الإفراج عن مسؤول الإعلام في التيار الصدري.. ومقرب من المالكي يؤكد: إنها صفقة

قيادي صدري لـ«الشرق الأوسط» : اعتذار قدم للدراجي لأنه بريء من التهم

القيادي الصدري، عبد الهادي الدراجي، يتحدث عبر الهاتف الجوال، عقب الإفراج عنه في بغداد أمس (أ.ب)
TT

في الوقت الذي اطلقت فيه الحكومة العراقية سراح عبد الهادي الدراجي الناطق الرسمي السابق باسم التيار الصدري السابق بعد ثلاث سنوات من الاعتقال على يد القوات الاميركية، أكد نائب مقرب من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان عملية اطلاق سراح الدراجي جاءت ضمن صفقة لإطلاق سراح الرهائن البريطانيين المختطفين في العراق.

وحاولت «الشرق الاوسط» التحدث للدراجي الا أنه رفض التصريح لأي وسيلة اعلامية، غير ان سلمان الفريجي مسؤول مكتب الشهيد الصدر في منطقة الرصافة قال لـ«الشرق الاوسط» انه التقى الدراجي وكان بصحة جيدة وان «اعتذارا قدم له لأنه اعتقل وهو بريء من اية تهمة». وقال الفريجي ان الدراجي لم يذكر انه تعرض لاي حالات تعذيب او ضغوطات، نافيا ان تكون هناك اية صفقة حول اطلاق سراحه.

وكان قيادي في «عصائب اهل الحق»، وهي جماعة مسلحة منشقة عن ميليشيا جيش المهدي الموالية للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر، قد اطلق سراحه مؤخرا. وسرت انباء في حينها عن ان عملية اطلاق سراحه تمت كجزء من صفقة لاطلاق سراح الرهائن البريطانيين الذين تبنت المجموعة اختطافهم عام 2007. واعلنت الحكومة البريطانية الاسبوع الماضي عن استلام جثتين اكدت لاحقا انهما تعودان لرهينتين.

فيما أكد صبار الساعدي عضو التيار الصدري وعضو مجلس محافظة بغداد ان عددا من المعتقلين من التيار الصدري سيفرج عنهم خلال هذه الايام ايضا. ومن جانبه، اوضح المتحدث باسم التيار الصدري الشيخ صلاح العبيدي لوكالة الصحافة الفرنسية ان «قوة عراقية اميركية افرجت الجمعة (أول من أمس) عن الشيخ عبد الهادي الدراجي مسؤول الاعلام في بغداد بعد عامين ونصف من اعتقاله». واكد ان «الدراجي وصل الى منزله في حي الاورفلي، في مدينة الصدر» في شرق بغداد.

واكد العبيدي ان «القوات الاميركية لم توجه اي تهمة الى الدراجي طيلة مدة اعتقاله التي تنقل فيها بين معتقلي بوكا (البصرة) وكروبر (بالقرب من مطار بغداد)، ما يعني ان الاعتقال كان لدواع ساسية وليس جنائية».

الى ذلك، أكد سامي العسكري، النائب عن الائتلاف الموحد والمقرب من المالكي، بان اطلاق سراح الدراجي كان من ضمن الصفقة التي ابرمت بين الحكومة وجماعة «عصائب أهل الحق»، وقال لـ «الشرق الاوسط» ان «عملية اطلاق سراح الدراجي كانت ضمن الصفقة التي ابرمت مؤخراً خلال الحوار الذي جرى بين الحكومة والعصائب والذي تركز بعض منه على اطلاق جميع الرهائن والمعتقلين».

وكان الجيش الاميركي اعلن في 19 يناير (كانون الثاني) 2007 ان مفرزة من قوات عراقية خاصة اعتقلت قياديا في جيش المهدي. واضاف بيان اميركي ان الشخص المعتقل «مسؤول اللجنة الشرعية في مجموعة مسلحة متورطة في عمليات خطف منظمة وتعذيب وقتل عراقيين ابرياء» في اشارة الى الدراجي مشيرا الى اعتقاله في منطقة البلديات، شرق بغداد.

وقد اكد البيان الاميركي ان «المشتبه به متورط في اغتيال عدد من المسؤولين العراقيين الامنيين والحكوميين كما انه قريب من ابو درع وغيره من قادة فرق الموت». وابو درع متهم بالتورط في اعمال قتل مذهبية الطابع.

يذكر أن تنظيم عصائب أهل الحق انشق عن جيش المهدي عام 2004 بعد معركتين مع الجانب الأميركي في النجف ومدينة الصدر ومناطق أخرى من جنوب العراق ويقوده الشيخ قيس الخزعلي الذي كان المتحدث باسم التيار الصدري في نفس العام. واعتقل في العشرين من مارس (آذار) عام 2007 في محافظة البصرة جنوب العراق مع أربعة قادة آخرين من قبل القوات البريطانية. وسلموا للجانب الأميركي الذي يتهمهم بالمسؤولية حول خطف وقتل خمسة جنود أميركيين من مقر محافظة كربلاء جنوب بغداد مطلع عام 2007 بعدما تنكر الخاطفون بزي القوات الأميركية. وكان العسكري قد نفى في وقت سابق ان يكون الوسيط في المفاوضات التي تجري بين الحكومة من جانب وبين جماعة عصائب الحق المنشقة عن ميليشيا جيش المهدي التابع للتيار الصدري، غير انه اكد لـ «الشرق الاوسط» بان الحكومة تتفاوض مع المجموعة المسلحة لالقاء السلاح كجزء من المصالحة الوطنية وانضمامهم الى العملية السياسية.