مشعل يربط قبوله بدولة فلسطينية على حدود 1967 بالقدس عاصمة لها وإزالة المستوطنات وحق العودة

في خطابه المؤجل يرفض ما قاله نتنياهو.. ويدعو الغرب إلى تغيير الأفعال أيضا

خالد مشعل (أ.ف.ب)
TT

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في خطابه المؤجل استعداد حماس لقبول دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وربط ذلك بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، وإزالة جميع المستوطنات، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين. ورفض مشعل فكرة يهودية إسرائيل التي يروج لها قادة إسرائيل، بمن فيهم من يقف على يسار الطيف السياسي، محذرا من أي تساهل فلسطيني أو عربي حيالها.

وهو بذلك عبر عن رفضه عما ورد في خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 14 يونيو (حزيران) الجاري، الذي تمسك فيه بالقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، ورفض مبدأ حق العودة، وإصراره على وقف الاستيطان، وربط قيام دولة فلسطينية بكونها منزوعة السلاح.

وأبدى مشعل استعداده للحوار مع الإدارة الأميركية، كما شدد على أن المصالحة الفلسطينية يجب أن تتم على أساس حل جميع المشكلات العالقة كرزمة واحدة.وألقى مشعل خطابه الذي أجل بسبب زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) لدمشق الأسبوع الماضي، في الساعة الثالثة حسب توقيت غرينتش، في قاعة «لكستشري» غرب العاصمة السورية، بحضور ممثلي الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة فتح، وجميع أعضاء المكتب السياسي، بمن فيهم محمود الزهار، وخليل الحية من قطاع غزة.

وشدد مشعل على أن «قضية فلسطين ليست قضية حكم ذاتي وسلطة وعلم ونشيد وأجهزة أمنية وأموال من المانحين، بل هي قضية وطن وهوية وتاريخ وسيادة على الأرض، والقدس وحق العودة والأرض عندنا أهم من السلطة، لذلك فإن البرنامج الذي يمثل الحد الأدنى لشعبنا هو قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس ذات سيادة كاملة على حدود 1967، وإزالة جميع المستوطنات، وإنجاز حق العودة»، مؤكدا رفضه القاطع «للتوطين والوطن البديل، خصوصا الأردن، فالأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين».

وأكد مشعل التمسك بالمقاومة كخيار استراتيجي لتحرير الوطن واستعادة الحقوق، قائلا: «لا يحق لأحد أن يحرمنا هذا الحق, وإن المقاومة السلمية تصلح من أجل الحقوق المدنية وليس لتحرير الأوطان. فالمقاومة المسلحة هي الحل لاستعادة الحقوق وإنهاء الاحتلال». وأبدى مشعل استعداده للحوار مع الإدارة الأميركية شريطة وجود تغيير جذري في الموقف الأميركي حيال القضية الفلسطينية وإسرائيل، وعبر عن تقديره للغة التي استخدمها الرئيس باراك أوباما في خطابه للعالم الإسلامي الذي ألقاه في جامعة القاهرة في 4 يونيو (حزيران) الجاري، تجاه حركة حماس.

يذكر أن أوباما لم يشِر إلى حماس عند ذكر اسمها بالإرهابية، كما لم يتخلل خطابه كلمة إرهاب على الإطلاق، بل استخدم كلمة مقاومة مقرونة باللاعنفية.

وقال مشعل: «نحن نلمس تغييرا في الخطاب الأميركي، خصوصا بعد خطاب الرئيس أوباما في القاهرة في 4 يونيو (حزيران) الجاري، ونحن نقدر ذلك ولكننا لا نسحر بالخطابات وإنما نريد تنفيذ السياسات على الأرض، المطلوب من قادة الدول العظمى هو الأفعال الحازمة والمبادرات الجادة التي تعيد الحق إلى أصحابه وتنهي الاحتلال غير المشروع، وإن قدرة أي إدارة أميركية على كبح جماح إسرائيل لن تتحقق قبل كبح جماح النفوذ الصهيوني في قرار الإدارة الأميركية». واعتبر مشعل حديث أوباما عن تجميد الاستيطان «أمرا جيدا ولكنه غير كافٍ»، وحمل مشعل الغرب جزءا كبيرا من مسؤولية التطرف والعناد الإسرائيلي، قائلا: «أي عدالة يمكن أن يتفهمها أوباما في ظل قيام وطن قومي لليهود في فلسطين؟ وما ذنب الشعب الفلسطيني والشعوب العربية في هذا الوعد؟ فما زال شعبنا الفلسطيني يعاني من الظلم والقهر والمجازر من دير ياسين حتى غزة».

وأضاف أن هذا التغيير خطوة في الاتجاه الصريح نحو الحوار المباشر بلا شروط، وأن التعامل مع حماس يجب أن يكون على أساس إرادة الشعب الفلسطيني وليس من خلال فرض الشروط كشروط الرباعية. وأرجع هذا التغيير إلى الصمود في فلسطين ولبنان والعراق، داعيا إلى اتباع التغيير الجيد باللغة إلى تغيير على الأرض.

وأضاف مشعل أن نتنياهو وحكومته قلبوا الطاولة في وجوه الجميع، متسائلا: «لماذا تبقى خياراتنا مكشوفة؟»، معتبرا أن الاعتدال الفلسطيني هو الذي أوصل أركان حكومة متطرفة إلى الحكم في إسرائيل، كما أوصل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى الحصار. ودعا زعماء العرب إلى اعتماد استراتيجية جديدة تعتمد على المقاومة والسياسة. وقال: «نحن في حماس مستعدون للتعاون مع الدول العربية للعمل معا من أجل تنفيذها، وبهذا نفرض احترامنا على الآخرين».

وحول المصالحة الفلسطينية قال مشعل إن أهمية المصالحة الفلسطينية ليست ضرورية لكونها لإطلاق التسوية من جديد، «وإنما هي أقدس وأغلى لكونها ضرورة وطنية لإنهاء الانقسام ومعالجة آثاره وتوحيد الصف الوطني، وتصليب الجبهة الداخلية في مواجهة الاحتلال».

وذكر مشعل أن وفدا من حماس سيذهب إلى القاهرة بعد غد للقاء وفد فتح بناء على دعوة مصرية، لتذليل العقبات. وقال إن «للمصالحة مقتضات، أهمها إنجاز ملفات الحوار ووقف التدخلات الخارجية»، موضحا أن «العقبة الأساسية للحوار هي ما يجري في الضفة الغربية منذ عامين، فالمقاومة ووحدة الصف تدفع ثمنا في الضفة، فما يجري في الضفة خطة عمل ممنهجة تستهدف المقاومة وكل أجنحتها، وتنسق مع الاحتلال لقتلهم، وشملت الحملة اعتقال المئات من كوادر حماس الذين وصل عددهم إلى 880 من القيادات والرموز والطلبة والنساء».