أحمدي نجاد لأوباما والزعماء الغربيين: يكفيكم.. لا تهينوا أنفسكم أكثر

إيران تستدعي السفير السويدي وتنتقد بيان مجموعة الثماني

الرئيس الايراني يتحدث أمام عدد من أعضاء الهيئة القضائية في طهران امس (أ ب)
TT

في مؤشر قوي على أن المباحثات الأميركية ـ الإيرانية ستتعثر لعدة أسابيع على خلفية الأزمة الحادة للانتخابات الرئاسية الإيرانية، انتقد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، بشدة الرئيس الأميركي باراك أوباما قائلا إنه «يتدخل» في شؤون إيران ويعلق «بطريقة تخالف العرف واللياقة» في الوقت الذي يتواصل فيه الجدل بشأن إعادة انتخاب نجاد رئيسا للبلاد، فيما بدت شوارع طهران هادئة بعد أن حذرت السلطات بأنها ستقمع أية تظاهرات وسط استمرار التضييق على المعارضة. وتأتي تصريحات نجاد ردا على تصريحات لأوباما أول من أمس قال فيها إن المباحثات المباشرة مع طهران ستكون بانتظار تطورات الأسابيع القليلة الماضية. وفيما قال أوباما إن المباحثات المتعددة، 5 زائد 1، ستستمر، إلا أنه أشاد بزعيم المعارضة الإصلاحية مير حسين موسوي قائلا إنه «أسر خيال الإيرانيين»، وهو التعليق المؤكد أن يثير أعصاب الرئيس الإيراني. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن أحمدي نجاد قوله، أمس، «لماذا تدخل (أوباما) الذي تحدث عن الإصلاحات والتغيرات، وعلق بطريقة تخالف العرف واللياقة». وكان أوباما قد قال أول من أمس إن حملة القمع التي يتعرض لها المتظاهرون في إيران ستؤثر على آمال إجراء محادثات مباشرة مع إيران. وأوضح عقب محادثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل «لا شك في أن أية محادثات مباشرة أو دبلوماسية مع إيران ستتأثر بأحداث الأسابيع الماضية». وأضاف «أعتقد أن علينا أن نرى كيف يتطور هذا في الأسابيع المقبلة».

إلا أن أوباما قال إن المحادثات الدولية التي تجريها الدول الخمس الكبرى إضافة إلى ألمانيا حول برنامج إيران النووي ستتواصل. وتشتبه الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية في أن إيران تستخدم برنامجها للطاقة النووية غطاء لامتلاك أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران وتؤكد أن البرنامج لأغراض سلمية بحته. ورد أوباما كذلك على طلب أحمدي نجاد منه أن يتقدم باعتذار، وقال «لا آخذ تصريحات أحمدي نجاد على محمل الجد بشأن الاعتذارات، خاصة أن الولايات المتحدة بذلت أقصى جهدها لعدم التدخل في العملية الانتخابية في إيران».

وقال أحمدي نجاد، في تصريحاته أمس، إن القادة الغربيين الذي أدلوا بتصريحات «مهينة.. سيلقون محاكمة عادلة» من قبل إيران في كل «تجمع دولي». وفي تعليق على تصريحات مسؤولين أوروبيين وأميركيين قال الرئيس الإيراني «يكفيكم. لا تهينوا أنفسكم أكثر بمثل هذه اللغة وهذا التصرف» ودعاهم إلى «تصحيح» توجههم بشأن إيران. وكان وزراء خارجية مجموعة الثماني قالوا أول من أمس إنهم «قلقون بشأن تبعات الانتخابات الرئاسية».

وقالوا «نحن نحترم احتراما تاما سيادة إيران وفي الوقت ذاته نحن ندين العنف الذي أعقب الانتخابات والذي قاد إلى خسارة أرواح مدنيين إيرانيين، ونحث إيران على احترام حقوق الإنسان الأساسية». وأضافوا «يجب تسوية الأزمة في وقت قريب عبر الحوار الديمقراطي والسبل السلمية». جاء بيان مجموعة الثماني بعد أن أعلنت الهيئة الانتخابية الإيرانية أنه «لا توجد مخالفات كبيرة» وأن الانتخابات هي «الأكثر نزاهة» في تاريخ البلاد.

من ناحيتها، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران تأسف لموقف مجموعة الثماني «المتسرع» حول الانتخابات الرئاسية بعد أن دعا وزراء خارجيتها الجمعة إلى وقف أعمال العنف. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، حسن قشقوي، إن تصريحات وزراء خارجية مجموعة الثماني التي دعت السلطات الإيرانية إلى احترام «حق حرية التعبير» هي تصريحات «متسرعة» وتشكل «تدخلا» في شؤون إيران.

كما استدعت إيران السفير السويدي في طهران ماغنوس فانشتت بعد أن أصيب أحد موظفي السفارة الإيرانية في ستوكهولم بجروح في ما وصفته طهران بأنه هجوم «إرهابي»، حسب ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) أمس. وقالت الوكالة إنه «في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي شنته جماعات معادية للثورة على السفارة الإيرانية في ستوكهولم الجمعة، تم استدعاء السفير السويدي فورا». وأصيب الموظف بجروح طفيفة عندما حاول متظاهرون دخول حرم المبنى الدبلوماسي بعد ظهر أول من أمس في ضاحية ستوكهولم. وذكر مراسل وكالة الصحافة الفرنسية أن ما بين 150 و200 شخص تظاهروا أمام السفارة بعد ظهر أول من أمس، كما أوضحت الشرطة التي طوقت المنطقة حول الفيلا الكائنة في ليدينغو، إحدى ضواحي ستوكهولم السكنية.

وقال أحد قادة الشرطة في ستوكهولم، أولف هوغلاند، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «التظاهرة كانت سلمية لحين اقتحام عدد غير محدد من الأشخاص بوابة في الساعة 00،16 (00،14 ت غ) ومهاجمة أحد موظفي السفارة». ولم تكشف الشرطة هوية الموظف وجنسيته والذي لا يعرف ما إذا كان يتمتع بوضع دبلوماسي أم لا. وأوضحت أنه تلقى لكمات وركلات وهو يعالج في السفارة. وردد المتظاهرون شعارات ضد النظام الإيراني ورفعوا لافتات تحتج على الانتخابات الأخيرة.