل. ونالت فاطمة بوجناح، التي تنتمي إلى حزب «الأصالة والمعاصرة»، ثقة أغلبية الأعضاء بحصولها على تسعة أصوات مقابل أربعة لصالح منافسها عثمان العسل من حزب «الاستقلال» متزعم الائتلاف الحكومي.
ولأنها تعرف تضاريس قريتها جيدا، كما تعرف خطوط كفها، فإن بوجناح المنحدرة من عائلة بسيطة من أصول أمازيغية، تحمل منذ نعومة أظفارها هموم سكان القرية التي ازدادت وترعرعت فيها. نفضت الإحباط واليأس وقررت بوعي حاد مبكر أن تعمل على الإسهام في تحسين الأوضاع بقريتها، ما استطاعت إلى ذلك سبيلا. وقالت بوجناح إنها ترشحت للانتخابات الأخيرة تلبية لطلب سكان هذه المنطقة الجبلية، باعتبارها فتاة قروية متعلمة قادرة على الإسهام بشكل فعّال في تنمية مسقط رأسها.
وأضافت بوجناح في تصريح لوكالة الأنباء المغربية، أن سكان المنطقة وضعوا فيها الثقة الكاملة من أجل النهوض بأوضاعها الاجتماعية والاقتصادية، مما يبرّر حصولها على 600 صوت، وهو المعدل الذي لم يحصل عليه أي مرشح بإقليم طاطا.
وبخصوص انتظارات سكان مجلس قرية تيزغت، الذي أحدث سنة 1992، ويبلغ عدد سكانها أربعة آلاف و756 نسمة، ويعيشون على الزراعة وتربية الماشية، أكدت فاطمة أنها ستضع في صلب اهتمامها قطاعي التعليم ومحاربة الأمية المرتفعة جدا في صفوف الفتاة القروية، وذلك أمام غياب الإمكانيات الضرورية، كقلة المدارس والكوادر التعليمية في هذه المنطقة النائية.
وأكدت أصغر رئيس مجلس قروي على الصعيد الوطني، أنها ستبذل كل ما في وسعها من أجل تلبية حاجات السكان من البنية التحتية، وبخاصة في مجالات المواصلات والكهرباء، والماء الصالح للشرب، والصحة، بالإضافة إلى الحد من الهجرة السرية.