كرزاي يدعو طالبان للمشاركة في الانتخابات ويهاجم السفير الأميركي

دعا الأفغان للتسجيل وحث المسلحين على العودة ونبذ العنف

الرئيس الأفغاني حميد كرزاي في مؤتمره الصحافي أمس (أ.ف.ب)
TT

دعا الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، حركة طالبان المتمردة أمس، إلى التصويت في الانتخابات الرئيسية، التي ستجري في أغسطس (آب) وعدم استهداف الانتخابات بهجماتهم. وفي مؤتمر صحافي قال كرزاي، إن على كل الافغان أن يسجلوا أسماءهم للحصول على بطاقات انتخابية والإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة والمجالس المحلية التي ستجري في 20 أغسطس.

وأضاف «كما أنني أطلب من كل أشقائنا في طالبان وكافة الأفغان الآخرين غير الموجودين في أفغانستان لمختلف الأسباب ويقفون في المعارضة، أن ينبذوا العنف وليس فقط في يوم الانتخابات، لكن إلى الأبد». وتابع «واطلب منهم كذلك العودة إلى بلادهم، وأخذ البطاقات والتسجيل للمشاركة في الانتخابات». ويرجح أن كرزاي كان يشير بذلك الى المسلحين المتمركزين في باكستان، حيث يتردد أن العديد من طالبان بمن فيهم زعيم طالبان، الملا محمد عمر، فروا إلى المناطق الحدودية الباكستانية عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان في عام 2001، كما ذكر كرزاي بالاسم الحزب الاسلامي الذي يقوده رئيس الوزراء السابق، قلب الدين حكمتيار، الذي يقاتل الحكومة وعشرات آلاف الجنود الأجانب المنتشرين على الأراضي الأفغانية. ويرشح كرزاي نفسه في الانتخابات لفترة ولاية ثانية في ثاني انتخابات رئاسية على الاطلاق تجري في البلاد، التي تعاقبت عليها حكومات قمعية ودمرتها عقود من الحرب. ومع تصاعد التمرد الذي تقوده طالبان هذا العام، تسري مخاوف من احتمال مهاجمة المسلحين الانتخابات وحمل الأفغان على عدم الادلاء بأصواتهم، خاصة في أعنف مواقع القتال في الجنوب. ولم يعلن المسلحون صراحة أنهم سيستهدفون الانتخابات، إلا أنهم دعوا الأفغان إلى مقاطعة الانتخابات. وقتل اثنان من مرشحي المجالس المحلية الذين يزيد عددهم عن 3000 خلال الأسابيع الماضية، وألقيت مسؤولية أحد الهجومين على طالبان. وتعهدت الولايات المتحدة وغيرها من الدول الحليفة لأفغانستان بإرسال مزيد من القوات إلى البلد المضطرب لحماية الانتخابات، كما ستتحمل كلفة الانتخابات التي تبلغ نحو 220 مليون دولار. وحذر قائد القوات التابعة لحلف الاطلسي الاسبوع الماضي من قيام المسلحين بإغلاق طرق النقل واستخدام التهديد بدلا من الهجمات الانتحارية لعرقلة الانتخابات. وقال جون كرادوك، القائد الأعلى لحلف الأطلسي في أوروبا من مقره في بلجيكا «أنا واثق من أن المسلحين (طالبان) سيقومون بمحاولات للتأثير في الانتخابات». وحث كرزاي المسلحين على «وقف التضحية بالشعب الافغاني والانضمام الى بلادهم وتوفير الأرضية للانتخابات في هذا البلد». وقال «يمكننا أن نقود هذه البلاد نحو المزيد من الاستقرار من خلال الانتخابات. يمكننا أن نحاول تحقيق السلام من خلال الانتخابات التي يمكن عبرها تحقيق التقدم في البلاد». كما دعا المرشحين إلى جعل الوحدة الوطنية أولويتهم و«تجنب إلقاء اللوم على بعضهم بعضا وخلق التوترات». وقال «في اليوم الذي يلي الانتخابات عندما يتم الاعلان عن فائز، يجب علينا جميعا أن نعيش معا ونجلس معا». وتشهد إيران، جارة أفغانستان أعمال عنف منذ انتخابات 12 يونيو (حزيران)، التي أعادت إلى السلطة الرئيس، محمود أحمدي نجاد. وحذر كرزاي كذلك من «تدخل» أي دول قال إنها ربما ترغب بالتأثير على نتيجة الانتخابات لحماية عملياتها العسكرية ضد المتطرفين. وانتقد الرئيس كرزاي أمس حضور السفير الأميركي اجتماعا يدعو الى اللامركزية في الحكم في أفغانستان، مضيفا أنه سيقاوم مثل هذه الخطوات بقوة. وقال كرزاي إن وجود السفير كارل ايكينبري في مؤتمر صحافي هذا الشهر دعا فيه أحد منافسي كرزاي في انتخابات الرئاسة في 20 اغسطس إلى التغيير، كان حساسا للغاية «ويثير المخاوف»، خاصة بعد أن تحدث الإعلام الأميركي والبريطاني عن خطط وضعتها «واشنطن ولندن لتغيير هيكل الحكم في أفغانستان لإضعاف الحكومة المركزية في أفغانستان». وأضاف أن تلك الخطط تقضي بأن يتوجه الشركاء الدوليون لأفغانستان «إلى الشخصيات القوية التي ترغب بها في أفغانستان وتمرر الموارد من خلالهم إلى أفغانستان»، في إشارة إلى عدد من حكام الولايات الـ43 في أفغانستان.