حزب الله: إيران تجاوزت مؤامرة إرباكها.. وأعطت صورة واضحة عن مدى حرية الشعب

قطر: استقرار طهران مهم لمنطقتنا.. ونرجو أن لا يكون الخلاف مع مصر شخصيا

متظاهرون في تركيا مؤيدون للحركة الاصلاحية في إيران يتظاهرون أمام القنصلية الإيرانية في اسطنبول أمس (إ.ب.أ)
TT

اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، أن إيران التي تشهد سلسلة تحركات احتجاجية منذ الانتخابات الرئاسية في 12 يونيو، تمكنت من «تجاوز مؤامرة إرباكها»، مشيرا إلى وجود «عبث غربي واضح» في الجمهورية الإسلامية. وقال قاسم في حديث إلى وكالة «الصحافة الفرنسية» تعليقا على الأحداث الإيرانية، إن «الأمور تسير في إيران في اتجاه انتهاء الأزمة وعودة الأمور إلى طبيعتها». وأضاف «أصبح واضحا حجم العبث الدولي الغربي والأميركي في الشؤون الداخلية الإيرانية. ما نشهده هناك ليس مجرد اعتراض على انتخابات رئاسية، بل توجد أعمال شغب واعتداءات في الشارع لها إدارة خارجية لبلبلة النظام الإسلامي في إيران».

وقال قاسم، إن إيران «نجحت مرة جديدة في تجاوز هذه المؤامرة الخارجية لإرباكها داخليا، ومحاولة التدخل في شؤونها»، كما «نجحت في أن تعطي صورة واضحة للعالم عن مدى حرية الشعب في الاختيار عبر إقبال كبير تجاوز الأربعين مليون مقترع، وتنافس معلن وشفاف». وعن تلاقي موقف حزب الله هذا مع موقف السلطات الإيرانية، قال قاسم، إن «حزب الله لا يتدخل في الشؤون الإيرانية الداخلية، ولسنا طرفا في ما يحصل».

وأضاف «هذا شأن إيراني داخلي. لكن عندما نتحدث عن هذه الجمهورية الإسلامية الفتية، لا بد أن نؤكد على ضرورة احترام خيارات شعبها ومنع التدخل الأجنبي في شؤونها». ورفضت السلطات الإيرانية الخميس إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية المطعون في شرعيتها وأعلنت أن «الرئيس الجديد وحكومته» سيتوليان مهامهما بين 26 يوليو و19 أغسطس.

من ناحيته، اعتبر رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، في مقابلة مع قناة «الجزيرة» ليل أمس، أن ما يحدث في إيران شأن داخلي وأن استقرار إيران مهم للمنطقة.

وقال ردا على سؤال حول الأزمة التي اندلعت في إيران إثر إعلان فوز أحمدي نجاد، «يجب أن نضع ذلك أولا في إطار الشأن الداخلي لأنه يجب احترام كل دولة وشأنها الداخلي».

وأضاف، «هذا موضوع يقرره الإيرانيون في كيفية حل قضاياهم فيما بينهم وبطرقهم المعتادة، وأنا متأكد بأنهم سيتجاوزون هذه الأزمة». وأكد الشيخ حمد أن «استقرار إيران مهم لمنطقتنا». وعن عملية السلام في المنطقة والعلاقة مع واشنطن، قال الشيخ حمد، إن العلاقات بين قطر والولايات المتحدة إستراتيجية، وهناك «أمل كبير» بالإدارة الأميركية الجديدة بالنسبة لتحقيق اختراق في عملية السلام. وقال «هناك خلافات في وجهات النظر كانت مع الإدارة (الأميركية) السابقة، والآن عندنا أمل كبير في الإدارة الحالية، خاصة مع الخطوات التي قام بها الرئيس (باراك) أوباما». وأضاف «نعتقد أن هناك أملا كبيرا أن هذه الإدارة جادة في تحريك مسار السلام وحل القضية الفلسطينية، وجادة في حل قضايا كثيرة في المنطقة ونحن نساعدهم إلى أبعد الحدود وهم أصدقاؤنا».

وبالنسبة للعلاقات مع مصر، قال الشيخ حمد «أرجو إلا يكون خلافا شخصيا لأنه ليس لدينا خلاف شخصي، وأرجو أن يحصر الخلاف في السياسات وفي وجهات النظر». وأضاف «لا أستطيع القول إن علاقاتنا مع مصر قطيعة بلا رجعة ولا أقدر أن أقول إننا اتفقنا على كل شيء. رؤيتنا للعلاقة أنها تكون على أساس المصلحة العربية، وعلى أساس أن مصر لها دور كبير في العالم العربي». وأشار إلى أنه «متأكد أن الرئيس حسني مبارك، حريص على هذا، ولكن بعض الطاقم يحتاج أن يترك إشغال الرأي العام المصري أو الحكومي أو غيره بالتفاهات، والتركيز على المصالح المصرية والعربية، ونحن معهم في أي شيء، ونحن وراءهم وليس أمامهم لأنهم دولة كبرى».

ونفى رئيس الوزراء القطري معلومات أوردتها صحف مصرية في أبريل الماضي عن وجود مخطط تخريبي يستهدف مصر، تشارك فيه إيران وسورية وقطر، وقال «عندما اكتشفوا ما يقولون إنها مؤامرة، أي مؤامرة حزب الله، وأيضا زج اسمنا فيها، هذا الموضوع استغربناه كثيرا، فهل اهتزاز الاستقرار في مصر لمصلحة قطر، ولماذا قطر تريد أن تغير أو تدخل في موضوع من هذا النوع؟». كما نفى الشيخ حمد بن جاسم الاتهامات لقطر بدعم الحوثيين في اليمن، وأكد وقوف الدوحة مع وحدة اليمن. وقال «معروف أننا دعمنا الوحدة عندما كان كل العالم العربي ضد الوحدة اليمنية، نحن لا نتدخل في هذه الشؤون ومن يقف مع الوحدة لا يقف ضدها». وأضاف «دخلنا بوساطة نزيهة بين الطرفين (الحكومة والحوثيين) ووقعنا اتفاقا لم يحترم، ولا أريد أن أقول ماذا فعل كل طرف.

ولكن في الحقيقة أنا حز في نفسي أن قطر التي أخذت هذا الموقف تتهم بدفع الأموال للحوثيين، ولمسؤولين كبار يمنيين». وفي الملف اللبناني، أيد رئيس الوزراء القطري، الذي رعت بلاده اتفاق الدوحة بين اللبنانيين في مايو 2008، الرأي القائل بأن اتفاق الدوحة انتهت فاعليته بعد الانتخابات النيابية.

وقال الشيخ حمد، إن «اتفاق الدوحة كان لمرحلة لتوصلهم لإجراء انتخابات سلمية. سنة وأكثر مرت على اتفاق الدوحة وكنا نتابعه يوما بيوم إلى أن وصلوا للانتخابات حسب الاتفاق». وأضاف «كنا نتدخل لو كان أي طرف يريد أن يغير أو يبدل في اتفاق الدوحة، الآن انتهى، ويبقى الحديث الإستراتيجي الذي بين الرئيس وبين المجموعات اللبنانية».