الصادق المهدي: قوى أميركية ستقاوم أي اتجاه لتطبيع العلاقات مع السودان

قال إن «أوباما» ظاهرة مفارقة للمعتاد وسيواجه «لوبيات» تعبر عن مصالح خاصة

TT

قال الصادق المهدي، رئيس وزراء السودان الأسبق، إن التغيير في علاقات أميركا بالعالم العربي والإسلامي لن يتحقق إلا إذا أزالت النظم الحاكمة في المنطقة أي تناقض بينها وبين شعوبها، وأيضا أن تزيل «أي تناقض حاد بين موالاة وممانعة وبين سنة وشيعة»، وقال: إذا استحال ذلك فسوف تفوت فرصة التغيير، بل ستجد إسرائيل فرصتها لدق إسفين بين أجنحة الأمة وهزيمة مشروع التغيير.

وأضاف المهدي الذي يتزعم حزب الأمة السوداني المعارض، في ندوة عقدت بالقاهرة، مساء أول من أمس، تحت عنوان «الموقف من أميركا في ظل شعار التغيير»، إن أفكار أوباما تدل على أنه «ظاهرة مفارقة للمعتاد» ومع أنه احتل مركز الرئاسة، فإنه سيجد نفسه في نزاع واضح مع كافة حلقات اللوبي الأخرى، لأنه لا يمثل «صدفة شخصية»، ولكنه يمثل «قوى اجتماعية لها وزنها»، وكذلك «لوبيات تعبر عن مصالح». وقال الصادق المهدي إن فشل السياسات الأميركية في المنطقة هي التي أدت إلى نجاح أوباما، مشيرا إلى أنه «لولا الغزو الأميركي لأفغانستان لما كانت (القاعدة)، ولولا محور الشر الذي رسمته أميركا لما كان (الرئيس الإيراني) أحمدي نجاد، ولو أن (الرئيس الأميركي السابق) جورج بوش نجح في العراق لما كان أوباما».

وأردف موضحا أن ردود الفعل في العالم العربي على خطاب أوباما، باستثناءات قليلة، تكشف غالبيتها عن غيبة الوعي، بل «الدروشة السياسية»، وذلك لأن القيادات الرسمية فوجئت بهذا النهج الجديد الذي اتبعه أوباما.. «لأنهم كانوا رغم حماقات بوش متصالحين معه، وقد كان كثيرون يأملون أن يفوز ماكين (منافس أوباما في الانتخابات الأخيرة) بدل قيادة جديدة مجهولة الهوية».

وقال المهدي إن الإدارة الأميركية الجديدة ستدخل التغيير على سياساتها تجاه السودان، ولكنه رأى أنه مهما كان نهج الإدارة الجديدة فهناك لوبيات أميركية قوية بخصوص السودان تقف وراءها قوى مسيحية ويهودية وأميركية من أصل أفريقي وجماعات في البيت الأبيض وفى الجهاز التنفيذي والكونغرس و..«هؤلاء سيقاومون أي اتجاهات لدى الإدارة الأميركية لتطبيع العلاقات مع النظام السوداني الحالي».