قوة عراقية خاصة شكلها الأميركيون تملأ الفراغ في المدن

يسميها البعض «اللواء القذر» وترتبط مباشرة بالمالكي.. وقائدها يؤكد: إنها مهنية

TT

تشكل قوة شكلها الأميركيون بعد الغزو عام 2003 رأس الحربة في الجهد العراقي لمسك زمام الأمن بعد خروج القوات الأميركية من المدن بنهاية الشهر الحالي. انها قوة مكافحة الإرهاب المرتبطة مباشرة برئيس الوزراء نوري المالكي.

الاسم الحقيقي لتلك القوات هو جهاز مكافحة الإرهاب وفيما يسميه البعض بـ «اللواء القذر» يصر قائده على أنه مهني وغير طائفي وغير قذر على الإطلاق. ورغم تصاعد أعمال العنف في الآونة الأخيرة وتوقع استمرارها في أعقاب خروج القوات الأميركية من المدن، يؤكد الفريق طالب الكناني، قائد القوة، قدرة قواته على إحكام سيطرتها على المدن وأن العراق لن تنزلق إلى أتون حرب طائفية أخرى. ووحدة النخبة هذه مسلحة بأسلحة أميركية عالية التقنية وغالبا ما تشارك القوات الخاصة الأميركية في السعي خلف الأعداء المطلوبين سواء أكانوا أفرادا من القاعدة أو الميليشيات الشيعية. ويعتقد أنهم شكلوا القوة الرئيسة التي ساعدت الأميركيين خلال المعارك التي دارت رحاها في مدينة الصدر العام الماضي لهزيمة المقاتلين الشيعة وفي العمليات التي استهدفت المتمردين السنة. وتشكل لواء النخبة في أعقاب الغزو الأميركي الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003، واشتهر باسم «اللواء القذر»، لأنه كان يعمل بصورة سرية وخارج سلسلة القيادة العراقية حيث كان يتلقى أوامره بصورة مباشرة من القادة الأميركيين. ولم يعرف الكثير عن ذلك اللواء لدرجة أنه أشيع عن استخدامه ضد خصوم الحكومة التي تسيطر عليها أغلبية شيعية في الساحة السياسية، وهي تهمة نفاها المسؤولون العراقيون والأميركيون.

ويبلغ عدد منتسبي اللواء حوالي 4,500 فرد فيما تقدر مصادر العدد الحقيقي لمنتسبيه بضعفي هذا الرقم. وقال الكناني لوكالة أسوشيتد برس «نحن مهنيون ولسنا قوات طائفية ونوحد الأفراد من كل طوائف الشعب العراقي. ويوقع كل فرد من أعضاء الجهاز على وثيقة يتعهد فيها بعدم الحديث عن الطائفية والشؤون الحزبية والقوميات وأن التزامهم لا يكون إلا للعراق». شهد الكناني، الذي يبلغ من العمر 59 عاما، سنوات الحرب العراقية الإيرانية الثماني وحرب الخليج الأولى وهو شيعي، أما نائبه فسني وأحد أكبر ضباطه كردي. وقد سعت تلك الوحدة خلال نشأتها إلى تعزيز الوحدة من خلال رفض المتطوعين الذين خدموا قبل ذلك في الميليشيات الطائفية. ويقول اللواء عبد الوهاب الساعدي، أحد كبار القادة في اللواء: «إن القوة لا تسمح لأي وزير أو مسؤول حكومي بدخول مقراتها لمنع أي تدخل في التحقيقات والعمليات الأمنية».

ويشير الساعدي إلى أن القوة تتألف من شيعة وسنة وأكراد لكنها لا تنشر أي معلومات عنها. وقد نشر بيان على موقع الجيش الأميركي الصادر باللغة العربية اعترف فيه «بالمفاهيم الخاطئة بشأن الوحدة وأهميتها». وأضاف البيان «إن الوحدة تختار أهدافها بناء على معلومات قوية، وباختصار فإن جهاز مكافحة الإرهاب يستهدف الإرهابيين وليس الشعب العراقي أو الخصوم السياسيين». وأوضح الكناني أن الجهاز يمتلك آلية جمع معلومات استخبارية جيدة ويتعاون مع كل الوزارات.

وعن انسحاب الأميركيين من المدن، قال الكناني: «يعد 30 يونيو (حزيران) انتصارا للعراقيين وسوف نحتفل بانسحاب القوات الأميركية». ورغم التصعيد الأخير في اعمال العنف، يقول الكناني إن أيام العنف الجماعي واقتراب البلاد من الوقوع في حرب أهلية قد ولت. وقال: «لن يكون هناك عذر لمن يقومون بالتفجيرات والخروقات الأمنية بعد انسحاب القوات الأميركية. لقد كانوا يتشدقون من قبل بمحاربة الاحتلال أما الآن فقد زال الاحتلال».