الرياض: دول الخليج والبحر الأحمر العربية تبحث غدا آليات «مكافحة القرصنة»

اجتماعات مشتركة لقيادات القوات البحرية وكبار مسؤولي وزارات خارجية 11 دولة

احد رجال الامن الكينيين يقوم بحراسة تسعة من القراصنة الصوماليين لدى ظهورهم أمام المحكمة في مومباسا أول من أمس (أ ب)
TT

يجتمع في العاصمة السعودية، غدا الاثنين، كبار المسؤولين في وزارات خارجية 11 دولة عربية مع قيادات القوات البحرية، للبحث في سبل مكافحة القرصنة، وسط زيادة ملحوظة في مثل هذا النوع من العمليات خلال الفترة الماضية.

وستشارك في الاجتماعات المشتركة التي ستحتضنها الرياض، دول مجلس التعاون الخليجي الست (السعودية، وقطر، والكويت، والبحرين، وعمان، والإمارات)، إلى جانب الدول العربية المطلة على البحر الأحمر (مصر، والأردن، والسودان، واليمن، وجيبوتي).

وقالت مصادر قريبة من هذا الاجتماع لـ«الشرق الأوسط»، إنه سيبحث في «خلق آليات بين الدول الـ11 المشاركة للتصدي لعمليات القرصنة البحرية»، التي تصاعدت وتيرة تنفيذها منذ نهاية العام المنصرم. ولم تفصح المصادر عن ماهية الموضوعات التي سيتطرق إليها مسؤولو الدولة العربية المجتمعة، وما إذا كان من بين الحلول المطروحة تشكيل قوى بحرية مشتركة بين دول الجانبين لمواجهة أي عمليات قرصنة محتملة. وبحسب المعلومات، فإن الاجتماع المشترك الذي ستعقده الدول العربية المطلة على البحر، ودول مجلس التعاون الخليجي، سيبدأ عند التاسعة صباح غد الاثنين، وسيستمر لمدة 8 ساعات متواصلة، تتخلله جلسة نقاش مغلقة بين الدول المشاركة.

ويعتبر البحر الأحمر وخليج عدن، الطريق الوحيد لتجارة الدول العربية المطلة عليهما، كالأردن والسودان وجيبوتي، وهو طريق شديد الأهمية لتجارة كل من مصر والسعودية، رغم أن لكل منهما إطلالة على بحر غيره، كالبحر المتوسط بالنسبة لمصر، والخليج بالنسبة للسعودية.

وتشارك 3 فرقاطات من البحرية السعودية في أنشطة المراقبة وتأمين مرور السفن التجارية في بحر العرب وخليج عدن، اللذين شهدت مياههما نشاطا مكثفا من قبل قراصنة صوماليين كانوا يستهدفون البواخر والسفن التابعة للدول الغربية والغنية، طلبا للمال.

وتقوم الفرقاطات السعودية المتطورة، بأعمال المراقبة على مدار الساعة في المياه التي تعمل بها، تتخللها عمليات المسح الليلي والنهاري باستخدام الطائرات العمودية المرافقة لتلك السفن، كما أنها تقوم بالاستجابة الفورية لنداءات الاستغاثة التي تصدر من السفن التجارية؛ وتقديم المساعدة اللازمة لها. وكان قراصنة الصومال قد خطفوا ناقلة نفط سعودية، هي الأكبر في العالم، وعلى متنها حمولة كبيرة من الخامات، وطالبوا بالحصول على فدية مالية كبيرة قبل الإفراج عنها. وتدعم السعودية الجهد الدولي الرامي إلى مكافحة ظاهرة القرصنة البحرية، وهو ما عبر عنه وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل بعد أيام من اختطاف ناقلة النفط (سيروس ستار).

ووفقا لمعلومات المكتب الدولي للملاحة البحرية، فقد سُجِّل 61، أو 67 هجوما للقراصنة منذ مطلع العام الماضي 2008، منها 26 سفينة مختطفة، وإن المختطفين كانوا يحتجزون في بداية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي نحو 12 سفينة، و250 بحارا، ومن بين هذه السفن واحدة أوكرانية تحمل 33 دبابة، وعليها طاقم مكون من 20 بحارا.

ودفع تزايد عمليات القرصنة، بشكل لافت قبالة السواحل الصومالية، مجلس الأمن الدولي إلى دعوة دول العالم للمشاركة في أعمال مكافحة القرصنة.