عشية انطلاق الاستشارات الرئاسية الملزمة في لبنان لتكليف رئيس الحكومة المقبل، زار رئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري، الذي من المتوقع أن يسمى رئيسا للحكومة المقبلة، الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، للبحث في تشكيلة الحكومة المقبلة، في لقاء استمر نحو أربع ساعات.
وزار الحريري منتصف ليل أول من أمس نصر الله في مكان لم يكشف عنه لأسباب أمنية، وأشار بيان صدر عن المكتب الإعلامي للحريري إلى أنه «جرى خلال اللقاء تدارس الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة، وعرض مختلف الأوضاع المحلية في ضوء نتائج الانتخابات النيابية، كما جرى بحث الترتيبات المفترضة للمرحلة المقبلة والخيارات المطروحة للحكومة العتيدة»، موضحا أنه «تم الاتفاق على مواصلة النقاش مع الإشادة بأجواء التهدئة الإيجابية السائدة، وتأكيد تغليب منطق الحوار والتعاون والانفتاح».
وامتنع الطرفان عن إعطاء مزيد من المعلومات، باستثناء بيان رسمي متفق عليه بينهما. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية أن الحريري اكتفى خلال اجتماع لكتلته أمس بالتلميح إلى «أجواء إيجابية»، ورد على استفسارات النواب بالقول إن اللقاء «يُقرأ من بيانه».
وهذا اللقاء هو الثاني بين نصر الله وعضو بارز في الأغلبية اللبنانية بعد الانتخابات التي جرت في السابع من الشهر الجاري، وكان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط عقد اجتماعا مع أمين عام حزب الله في 18 يونيو (حزيران) الجاري، شددا في أعقابه على أهمية تحقيق مصالحة شاملة.
وكانت الأزمة السياسية بين الأغلبية والمعارضة وصلت إلى مرحلة حرجة في السابع من مايو (أيار) 2008، بعدما سيطر حزب الله وحلفاؤه على النصف الذي تقطنه غالبية مسلمة سنية من العاصمة بيروت لفترة قصيرة، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع أنصار الزعماء المنافسين، وبينهم الحريري.