الجيش الأميركي يودع «أيامه السوداء» في بعقوبة.. وقائد عسكري: حذرون رغم تفاؤلنا

الإبقاء على 5 قواعد في ديالى.. وشكاوى من عدم وضوح تفاصيل الاتفاقية الأمنية

جندي أميركي يلتقط صورة تذكارية لزملائه في قاعدة بضواحي بغداد قبيل الانسحاب أمس (أ.ب)
TT

احتفلت مدينة بعقوبة كبرى مدن محافظة ديالى (شمال شرقي بغداد) التي طالما كانت ميدانا لأعمال القتل والخطف وهجمات شنها انتحاريون من الجنسين، بقرب مغادرة القوات الأميركية. وزينت المحافظة بالأوراق الملونة والأعلام العراقية.

وقال الكولونيل شاون ريد الذي يتولى قيادة القوات الأمنية المسؤولة عن أمن مدينة بعقوبة، إن «هذه المدينة عرفت بالجحيم، مرت بأيام سوداء، وإن التحسن الأمني الذي حدث أخيرا لا يصدق مقارنة بالأوضاع قبل ثلاث سنوات».

ويفترض أن تغادر القوات الأميركية جميع المدن والنواحي والقصبات العراقية وتستقر في قواعد خارجها، يوم غد، يعقب ذلك انسحاب كامل عن البلاد نهاية عام 2011، وفقا للاتفاقية الموقعة بين بغداد وواشنطن. وبحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية فقد أقامت السلطات المحلية احتفالية في مبنى المحافظة وسط المدينة، حضرها محافظ ديالى عبد الناصر المهداوي وممثلون عن القوات الأميركية وقائد شرطة المحافظة اللواء عبد الحسين الشمري وقائد عمليات ديالى اللواء طارق العزاوي إضافة إلى مسؤولين محليين. وفرضت القوات الأميركية إجراءات أمنية مشددة حول موقع الاحتفال، ونشرت جنودها على سطوح المباني القريبة، وقطعت الطرق المؤدية لمكان الاحتفال. ومر بالكاد عام واحد فقط على العملية العسكرية التي نفذتها قوات أميركية عراقية ضد تنظيم القاعدة الذي فرض سيطرته عليها، لكن ما زالت هناك جيوب لمتمردين يواصلون تنفيذ أعمال عنف.

فقد داهم مسلحون مجهولون يرتدون زيا عسكريا أمس منزل مقدم في الجيش في منطقة حمرين (35 كلم شرق بعقوبة) ولم يعثروا عليه فقاموا بقتل شقيقه وتفجير عبوة أمام منزله أسفرت عن إصابة شخصين من المارة.

لكن مثل هذه الهجمات لا تقارن بأعمال العنف التي كانت تحدث في السابق والتي كانت تنفذها «القاعدة» إبان قيادة زعيمها السابق أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل بضربة جوية أميركية في يونيو (حزيران) 2006 شمال هذه المدينة.

وبدأت القوات الأميركية انسحابها من بعقوبة منذ ثلاثة أشهر وغادر الجنود ثلاثة مقار فيما سيغادرون الأخير يوم غد بالتزامن مع موعد الانسحاب الأميركي من المدن.

وستلعب القوات الأميركية بعد الثلاثين من الشهر الحالي دور المساندة للقوات العراقية عند الحاجة إلى ذلك. وقال مصدر عسكري عراقي إن القوات الأميركية ستستقر في خمس قواعد بعد مغادرتها مدن ونواحي المحافظة.

وأوضح أن «المقار الجديدة للقوات الأميركية ستكون في خانقين (120 كلم شرق) وبلدروز (25 كلم جنوب شرق) والمقدادية (30 كلم شرق) ومطار عباس بن فرناس (شمال) وخان بني سعد (10 كلم جنوب)».

ويقدر عدد القوات الأميركية في ديالى بحوالي عشرة آلاف عسكري، وفقا لمصدر أمني عراقي، فيما تقدر القوات العراقية بنحو 39 ألفا، منها 17 ألف عسكري و22 ألف شرطي، إضافة إلى قوات الصحوة التي تقدر بعشرة آلاف رجل، وفقا للمصدر.

وأكد ريد أن الانسحاب كان نفذ بطريقة جيدة «لكي لا يخلق فراغا أمنيا» يمكن أن يستغله المسلحون. لكن بعض العسكريين أعربوا عن قلقهم لعدم وضوح تفاصيل تتعلق بتنفيذ الاتفاقية الأمنية.

وقال الكابتن تود تاتوم الذي حضر الاحتفالية «الأمر يبدو كأنه ثوابت وضعت بخطوط عريضة، ليس هناك تفاصيل، ووضوح». وأضاف «في هذا المكان من العالم يجب أن ننتظر حتى الدقيقة الأخيرة لمعرفة ما هو مخبأ»، وتابع «نحن حذرون رغم تفاؤلنا».

من جانبه، قال الجنرال نيكسون «لدينا تعاون كبير مع شركائنا (العراقيين) وهو ما يساعدنا على معالجة أي خلافات معهم».

وتؤكد القوات العراقية قدرتها على السيطرة على الأوضاع الأمنية رغم موجة العنف التي وقعت في بغداد وكركوك خلال الأيام الأخيرة، الأمر الذي يشير إلى هشاشة الأمن. وقال قائد شرطة ديالى إن «القوات العراقية جاهزة منذ أربعة إلى خمسة أشهر، نحن مستعدون من حيث العدة والعدد والتدريب». وأضاف «لقد عقدنا لقاءات مع شيوخ ووجهاء وقلنا لهم: (أنتم أساس الأمن)، بعد الانسحاب الأميركي لأنهم يعرفون هويات الإرهابيين وكل ما يدور».