بري رئيسا للبرلمان اللبناني للمرة الخامسة على التوالي في جلسة انتخاب لم تخلُ من عمليات تجاذب و«زكزكة»

قال إنه على يقين بأن من وضع ورقة بيضاء سيصوّت له بعد 4 سنوات

صورة شاملة لجلسة البرلمان اللبناني أمس تظهر فيها الوزيرة بهية الحريري وهي تدلي بصوتها في انتخاب رئيس المجلس (رويترز) والرئيس المنتخب للبرلمان اللبناني نبيه بري يدلي بصوته، فيما ظهر وراءه النائب نجيب ميقاتي (أ.ب)
TT

انتخب البرلمان اللبناني الجديد، في أول جلسة عقدها أمس منذ بدء ولايته الأحد الماضي، نبيه بري رئيسا له لولاية خامسة على التوالي. ولم تخلُ جلسة الانتخاب من عملية تجاذب كانت واضحة في عدد الأصوات التي نالها بري والرد الذي حصل في عدم تصويت المعارضة لمرشح «14 آذار» لمنصب نائب الرئيس، «الرد على الرد» من قبل الأكثرية بإسقاط مرشح المعارضة لمنصب أمين السر، وذلك في خروج على التفاهمات التي كانت تمت قبل الجلسة.

وقد عاد بري رئيسا لمجلس النواب بأكثرية 90 صوتا، أي العدد نفسه الذي حصل عليه في مجلس 2005. في حين عاد نائب الرئيس فريد مكاري إلى منصب نائب رئيس المجلس لولاية ثالثة بأكثرية 74 صوتا (نال في المجلس السابق 99 صوتا). وفاز بعضوية أمانة سر هيئة مكتب المجلس النائبان مروان حمادة بـ88 صوتا وأنطوان زهرا بـ66 صوتا. فيما نال النائب ألان عون (المعارضة) 57 صوتا، أي مجموع نواب المعارضة.

وتبين من عملية التصويت أنها خرجت عن جو التوافق. وبدا ذلك من خلال الأوراق البيضاء والتحايل في التصويت، ما أثر في النتيجة المتوقعة لمصلحة بري. ولم تتأخر المعارضة في الرد بالمثل من خلال التصويت على نيابة الرئاسة. فوضعت في صندوقه الاقتراع أسماء منها فريد الأطرش وزياد الرحباني. كما استحضرت أصوات نواب متوفين مثل منير أبو فاضل وألبر مخيبر وصبري حمادة، فضلا عن التصويت لنواب غير مكاري بهدف «الزكزكة».

وكانت جلسة الانتخاب انعقدت برئاسة رئيس السن النائب عبد اللطيف الزين. وجلس إلى جانبه النائبان الأصغر سنا، نايلة تويني ونديم الجميل، في حضور رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والوزراء والنواب.

ثم بدأت عملية التصويت في صندوق وضع وسط القاعة. وبعدها بدأ فرز الأصوات. وقام بالعملية النائبان الأصغر سنا نايلة تويني ونديم الجميل وبعض موظفي المجلس. وعند الانتهاء أعلن رئيس السن فوز بري برئاسة المجلس بـ90 صوتا، فيما وجدت 28 ورقة بيضاء و3 أوراق باسم النائب عباس هاشم وورقة باسم النائب عقاب صقر وورقة باسم رئيس المجلس الراحل صبري حمادة وورقة باسم النائب غازي يوسف و3 أوراق ملغاة وورقة كتب عليها «المجلس سيد نفسه». وكان المجموع 127 ورقة.

وتسلم بري رئاسة المجلس وألقى كلمة شكر فيها «الذين صوتوا لي. أما الذين وضعوا أوراقا بيضاء فإنا على يقين أنه بعد أربع سنوات سيصوتون لي، إن شاء الله». وقال: «قبل أن أسلك الطريق لمحاولة الإضاءة على مهمات هذا المجلس، أود أن أتوجه بالتحية والشكر إلى المجلس السابق وإلى أعضائه الذين حملوا أرواحهم على أكفهم، حيث قضى بعضهم شهيد الوطن في مرحلة ضاغطة على لبنان بالفتن والتوترات ومحاولات تعميم الفوضى. فقد عملنا في المجلس السابق تحت ضغط جملة تحديات أمنية وسياسية، وتحت ضغط ما يشبه الانقسام السياسي، ورغم ذلك تمكن المجلس خصوصا وكتله البرلمانية من تقديم المساهمات التي منعت كل أنواع الفتن. فتحت قبة البرلمان، انعقد الحوار الوطني الذي أمكنه أن يؤسس لإجماع وطني حول جملة عناوين أساسية ومهمة تختص بالمحكمة الدولية وبالعلاقة مع الشقيقة سورية وبملف الأشقاء من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان». وأضاف: «نجح المجلس في نقل الملفات الخلافية من التداول في الشارع السياسي وبلغة الشارع السياسي إلى طاولة الحوار، وهو الأمر الذي عزز الدعوة إلى استمرار الحوار برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، كما عزز الدعوة إلى تبني ثقافة الحوار. ورغم أن الأزمة السياسية العاصفة أدت إلى تعطيل المؤسسات، فإن مجلس النواب السابق كان جسر التواصل بين الفئات السياسية في البلاد وصولا إلى اجتماع الدوحة واتفاق الدوحة الذي مكننا من انتخاب رئيس وفاقي للبلاد وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء الانتخابات النيابية».

ودعا مجلس النواب إلى «اتخاذ المبادرات لتعزيز جيشنا الوطني ومده بالعدة والعديد والمنظومات القتالية الحديثة، وكذلك إلى أخذ الدروس والعبر من التاريخ المشرف المشرق لمقاومتنا المجيدة، ودعم هذه المقاومة باعتبارها حاجة وضرورة لبنانية، ما دامت إسرائيل تعبر عن أطماعها في أرضنا ومياهنا». ثم ترأس بري الجلسة. وبوشر انتخاب نائب رئيس المجلس بواسطة الاقتراع السري عبر الصندوق، وبعدها فرز الأصوات النائبان تويني والجميل، وبعض موظفي المجلس، وكان عدد المقترعين 127 نائبا. وبعد الفرز نال النائب فريد مكاري 74 صوتا، فيما وجدت أوراق عديدة بأسماء مختلفة و25 ورقة بيضاء. ومن الأوراق الملغاة، واحدة باسم النائب الراحل البير مخيبر وواحدة للنائب غسان مخيبر وواحدة للنائب عاطف مجدلاني وواحدة للنائب وليد جنبلاط وواحدة باسم «الحكيم البير مخيبر» وواحدة باسم (المطرب الراحل) فريد الأطرش وثلاث للنائب السابق إيلي الفرزلي وأوراق بأسماء سليم سعادة وفايز غصن ونقولا غصن ومنير أبو فاضل وزياد الرحباني ونايلة معوض، فيما وجدت خمس ورقات باسم نايلة تويني وورقتان لسيرج طورسركيسيان. وهنا قال الرئيس بري: «الحرية والمزحة بالتصويت أمر جيد. وهذا جزء من الفكاهة الانتخابية. ولكن هناك حرمات لناس متوفين وشخصيات لبنانية وشخصيات من خارج لبنان. وأتمنى على الزملاء الكرام أن يكون المستوى أكبر». ثم أعلن أن النائب فريد مكاري انتخب بـ74 صوتا نائبا لرئيس المجلس، ووجدت 25 ورقة بيضاء.