أميركا تضاعف المعونة لباكستان

الأمم المتحدة تطالب بضمان الأمن قبل عودة اللاجئين إلى وادي سوات

TT

وافق مجلس الشيوخ الاميركي اول من امس على مضاعفة المعونة الاميركية الى باكستان الى نحو 5ر1 مليار دولار اميركي سنويا في كل من السنوات الخمس القادمة وذلك في اطار خطة اميركية لمكافحة التطرف من خلال التنمية الاقتصادية. ويتضمن التمويل السنوي البالغ 5ر1 مليار دولار أموالا من أجل المدارس والنظام القضائي والبرلمان واجهزة تنفيذ القانون في باكستان. وقال السناتور ريتشارد لوجار العضو الجمهوري الرفيع في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ «هذا التشريع خطوة هامة نحو التعاون الاقتصادي والسياسي المتواصل مع باكستان». ويتضمن مشروع القانون 400 مليون دولار معونة عسكرية سنوية في الفترة من 2010 الى 2013 . وجاء اقراره في حين يستعد الجيش الباكستاني لشن هجوم شامل على زعيم طالبان الباكستانية بيت الله محسود حليف القاعدة. ويتعين التوفيق بين مشروع قانون مجلس الشيوخ ونسخة القانون التي وافق عليها مجلس النواب في 11 يونيو (حزيران). وينشئ المشروعان ما يسمى مناطق فرص الاعمار على الحدود بين باكستان وافغانستان والتي يمكن منها تصدير المنسوجات ومنتجات أخرى معفية من الرسوم الى الولايات المتحدة. وتشكل هذه المناطق جهدا للحكومة الاميركية لمكافحة انشطة القاعدة وطالبان لتجنيد المتمردين وذلك بخلق فرص عمل للعاطلين الشباب في الاجزاء المتخلفة من البلدين. وأبلغ ريتشارد هولبروك المبعوث الاميركي الى باكستان وافغانستان لجنة لمجلس النواب اول من امس ان مناطق الاعمار التي سوف تستفيد من مشروع استيراد المنسوجات موجودة في مناطق تعيش فيها اعداد كبيرة من الباكستانيين الفارين من المعارك في الاونة الاخيرة. وقال ان خلق فرص العمل في المناطق القبلية الخاضعة للحكم الاتحادي من باكستان يخدم المصالح الامنية للولايات المتحدة. الى ذلك قال مسؤول بالامم المتحدة امس انه يتعين كفالة الامن قبل عودة عشرات الالوف من الاشخاص الذين اقتلعوا من أراضيهم بسبب الهجوم العسكري ضد طالبان في منطقة وادي سوات على الحدود الشمالية الغربية. ويجيء هذا البيان فيما تناشد السلطات الباكستانية نحو 5ر2 مليون من البشر العودة إلى ديارهم في سوات و3 مناطق مجاورة في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي. وقد أعلنت السلطات أن هذه المناطق قد طهرت من المتمردين. بيد ان مارتين موجوانيا منسق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة في باكستان قال إن القتال مستمر في بعض مناطق مالاكند المنطقة التي يقع فيها اقليم سوات. وقال للصحافيين في اسلام أباد «البيئة الامنية لا تزال تفتقر إلى الانضباط هناك». ويتمتع تحرك الجيش في سوات بتأييد شعبى واسع لكن قسما كبيرا من المحللين يحذرون من تلاشي هذا التأييد في حالة تفاقم أزمة اللاجئين. وربما كان هذا سبب حرص الحكومة الباكستانية على عودة المشردين، بينما أدلى مسئولون باكستانيون بتصريحات متناقضة بشأن نتائج العملية. وقال موجوانيا انه يتعين أن يكون هناك تقييم أمني وان الاماكن التي سيعود إليها اللاجئون لا بد أن تكون آمنة وخالية من المعدات العسكرية. وشكا مسؤول الامم المتحدة من ان 36 في المائة فقط من المبلغ الذي طلبه وهو 543 مليون دولار قد تم توفيره من جانب المجتمع الدولي. وشجعت باكستان اللاجئين على العودة بسرعة إلى منطقة باجور التي ضربها الصراع في منطقة القبائل بمحاذاة الحدود الافغانية بعد أن قالت إن طالبان قد هزمت العام الماضي.

بيد أن مسؤول الامم المتحدة قال إن نحو 500 أسرة قد عادت إلى مخيمات اللاجئين في بيشاور بعد أن شنت الحكومة جولة جديدة من العمليات في المنطقة في وقت مبكر من الشهر الجاري.