سيدات أعمال عراقيات يحققن أرباحاً تتجاوز 500 مليون دولار في 4 سنوات

في إطار برنامج مدعوم أميركياً يهتم بالمشاريع النسوية

TT

عزة حمادي امرأة عراقية، كانت شجاعتها وذكاؤها هما سر نجاحها ونجاح خمس نساء أخريات، انضممن لها حققن ومنذ عام 2005 وحتى الآن أرباحا تتجاوز 500 مليون دولار أميركي من مشاريع اعمار منحت لهن، عبر قوات التحالف والسفارة الأميركية وفريق اعمار بغداد الأميركي. وأكدت عزة حمادي لـ«الشرق الأوسط»، أنها بدأت برنامج دعم المرأة في عام 2005، وهو برنامج يركز على دعم السيدات اللاتي يملكن شركات خاصة بهن، لكن الأوضاع الأمنية وتنافس الشركات التي يملكها الرجال قد يحولان دون فوزهن بعقود عمل لإدارة أعمالهن.

وقالت «بدأنا ننسق مع جهات مثل السفارة الأميركية وفريق اعمار بغداد والحكومة العراقية، ممثلة في جميع الوزارات لتخصيص عقود عمل لهذه المجموعة من السيدات، وفعلا نجحنا في ذلك».

وبينت عزة، أن «جهات عربية ودولية قدمت لنا يد العون للتدريب، وأصبحنا الآن نمتلك خبرات واسعة في مجال العطاءات وعقد الندوات والورش والاجتماعات، وإدارة الحوارات وكيفية التنافس بالعطاءات»، مشيرة إلى أن «المنظمة بدأت بأعمال محدودة عام 2005 وبمجموعة صغيرة من السيدات، وحققنا أرباحا حينها بلغت 7 ملايين دولار، والبرنامج لا يتحدد بسيدات الأعمال فقط بل هو موجه نحو المرأة العراقية بشكل عام». وأكدت أنها تفتخر بترؤس هكذا مجموعة من السيدات العراقيات، اللاتي يمثلن جميع طوائف العراق،«فهناك الكردية والمسلمة والشيعية والسنية والمسيحية والآشورية والصابئية، وكل المكونات من دون استثناء».

إحدى سيدات الأعمال وتدعى بلسم، قالت «بعد انضمامي للمجموعة تمكنت من تأسيس شركة خاصة، ومن خلال دعم المنظمة لنا وتدريبنا، أصبحنا نملك خبرات مكنتنا من التفوق على الرجل خلال المنافسات، التي تحدث للفوز بالعطاءات والمشاريع، وخلال السنوات الأربع الماضية تمكنا من تثبيت أقدامنا في السوق، وتخطي العقبات والمخاطر المحدقة بنا، وبعد تحسن الأوضاع الأمنية بدأنا نقدم أعمالا أكثر تميز».

أما حليمة الجاف، فأكدت أنها تخصصت بشركة لمنح القروض الصغيرة، وقالت «قدمنا منحا لكثير من السيدات لإقامة مشاريع صغيرة ومتوسطة في بغداد، وبدأت هذه المشاريع الآن تعمل وتؤتي ثمارها». وأشارت إلى أن «المنظمة وجدت أن هناك نساء كثيرات لديهن رغبة في العمل، لكن يعوزهن التحصيل الدراسي أو ظروف عائلية؛ فقمنا بمنحهن قروضا للبدء في مشاريع صغيرة مثل فتح محل تجاري للخياطة أو بيع السلع، أو معمل صغير لإنتاج الأغذية المختلفة وغيرها، ونحمد الله أن جميع المنح المقدمة للمستفيدات تسدد الآن وفق نظام مريح، وجميعهن ملتزمات؛ لأن هنـاك ثقة بــالتعـامل ورغبة فـي التقدم نحو الأمـام». أما رفاه الطائي، فبينت أن «المجتمع العراقي كان يخلو من وجود نساء يعملن كسيدات أعمال، فاغلب أعمالهن تنصب على التعيين في القطاع العام والخاص، أو البقاء كربات بيوت، لكن المنظمة وبعد أن انفتحت على الخارج، وجدنا أن بقية الدول قد سبقتنا كثيرا، نعم كانت هناك صعوبات من حيث تقبل الآخرين لنا كسيدات أعمال، لكن أخيرا نجحنا وأثبتنا وجودنا، وسنكون رائدات لشريحة سيدات الأعمال في المستقبل». وكشفت أنها الآن تتنافس مع زوجها، الذي يمتلك شركة هو الآخر بذات التخصص «ورغم أني بدأت برأس مال صغير جدا، لكني الآن املك ما يفوقني على شركة زوجي».

مي بغدادي، وهي صاحبة شركة أيضا، أوضحت من جانبها، أن مساعي سيدات الأعمال تنصب الآن باتجاه الضغط على الحكومة العراقية، من خلال الاستعانة بنائبات في البرلمان؛ لإيجاد ما يشبه حصة نسائية تبلغ 10%، أي أن الحكومة تستطيع أن تخاطب جميع الوزارات، التي لديها مشاريع؛ لتخصص 10% من مشاريعها السنوية لسيدات الأعمال، وهذا سيكون انجازا كبيرا جدا كفيلا بخلق بيئة عمل تنافسية».

أحد المشاريع النسوية التي يرعاها برنامج دعم المرأة («الشرق الأوسط»)