خلاف بين واشنطن وموسكو على معاهدة الفضاء الإلكتروني

محور مباحثات أوباما في روسيا الأسبوع المقبل

TT

بين الولايات المتحدة وروسيا خلاف حول طريقة التعامل مع التهديد المتنامي للهجمات عبر الفضاء الإلكتروني التي يمكنها تقويض الكثير من الأنظمة الكومبيوترية وشبكة الإنترنت. وتتفق كلا الدولتين على أن الفضاء الإلكتروني يظهر كميدان محتمل لحرب إلكترونية، ويتوقع الطرفان التطرق إلى هذا الموضوع خلال الزيارة التي يقوم بها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى روسيا الأسبوع المقبل وخلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني)، حسب ما يفيد به مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية. وتميل روسيا إلى معاهدة دولية على غرار تلك التي تم التفاوض عليها بخصوص الأسلحة الكيمائية، وقد روجت لهذا الاتجاه خلال العديد من الاجتماعات خلال العام الحالي وفي تصريحات علنية أدلى بها مسؤول رفيع المستوى.

وترى الولايات المتحدة أنه لا توجد ضرورة للمعاهدة، وتدعو بدلا من ذلك إلى تحسين التعاون بين الهيئات الدولية المسؤولة عن تطبيق القانون. ويقول مسؤولون أميركيون إنه إذا ما تعاونت هذه الهيئات كي تجعل الفضاء الإلكتروني أكثر أمنا ضد التعديات الجنائية، فإن عملها سوف يجعل الفضاء الإلكتروني ينعم بقدر أكبر من الأمان ضد الهجمات العسكرية. ويقول مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية، طلب عدم ذكر اسمه لأنه لم يخول للحديث: «نحتاج إلى أن نكون قادرين على وضع عقاب قانوني للهجمات المريعة التي تبلغ 50000 هجوم علينا يوميا».

وتعرض أي اتفاقية خاصة بالفضاء الإلكتروني صعوبات لأن هذا الموضوع يتطرق إلى قضايا مثل الرقابة على الإنترنت وسيادة الدول والفاعلين الآبقين الذين يحتمل أن لا يكونوا خاضعين لأي اتفاقية. ويقول مسؤولون أميركيون إن الخلاف بخصوص الاتجاه الذي يجب أن يتبع يعيق التعاون الدولي الخاص بتطبيق القانون، ولا سيما على ضوء أن نسبة كبيرة من الهجمات ضد الأهداف الحكومية الأميركية تأتي من روسيا والصين.

ومن المنظور الروسي، فإن غياب معاهدة يسمح بنوع من سباق التسلح، وهو ما يحتمل أن يكون له تبعات خطيرة.

ويقر مسؤولون من مختلف أنحاء الولايات المتحدة بالحاجة إلى التعامل مع التهديد المتنامي للحرب الإلكترونية. ويقوم الكثير من الدول، منها الولايات المتحدة، بتطوير أسلحة لذلك مثل «قنابل منطقية» يمكن أن تخبّأ داخل أجهزة الكومبيوتر لتوقيفها في الأوقات الحرجة، أو تقوم بتدمير مجموعة من الدوائر الكهربية التي يمكنها أن تعيق مواقع وشبكات إلكترونية أو التجسس عليها أو أدوات إشعاع مايكروويف يمكنها أن تحرق دوائر كومبيوتر على بعد أميال.

ويخطط البنتاغون لإنشاء قيادة عسكرية تكون مستعدة للدفاع والهجوم في حال نشوب حرب كومبيوترية. وخلال الشهر الماضي كشف الرئيس أوباما عن استراتيجيته للأمن الإلكتروني وقال إنه سوف يعين «منسّقا للأمن الإلكتروني» كي يتولى الجهود التي تهدف إلى حماية أجهزة الكومبيوتر الحكومية وغيرها من النظم الضرورية. وتؤكد الإدارة الأميركية على المنافع التي سوف تتحقق من الوصول إلى تعاون دولي في هذا الصدد. ولا يعني ما سبق أن الاتجاهين الأميركي والروسي في هذا الأمر ـ الوصول إلى معاهدة أو اتفاقية خاصة بهيئات تطبيق القانون ـ متضادان، ولكنهما يمثلان منحيين فلسفيين للتعامل مع القضية.

* خدمة «نيويورك تايمز»