تمكنت مصالح الأمن في المغرب وإسبانيا الأسبوع الماضي، من تفكيك شبكة إرهابية كانت تخطط للقيام بأعمال إرهابية في البلدين، أعلن عن تفاصيلها أمس. وذكرت مصادر متطابقة، أن أفراد الخلية وعددهم خمسة، تم اعتقالهم جميعهم في الأراضي المغربية، حيث اقتفت مصالح الأمن الإسبانية طريقهم وآثارهم من إقليم الأندلس، حيث كانوا يقيمون، إثر الاشتباه في تحركاتهم.
وأضافت ذات المصادر، أن أفراد الخلية كانوا ينوون ارتكاب أعمال إرهابية في المغرب أولا، ثم العودة إلى إسبانيا للقيام بأعمال مماثلة، حيث يتوفرون بالأراضي الإسبانية على تجهيزات ووسائل عمل، على حد قول المصادر، على الرغم من أنه لم يعتقل أي عنصر من الخلية بإسبانيا، كما لم يتم العثور على متفجرات أو أسلحة، مما جعل المحققين الأمنيين يميلون إلى الاعتقاد بأن الخلية لنشاطات إرهابية كانت تخطط على المدى المتوسط.
وأشارت وكالة إيفي الإسبانية الرسمية، إلى أن المعتقلين ينتمون إلى تنظيم السلفية الجهادية في المغرب، الذي سبق أن دانت العدالة المغربية بعض عناصره.
واضافت الوكالة الإسبانية، أن ثلاثة على الأقل من المشتبه بهم يحملون الجنسية الإسبانية، ويمارسون كلهم تجارة المخدرات وسرقة السيارات وتغيير أرقامها، مشيرة إلى أن المعتقلين يقيمون بمدينة سبتة المغربية المحتلة من طرف إسبانيا. ويتزعم المجموعة شخص يدعى أبو ياسين، وهو من مواليد مدينة تطوان (شمال) عام 1975، وسبق اعتقاله عام 2006، إثر تفكيك تنظيم أنصار المهدي، الذي نسب إليه التخطيط لشن هجمات إرهابية على منشآت مغربية سياسية واقتصادية، وكذا استهداف بعض السفارات الأجنبية، إضافة إلى اغتيال بعض الشخصيات. وحكم على أبو ياسين بالسجن مدة سنتين وأطلق سراحه عام 2008.
وتزامن الإعلان في إسبانيا والمغرب عن هذا الإنجاز الأمني المشترك، مع وقف نشاط الاستخبارات الإسبانية في مدينة تطوان، بعد 53 سنة من العمل المستمر، حيث كانت جهودها مركزة في السنوات الأخيرة على محاربة النشاط الإرهابي بالنظر إلى قرب تطوان من سبتة المحتلة، التي تعتبر مرتعا للأنشطة الخارجة عن القانون.
يذكر كذلك، أن وزير العدل الإسباني زار المغرب منذ يومين، حيث وقع مع نظيره المغربي اتفاقيات ذات صلة بمحاربة الإرهاب وكيفية تبادل المجرمين.
إلى ذلك، أكد مصدر أمني مغربي سألته «الشرق الأوسط» صحة الخبر، من دون إعطاء تفاصيل أكثر، مرجئا ذلك إلى الإعلان الرسمي عن خبر تفكيك الشبكة واعتقال عناصرها، في بيان لاحق.