مخاوف عراقية من عودة العنف بعد الانسحاب الأميركي من المدن .. وتباين في تكريت

عضو شعبة في حزب البعث المنحل: يجب إبقاء قوة عسكرية للضغط على الحكومة

TT

أثارت التفجيرات الأخيرة التي وقعت في عدة مناطق من البلاد مخاوف العراقيين من عودة العنف وعدم الاستقرار في البلاد وتراوحت مخاوف العراقيين بين عدم سيطرة القوات الأمنية على منابع الإرهاب والترصد له قبل أن يحدث أي تفجير وبين سعي جهات (لم يسموها) لزعزعة الأمن لأغراض من بينها إعادة الأميركيين إلى مواقعهم داخل المدن المنسحبين منها.

أغلب الموطنين الذين التقتهم «الشرق الأوسط» طالبوا الحكومة باتخاذ كل الإجراءات للحد من العمليات التي تودي بحياة العديد من الأبرياء داخل المدن بينما ناشد آخرون الدول المجاورة للعراق ضبط حدودها مع العراق لمنع المتسللين إليه بالتعاون مع الحكومة العراقية، فيما أكد عدد قليل من العراقيين على أن الأمن لن يستقر في العراق إلا بعد خروج كل القوت الأميركية من البلاد وإعادة تنظيم الجيش والشرطة العراقية بعيدا عن كل محاصصة والاستعانة بالخبرات العسكرية للجيش العراقي السابق.

وأكد ناهي فرعون من أهالي مدينة الحلة «أن العنف الذي تصاعدت وتيرته في العراق أخيرا يؤشر إلى أن هناك أياد خفية وراء إشعاله في هذه الفترة وهناك من يغذيه من خارج وداخل البلاد ». وأضاف أن «عودة الأمن لن تكون إلا بخروج كل القوات الأجنبية من العراق وإعادة السيطرة من دون محاصصة على الجيش والشرطة والاستعانة بخبرات الجيش العراقي السابق». من جهته، أكد أحمد كمال من أهالي بغداد على أن «الأمن سيستقر بعد شهرين من خروج القوات الأميركية من المدن العراقية عندما يتلمس المخططون لهذه الأعمال بأن الجيش والشرطة هما من يسيطر على الشارع، وهذا الأمر لن يكون إلا بالتعاون الأمني الحدودي مع دول الجوار وبفتح صفحات جديدة مع من لم يدخل في العملية السياسية ومنهم البعثيون وفتح صفحات للحوار مع المسلحين إذا كانت نواياهم مقاتلة المحتل فتقول لهم الحكومة إن المحتل سيخرج وهو قد خرج بخطوة أولى وعلينا الجلوس على طاولة الحوار من أجل العراق».

مواطنون في المدن الدينية ناشدوا الحكومة العراقية اتخاذ الإجراءات اللازمة لإيقاف عمليات الإرهاب لا سيما ونحن على أبواب انسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية. المواطن أبوسعد من أهالي النجف قال إن «التفجيرات الأخيرة التي حدثت في كركوك وبغداد ومدينة الصدر وغيرها أثارت مخاوفنا من عودة العنف وسيطرة عناصر (القاعدة) وهذا يعود بنا إلى المربع الأول». وأضاف إن «هناك مخاوف حقيقية لدى المواطن العراقي إذ حتى الآن لم يصدق أن الإرهاب ذهب من دون عودة وعلى الأجهزة الأمنية العراقية أن تحد من هذه الانفجارات». وقال حسن النجفي «أنا لم أتخوف من التفجيرات الأخيرة التي عصفت بالبلاد ولا أظن إن الإرهاب قد قضي عليه وأعتقد بأن التفجيرات الأخيرة هي ليست لزعزعة الاستقرار الأمني بل الهدف هو سياسي موجه لطمر التطور السياسي على الصعيدين الداخلي والخارجي». وأضاف «نستبعد وصول الإرهاب إلى مناطقنا الدينية وذلك يعود إلى تكاتف المواطن مع رجل الأمن والتعاون في الإخبار عن جميع الحالات المشتبه بها». الشيخ محمد الخفاجي رجل دين قال إن «على الأجهزة الأمنية في المدن الدينية أخذ اليقظة والحذر من عودة الإرهاب إلى هذه المدن وعليها أيضا غلق المنافذ أمام الإرهابيين». مدير إعلام قيادة شرطة النجف قال إن «هنالك أوامر تصدر من قبل وزارة الداخلية وتعمم على جميع المحافظات بعد كل انفجار بأخذ الحيطة والحذر» وأضاف علي الشريفي «الأجهزة الأمنية في النجف اتخذت كل الاستعدادات ولا توجد أي مخاوف من حصول انفجارات أو اختراقات أمنية» مؤكدا «لدينا عمق دفاعي يؤمن محافظة النجف». وفي محافظة صلاح الدين التي مركزها تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين، تباينت الآراء حول الانسحاب بين مؤيد ومشكك ومعارض. وقال كامل حمود الجبوري عضو شعبة في حزب البعث العربي الاشتراكي المنحل «إن على الولايات المتحدة الإبقاء على قوة عسكرية من شأنها أن تشكل نقاط ضغط على الحكومة العراقية من أجل إتمام المصالحة الوطنية وإعادة حقوق المواطنين العراقيين إلى أصحابها»، حسبما أفادت به وكالة الأنباء الألمانية «د.ب.ا». وقال عبد الناصر خلف، وهو ضابط بارز في الجيش العراقي السابق: «إن الأميركيين هم من سلبوا حقوق العراقيين ولا أعتقد بأنهم سيعيدون تلك الحقوق التي يجب أن تعود إلى أصحابها بالضغط على الحكومة واستعمال كل الوسائل لاسترداد تلك الحقوق».

ويعتقد علي صالح حسين عميد كلية التربية بجامعة تكريت بأن «الانسحاب من المدن وعدم رؤية الجنود الأميركيين يجوبون الشوارع والطرقات ووقف عمليات الدهم مهمة في الوقت الحاضر، ولكن على الولايات المتحدة ألا تترك العراق فريسة المستقبل المجهول.