المالكي: فتاوى تحريضية ضد الشيعة وراء الهجمات الأخيرة

هاجم «صمت» حكومات عربية.. وشكا من تدخلات إقليمية في شؤون العراق الداخلية

TT

انتقد نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي، أمس ما اعتبره «صمتا» من جانب حكومات عربية حيال فتاوى التحريض والقتل والتكفير ضد الشيعة، ناسبا موجة التفجيرات الأخيرة في بلاده الى من وصفهم بـ«مروجي الفتن الطائفية التي تدعمها جهات خارجية».

وفي بيان أصدره مكتبه، قال المالكي «لقد لزمت حكومات وجهات عديدة للأسف الشديد جانب الصمت المريب على فتاوى التحريض على القتل والتكفير والكراهية التي تنطلق بين فترة واخرى». واضاف انه مع اقتراب يوم الثلاثين من يونيو (حزيران)، موعد انسحاب القوات الاميركية من المدن «يزداد غيظ مثيري الطائفية ومروجي الفتنة ومن يغذيهم بالفكر التكفيري الذي يقف وراء المجازر المروعة التي تعرض لها العراقيون طيلة السنوات الماضية». وتابع «وما سلسلة الجرائم الارهابية الاخيرة في مدن البطحاء (الناصرية) وتازة خورماتو (كركوك) ومدينة الصدر والبياع (بغداد) الا نتيجة لتلك الفتاوى الخطيرة التي تنفذ مخططا يراد منه ايقاظ الفتنة الطائفية واحداث الفوضى واجهاض العملية السياسية ومنع الشعب العراقي من الوقوف على قدميه واستعادة سيادته الوطنية».

وطالب المالكي في البيان «المجتمع الدولي والدول العربية والاسلامية على وجه الخصوص بإعلان موقف واضح وحاسم من هذه الجرائم المروعة»، مشددا على ان «السكوت عليها لم يعد موقفا مقبولا ولا وديا تجاه الشعب العراقي». وتابع ان «اصابع الاتهام في ارتكاب الجريمتين الارهابيتين في الاسواق والمناطق المكتظة بالمدنيين في مدينتي الصدر والبياع تؤشر بوضوح على الحلف التكفيري - البعثي البغيض المدعوم من الخارج والذي اوغل في دماء الابرياء من ابناء الشعب العراقي». من ناحية ثانية، وخلال لقائه بسفراء دول الاتحاد الاوروبي أمس، شكا المالكي من وجود «تدخلات اقليمية في الشؤون الداخلية» لبلاده. واضاف، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، ان «الجانب الأمني يحتاج الى جهد استخباري لمواجهة آثار الفتنة الطائفية التي يحاول البعض إعادتها من جديد، وتقف خلفها بعض الدول التي تؤمن بمبدأ الطائفية، فالعراق يعاني من ظاهرة التدخلات الإقليمية في شؤونه الداخلية، مع اننا حريصون على تكوين العلاقات الطيبة مع دول الجوار على أساس المصالح المشتركة». وتابع ان «العمليات الارهابية التي حصلت مؤخرا استهدفت مكونا واحدا لتحريضه على المكون الآخر من اجل ان تعود الحرب الطائفية، لكن الشعب العراقي تخلص من الطائفية التي يثيرها دعاة العنف من بقايا حزب البعث والقاعدة». وشدد على ان «ما يقومون به لن يمكنهم من السيطرة على مدينة أو شارع، وسنقوم بملاحقة بقايا العناصر الارهابية، لأن الذين يقتلون الابرياء ويهدمون بيوتهم على رؤوسهم كما حصل في تازة خورماتو لا يستحقون البقاء على قيد الحياة».

وقتل نحو 150 شخصا واصيب اكثر من مائتين اخرين في سلسلة التفجيرات الاخيرة، بينهم 62 شخصا في هجوم بدراجة مفخخة استهدف سوقا في مدينة الصدر الشيعية شمال بغداد مساء أول من أمس.