تظاهرت نحو 200 امرأة محجبة أمس في ميدان سانت يان بلاين، احد اكبر الميادين في مدينة انتويرب البلجيكية، للاعتراض على قرار بحظر ارتداء الحجاب في مدرسة للتعليم الثانوي، ابتداء من العام القادم.
وحملت المشاركات في الاحتجاج لافتات مكتوب عليها «الكل احرار الا احنا» و«نريد ديمقراطية ولا نريد عنصرية». ورددن هتافات يطالبن فيها بالرجوع عن القرار، وقلن ان الحجاب هو اختيار حر لكل فتاة وليس بضغوط من احد، وقلن في الهتاف «الحجاب اختيارنا».
وردت الطالبات بذلك على تصريحات لمديرة المدرسة التي قالت انها اتخذت قرار حظر الحجاب في المدرسة الموجودة في انتويرب، وفرعها الموجود في هوبوكن القريبة من المدينة، وذلك لحماية الفتيات غير المحجبات اللاتي يتعرضن لضغوط اجتماعية لارتداء الحجاب، وخوفا من ان تتحول المدرسة الى مدرسة اسلامية لا يتردد عليها الا المحجبات.
ومن جانبه قال والد احدى الفتيات وتدعى مينا، انه عضو في مجلس الاباء الاستشاري، ولم يعرض عليهم احد اي مشاكل تتعلق بالحجاب، ولم يتشاور احد مع المجلس في قرار حظر الحجاب. وقالت فتاة مغربية شاركت في التظاهرة، ان الاحتجاج سوف يستمر، وأضافت: «سنتشاور مع بعضنا لنقرر ماذا سنفعل من أجل مستقبلنا». وقالت والدتها: «نحن لن نمنع بناتنا من الذهاب الى المدرسة، ولكن يجب ان نترك لهن حرية الاختيار، ونحترم اختيار الفتاة ارتداء الحجاب». يأتي ذلك بعد أن قررت احدى مدارس مدينة انتويرب البلجيكية حظر الحجاب ابتداء من العام الدراسي الجديد 2009ـ2010، وكانت اخر المدارس الثانوية التي تسمح بارتداء الحجاب للطالبات المسلمات في مدينة انتويرب التي يقطنها عدد كبير من ابناء الجاليات العربية والاسلامية، وخاصة من المغاربة والاتراك.
وقال المغربي نور الدين الطويل مدير الجامع العام للهيئة التنفيذية للمسلمين التي ترعى شؤون الجاليات المسلمة في بلجيكا، في تصريحات لـ«الشرق الاوسط»: «نطلب من الجالية المسلمة تنظيم وقفة احتجاج في أول يوم دراسي وعدم إرسال أولادهم للمدارس، وأن نقف وقفة رجل واحد لمساندة الأخوات لأننا نشعر بأن المرأة المسلمة مستهدفة في هويتها».
وكانت ردود الافعال قد تباينت من جانب المسلمين والبلجيكيين، اذ اعلن محمد بوزياني رئيس مبادرة الشبكات المغربية، ان الامام نور الدين الطويل ذهب بعيدا بتوجيه نداء لاولياء الامور بمنع ارسال اطفالهم الى المدارس، احتجاجا على حظر الحجاب، ولكن في الوقت نفسه نعارض أي حظر للحجاب. وترى نعيمه لانجري المغربية الاصل والمسؤولة في الحزب الديمقراطي الفلاماني، ان كلام الطويل غير مناسب، وخاصة في الوقت الحالي.