نائب في «كديما» يناصر نتنياهو في مواجهة الضغط الأميركي بشأن الاستيطان

موقع إسرائيلي: أوباما طلب من بيرلسكوني وساركوزي ألا يتجاوبا مع مطلب رئيس الوزراء

عجوز فلسطيني ينتظر دوره لعبور منفذ رفح، امس (رويترز)
TT

حظي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بدعم مفاجئ من حزب «كديما»المعارض، في مواجهة الضغوط الأميركية في موضوع استمرار البناء الاستيطاني. فقال النائب عتنئيل شنيللر، انه وغالبية نواب حزبه لن يسمحوا للرئيس الأميركي، باراك أوباما، تفسيخ الشعب في إسرائيل. وقال شنيللر، إن حزب «كديما» ليس حزبا يساريا، وموقفه من استمرار البناء الاستيطاني لغرض سد حاجات التكاثر الطبيعي مشابه لموقف الحكومة. وعندما يمارس الأميركيون ضغوطا على إسرائيل، يقف حزب «كديما» مع الإجماع القومي الإسرائيلي، وليس مع أولئك الذين يحاولون شق صفوف الشعب الإسرائيلي. ودعا شنيللر رئيسة حزبه، تسيبي ليفني، إلى تبني موقفه هذا علنا، «وإلا فإن الحزب سيجد نفسه في عزلة عن الناس». وهدد بشق الحزب، في حالة وقوف ليفني مع أوباما ضد نتنياهو، إلى «قسم مع الإجماع القومي وقسم مع اليسار البعيد عن الإجماع القومي».

وجاء هذا الموقف في عقب كشف موقع «اميديا» الالكتروني الإسرائيلي المقرب من الأجهزة الأمنية، أمس، أن الرئيس أوباما مارس ضغوطا على القادة الأوروبيين؛ حتى لا يتنازلوا لرئيس الحكومة نتنياهو في قضية البناء الاستيطاني. وحسب الموقع، كان أوباما قد فوجئ بتصريح وزير الخارجية الايطالي فرانكو فرتيني، الذي استقبل نتنياهو في مطلع الأسبوع في روما، فقال له إن أوروبا ستقدر عاليا قرارا إسرائيليا بتجميد البناء الاستيطاني خلال فترة مفاوضات السلام، ولكنها لن ترى مشكلة في بناء طابق في بيت قائم في هذه المستوطنات. ففهم أوباما أن هذا التصريح يفتح ثغرة في الموقف الغربي الرافض لأي بناء إضافي في المستوطنات. فاتصل مع رئيس الوزراء الايطالي، سلفيو بيرلسكوني، واتفق معه على موقف موحد يرفض أي بناء استيطاني. ثم اتصل مع الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي حول هذه المسألة. فعندما التقى نتنياهو بهما وجد موقفهما حازما وصارما بفعل التدخل الأميركي المباشر.

وعليه، فإن المراقبين في إسرائيل يرون أن نتنياهو أخفق في تحقيق أي مكسب لسياسته في أوروبا، على عكس ما جاء في بيان له أن زيارته كانت ناجحة. وقالت مصادر إعلامية مقربة من ديوان نتنياهو، إن الضغوط الأميركية تبدو بالغة الجدية والخطورة، وان ضغوطا بهذا الحجم لم تعرف في أي وقت في الماضي. ونقل هؤلاء على لسان نتنياهو، انه يشعر بضيق من الضغوط الأميركية. ويقول للمقربين منه، إن أوباما يفرض على إسرائيل تنازلات كبيرة من دون أن يقدم الفلسطينيون شيئا بالمقابل. ويضيف: «نحن وافقنا على دولة فلسطينية، وأزلنا معظم الحواجز العسكرية في الضفة الغربية، ولم يبق لنا هناك سوى 10 حواجز ثابتة، وانسحبنا من أربع مدن وأزلنا البؤر الاستيطانية وأوقفنا التوسع الاستيطاني بالكامل، ولا يكتفون بهذا. بالمقابل فإن الفلسطينيين لم يوافقوا بعد حتى على العودة إلى طاولة المفاوضات».

وتكلم بالروح نفسها وزير الدولة في حكومة نتنياهو، بيني بيغن، ولكن بلهجة أشد. فقد شارك في احتفال أقامه المستوطنون في إحدى المستوطنات القائمة على جبل في جنوب الخليل بمناسبة 25 سنة على تأسيسها، وقال: «في إيران يطورون سلاحا نوويا يهدد بفناء البشرية، وكذلك في كوريا الشمالية، لكن العالم بقيادة أوباما مشغول في البيوت التي يبنيها اليهود لأولادهم. وهذا ليس عدلا ولا أخلاقيا. يتحدثون بمنتهى الودية مع إيران وغيرها من تنظيمات الإرهاب، ونحن لا يتحدثون معنا بل يمارسون الضغوط علينا، وهذا هو الوقت الذي ينبغي علينا أن نقول فيه لا لهذه الضغوط. يحظر علينا أن نرضخ للضغوط، بل علينا أن نعزز الاستيطان أكثر وأكثر».

من جهة ثانية كشف النقاب، أمس، عن مخطط لمصادرة مساحة تصل إلى 139 ألف دنم من الأراضي الفلسطينية تقع إلى الجنوب الشرقي من القدس المحتلة. ونشرت دائرة تسجيل الأراضي في مستوطنة معاليه ادوميم جنوب شرقي القدس، إعلانا في صحيفة «القدس» الفلسطينية تبلغ فيه عن نيتها تسجيل هذه الأراضي الواقعة في منطقة النبي موسى وعرب التعامرة وعرب الرشايدة وعرب ابن عبيد. وصنفت الدائرة في إعلاناتها، أمس، هذه الأراضي على أنها مهجورة، ودعت كل من يدعي حقوقا فيها تقديم اعتراض خلال 45 يوما إلى مكتب ضابط شؤون تسجيل الأراضي في بيت ايل. وأفادت مصادر مطلعة أن هذا الإجراء يهدف إلى مصادرة هذه الأراضي بغية توسيع معاليه ادوميم، وقطع الضفة الغربية إلى نصفين.