ضابط أميركي منسحب من مدينة الصدر: إنها مكان رائع للعيش

الكابتن كلايد: جنودي حزينون لمغادرتها

TT

قبل سنة تقريبا لم يكن احد يتصور ان يأتي يوم يقول فيه جندي اميركي انه حزين لمغادرته مدينة الصدر، لكن الكابتن كريستوفر كلايد قال ان خبرته المهنية في هذا الحي كانت ممتازة.

وقال الكابتن كريتسوفر كلايد (35 عاما) بينما كان جنوده يحزمون امتعتهم تمهيدا للانسحاب من القاعدة الامنية المشتركة في مدينة الصدر في اطار خطة انسحاب القوات الاميركية من المدن «لقد كانت مكانا رائعا للعيش فيه». واضاف في تعليق على القاعدة الواقعة داخل هذه المدينة الشيعية «جنودي احبوا العيش هنا، كانت خبرة جيدة لهم (...) ومن هذه الناحية فإن الجنود سيشعرون بالحزن لمغادرتها».

وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، يقع موقع «التنسيق المشترك» عند اطراف مدينة الصدر وهو آخر موقع اميركي انسحب منه الاميركيون أمس بحسب تقديرات كلايد اي قبل ثلاثة ايام من موعد الانسحاب. والموقع العسكري هو قاعدة صغيرة يقوم فيها الجنود الاميركيون والعراقيون تحت الراية العراقية، بتسيير دوريات مشتركة.

وكانت مدينة الصدر التي اطلق عليها اسم «مدينة صدام» بحسب تسمية اطلقها الرئيس السابق صدام حسين وكذلك «الثورة» بحسب تسمية اطلقها الزعيم عبد الكريم قاسم، رحبت بدخول القوات الاميركية في بادئ الامر في 2003. لكن سرعان ما أصبحت هذه المدينة التي يقطنها اكثر من مليون شخص معقلا للزعيم الشيعي المتشدد المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر. واتهم «جيش المهدي» المليشيات التي شكلها الصدر بارتكاب اعمال عنف طائفية بين عامي 2006 و2007.

واشتبك جيش المهدي عدة مرات خلال السنوات الست الماضية مع الجيش الاميركي والقوات العراقية، لكن القوات العراقية المدعومة من القوات الاميركية تمكنت مطلع 2008 من الاطاحة بهم في معارك خلفت مئات القتلى.

واكد كلايد انه اضافة الى خبرته الجيدة في القاعدة التي ستسلم الى وزارة الزراعة العراقية، انه يشعر بارتياح للتحسن الامني الذي شهدته المدينة ميدانيا. واجاب كلايد مازحا عندما سئل كيف يصف التقدم الحاصل في المجال الامني قائلا «لم اتعرض لاطلاق نار مثل السابق. لا اجد طريقة اخرى لوصف الوضع». لكنه استدرك قائلا «لكنني ارى العائلات تتسوق حتى ساعة متأخرة من الليل (..) أرى الآباء والأبناء والأمهات والبنات يشربون القهوة والشاي في الشارع». وتابع «ارى ان الوضع الامني اليوم تحسن كثيرا، مقارنة بالعامين الماضيين عندما كنت هنا في العراق».

وقال السرجنت جيسون بيك (33 عاما) الذي وصل في مهمته الاولى الى العراق في مارس (اذار) الماضي ان مدينة الصدر «بدت على نحو أفضل مما كنت أتوقع». واضاف بيك بينما كان يقف الى جانب الشاحنات التي يتم تحميلها وراء الحواجز الاسمنتية «اعتقدت ان الوضع سيكون اسوأ بكثير مما هو عليه». وختم قائلا «يمكن القول ان تقدما كبيرا قد احرز».