ترحيب لبناني بتكليف الحريري تشكيل الحكومة وقوى في «8 آذار» تشارك في الدعوة لتسهيل مهمته

جنبلاط: لن أشارك في أي حكومة فيها كلمة عن الخصخصة

TT

توالت أمس المواقف المرحبة بتكليف النائب سعد الحريري تشكيل الحكومة العتيدة. وقد أمل مطلقوها بأن يوفق بتأليفها من دون أي عراقيل. وكان لافتا أن الردود الإيجابية لم تقتصر على سياسيي «14 آذار» إنما صدرت عن بعض الشخصيات المنضوية في قوى «8 آذار». هذا، وبرز موقف للنائب وليد جنبلاط الذي أعلن رفضه الدخول في أي حكومة إذا كانت ستعتمد خصخصة القطاع العام.

وقد تمنى وزير الخارجية فوزي صلوخ أن «يوفق الشيخ سعد الحريري بتأليف حكومة وحدة وطنية تنصهر فيها جميع الأحزاب من أجل المصلحة اللبنانية ومصلحة جميع اللبنانيين، وأن تكون ممثلة لجميع الأفرقاء ولجميع الأطياف ولجميع مكونات هذا البلد الذي نعمل في خدمته والمحافظة على سيادته واستقلاله». وقال «نرجو أن يوفق القادة السياسيون بتأليف حكومة في القريب العاجل، ليمارس أعضاؤها مسؤولياتهم، لأن الوضع حرج. وعلينا جميعا أن نتحمل المسؤولية».

وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب جمال الجراح «إن تكليف رئيس كتلة لبنان أولا، النائب سعد الحريري، تشكيل الحكومة يأتي في السياق الطبيعي بعد الانتخابات النيابية التي فازت بها الأكثرية على مستوى لبنان وكرسته مجددا زعيما للأكثرية. وهو انعكاس لرغبة اللبنانيين في أن يكون في لبنان رئيس حكومة بحجم ووزن سعد الحريري لما له من القدرات والعلاقات الدولية والعربية والإرث السياسي الكبير الذي يمكن أن يكون رافعة أساسية في الحياة السياسية اللبنانية». وأضاف «إن لبنان يتمتع بدعم عربي ودولي كبير. وعلى رأس هذا الدعم المملكة العربية السعودية التي عودتنا على مدى السنوات الطويلة أن تكون خير معين للبنان، وغيرها من الدول التي ترى في سعد الحريري خير من يكون في سدة رئاسة الحكومة ويمكن التعاطي معه بكل انفتاح وتعاون ومصداقية».

وأمل عضو تكتل «لبنان أولا» النائب زياد القادري «ألا يتحول يسر تكليف رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري إلى عسر لدى مباشرته المشاورات لتأليف الحكومة العتيدة» داعيا الأطراف السياسة كافة إلى «إنجاح مهمة الحريري في تشكيل حكومة وحدة وطنية قائمة على الشراكة لا التعطيل، يكون عنوانها الإنتاجية والفعالية وحماية لبنان من كل الأخطار، سواء أكانت داخلية أو خارجية».

من جهته، قال رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط إنه سيذهب إلى الاستشارات النيابية «وسنرى مسبقا النيات من خلال البيان الوزاري». وأعلن «لن أشارك في أي وزارة فيها كلمة عن الخصخصة في النقل العام أو الضمان الاجتماعي أو الخليوي أو الكهرباء. نعم للإدارة، نعم للقطاع العام، نعم للدولة. يقولون إنهم مع الدولة، نعم للدولة، يريدون التخصيص؟ إذن لن أشارك، لا أكثر ولا أقل». وتابع «في مرحلة معينة غابت فيها الشعارات التي نادينا بها وهي شعار العروبة وفلسطين، العروبة المنفتحة. وأصبحنا اليوم في التزمت والتقوقع وشعارات الكيانية الضيقة. لبنان أولا؟ لا معنى للبنان من دون عروبة، ولا معنى للبنان من دون فلسطين، ولا معنى للبنان من دون الوحدة العربية الكبرى».

من جهة، قال رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» الوزير طلال أرسلان «لقد انتهت الاستشارات الملزمة من أجل تكليف رئيس للحكومة. نحن كتلة وحدة الجبل لم نسم أحدا لرئاسة الحكومة إنما تقبلنا النتيجة الديمقراطية. ونهنئ سعد الحريري بتكليفه تشكيل الحكومة المقبلة. إنما أنبه، من موقع الحرص والالتزام السياسي للشراكة والوحدة الوطنية، إلى أن هذا البلد لا يحكم على قاعدة الأكثرية والأقلية. هذا البلد لا يحكم إلا على قاعدة التوازن والوفاق الوطني والمصلحة الوطنية العليا التي هي الشراكة في الوطن وليس الاستفراد». وحذر من «التعنت السياسي والاحتكار، وخصوصا أننا على أبواب تأليف حكومة جديدة. ولا يحاولن أحد التذاكي على المعارضة للاستفراد بفرقائها. المعارضة جسم واحد، فإما أن تشارك ككل في الحكومة أو أنها تكون خارجها ككل».

وفي الإطار نفسه، وصف البطريرك الماروني نصر الله صفير تكليف الحريري تشكيل الحكومة بالأمر «الجيد جدا» متمنيا له التوفيق في مهمته. بدوره، أجرى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني اتصالا بالحريري هنأه فيه بتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة وبالثقة التي أولاه إياها النواب. وتمنى له التوفيق والنجاح في المهام الملقاة على عاتقه وعاتق الحكومة الجديدة. ودعا إلى «تسهيل مهمة الرئيس المكلف وعدم وضع العراقيل أو العقبات أو المصالح الشخصية للمشاركة في الحكومة». ورأى عميد حزب «الكتلة الوطنية» كارلوس إده «أن قوى الرابع 14 آذار خرجت أقوى بعد الانتخابات النيابية لأسباب عدة، منها أن النائب ميشال عون لا يستطيع القول إنه يمثل سبعين في المائة من الرأي العام المسيحي واعتراف المعارضة بالخسارة، إضافة إلى إثبات أن القرارات التي اتخذت في السنوات الأربع الماضية كانت صادرة عن أكثرية غير وهمية، فضلا عن التغيير في المواقف الإقليمية». ودعا إلى «تشكيل حكومة من الأكثرية، إضافة إلى كتلة الرئيس بري والطاشناق، أي تشكيل حكومة ممن سموا النائب الحريري».