واشنطن: قيادة جديدة لمواجهة حرب الإنترنت

الجيش الأميركي يعتمد على 15 ألف شبكة و7 ملايين جهاز كومبيوتر.. وأكثر من 100 وكالة استخبارات أجنبية تسعى لاختراقه

TT

استحدثت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» قيادة عسكرية مهمتها شن حرب رقمية وتعزيز الدفاعات ضد التهديدات المتزايدة التي تتعرض لها شبكاتها للإنترنت، كما أعلن المتحدث باسم البنتاغون، بريان ويتمان، أول من أمس. وقال المتحدث إن وزير الدفاع روبرت غيتس استحدث القيادة رسميا للمرة الأولى في تاريخ البلاد، لتعمل تحت لواء القيادة الاستراتيجية الأميركية. وستباشر القيادة عملياتها في أكتوبر (تشرين الأول) وستكون عاملة بشكل تام بحلول أكتوبر (تشرين الأول) 2010، طبقا للمتحدث. وتعكس هذه الخطوة تغيرا في الاستراتيجية بعد أن أصبحت الهيمنة على الإنترنت جزءا من عقيدة الحرب الأميركية، وتأتي وسط تزايد المخاوف من التهديد المحتمل الذي يمثله التجسس الرقمي القادم من الصين وروسيا وغيرهما من المناطق. ويقول مسؤولون أميركيون إن الصين بنت برنامجا متطورا لحرب الإنترنت، وإنه يمكن رصد موجة من الدخول غير المشروع على الإنترنت إلى مصادر في الصين. ويتوقع أن يقود الجنرال كيث ألكسندر، مدير وكالة الأمن القومي السرية للغاية، هذه العمليات الجديدة.

ووصف ألكسندر فضاء الإنترنت بأنه الجبهة العسكرية الجديدة التي يمكن أن ترسم مستقبل الأمن القومي وقارنها بالقوة البحرية والبرية. إلا أن بعض المحللين أثاروا مخاوف من أن تبني نهج أكثر صرامة لأمن الإنترنت يمكن أن يمثل تهديدا محتملا للخصوصية والحريات المدنية كما يمكن أن يتسبب في مشاكل دبلوماسية. وقالت وزارة الدفاع إن القيادة الجديدة ستشرف على مختلف الجهود المتعلقة بالإنترنت في كافة أجهزة القوات المسلحة ولن تصل إلى مستوى «عسكرة فضاء الإنترنت». وقال المسؤول إنه من المرجح أن يكون مقر القيادة في فورت ميدي في ميريلاند، وإن البنتاغون لن يقوم بأي جهود أمنية بالنسبة للشبكات المدنية من منظمات حكومية أخرى.

ويعتمد الجيش الأميركي على 15 ألف شبكة ونحو سبعة ملايين جهاز كمبيوتر، حيث تحاول أكثر من 100 وكالة استخبارات أجنبية دخول الشبكات الأميركية بشكل غير مشروع، طبقا لنائب وزير الدفاع وليام لين. وقال لين في كلمة الأسبوع الماضي إن «شبكاتنا الدفاعية تتعرض لهجمات مستمرة.. إذ تتم محاولة دخولها عدة مرات في اليوم. ويتم مسحها ملايين المرات يوميا. كما أن تكرار وتعقيد هذه الهجمات يزداد بشكل كبير جدا». ويتراوح هذا التهديد من القراصنة المراهقين إلى العصابات الإجرامية التي تعمل كمرتزقة إنترنت لحكومات أجنبية، حسب لين. وتحدث لين عن هجمات الإنترنت التي أدت إلى إغلاق مواقع إنترنت حكومية وتجارية في جورجيا خلال التوغل العسكري الروسي لذلك البلد العام الماضي. وذكر مسؤولو الدفاع أن قيادة فضاء الإنترنت ستركز على الجهود الأمنية إضافة إلى القدرات الدفاعية لضمان «حرية التصرف في فضاء الإنترنت» للولايات المتحدة. ولا تزال التفاصيل الدقيقة لقوة الجيش الأميركية الخاصة بالجيش الأميركي سرية، إلا أنها تشتمل على قدرات تكنولوجية لاختراق الشبكات وتعطيلها، بما في ذلك نظام «سوتر» السري، حسب محللين. وقد أضيفت هذه التكنولوجيا إلى الطائرات بدون طيار وتسمح للمستخدمين بالسيطرة على مجسات الأعداء والتلاعب بها. وقد أثارت انتهاكات لشبكة الكهرباء الأميركية والشبكات التي يستخدمها المتعاقدون لبناء طائرات إف ـ 35 أكدت على المخاوف بشان أمن فضاء الإنترنت. والعام الماضي أصيبت آلاف أجهزة الكمبيوتر التابعة لوزارة الدفاع بفيروس سببه برنامج كمبيوتر، مما دفع الجيش إلى منع الموظفين العسكريين والمدنيين من استخدام أجهزة ذاكرة خارجية. وفي ميزانية الدفاع المقترحة للعام المالي 2010، اقترحت الإدارة زيادة أموال التدريب لمضاعفة عدد خبراء فضاء الإنترنت من 80 إلى 250 سنويا. ووضع الرئيس الأميركي باراك أوباما أولوية لأمن الإنترنت وأعلن خططا لتعيين منسق للدفاع الوطني عن فضاء الإنترنت. وجاء في مراجعة جرت أخيرا لسياسة البيت الأبيض أن «مخاطر أمن فضاء الإنترنت تمثل بعضا من أخطر التحديات الاقتصادية والوطنية في القرن الحادي والعشرين». ووعد أوباما بحماية حقوق الخصوصية حتى في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة إلى بدء جهود لحماية الشبكات المدنية والعسكرية الحساسة.