قائد أميركي: طالبان تستعيد معاقلها في أفغانستان

مقتل أكثر من 19 من رجال الشرطة ومسلحي طالبان في مواجهات متفرقة

TT

أكد مسؤولون أميركيون وأفغان أن المتمردين بدأوا في العودة إلى أجزاء من أفغانستان كانوا يسيطرون عليها قبل الاطاحة بحركة طالبان في أواخر عام 2001 كما أن قوتهم تتزايد خارج معاقلهم في الجنوب. وصرح الجنرال مايكل فلين لوكالة الصحافة الفرنسية خلال جولة قام بها أخيرا في شمال افغانستان «أن المتمردين أتيح لهم الوقت الكافي لإعادة تجميع صفوفهم والعودة إلى مواقع سابقة كانوا يسيطرون عليها قبل أيام من وقوع هجمات 11 سبتمبر (أيلول)» على الولايات المتحدة. وأضاف فلين، رئيس الاستخبارات في القوة الدولية للمساعدة في إحلال الأمن في أفغانستان (ايساف) أن المسلحين ينشطون في «العديد من الأماكن التي كانوا يعملون فيها قبل 11 سبتمبر» التي نفذها تنظيم القاعدة. وبعد نحو ثماني سنوات على الاطاحة بنظام طالبان الذي كان يؤوي «القاعدة»، وصلت هجمات طالبان إلى مستويات قياسية مما دفع واشنطن إلى البحث عن طريقة جديدة للتعامل مع العنف المتصاعد في المنطقة التي تعتبر وكرا للتطرف وتهدد الغرب.

وقال فلين إن المسلحين يعيدون وجودهم، خاصة في المناطق الجنوبية، وكذلك في الشرق وأجزاء من الشمال، وهي المناطق التي كان يوجد فيها عناصر طالبان قبل الغزو. وأضاف فلين خلال جولة مع قائد القوات الدولية الجديد الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال، أن المسلحين يمكن أن يدخلوا العديد من هذه «الجيوب الجديدة» بسبب علاقاتهم العائلية، مؤكدا أن ذلك لا يعني أن السكان يريدون أن يعودوا إلى حكم طالبان. وقال إنه مما سهل في عودتهم الى تلك المناطق، غياب الأعداد الكافية من قوات الشرطة والجيش الأفغاني الضرورية. وأوضح «لم نتمكن من تنمية تلك القدرات ونشر هذه الاعداد في تلك الولايات، حيث يحتاج المواطنون إلى الحماية». وفي تصريح منفصل قال ماكريستال، الذي يقوم بجولة في أفغانستان بعد تولي قيادة نحو 90 ألف جندي من الولايات المتحدة وحلف الأطلسي في منتصف يونيو (حزيران)، «إن أخطر شيء في أفغانستان ليس هجمات المسلحين، لكن اختراقهم القرى». وقال إنهم «بذلك فقد استطاعوا اقامة حكم في الظل، ومضايقة السكان»، واصفا الوضع بأنه «خطير». وأثناء زيارته للمناطق الشمالية استمع ماكريستال إلى القلق الذي عبر عنه مسؤولون أفغان ومن حلف الاطلسي حول زيادة نشاط المتمردين رغم أن المنطقة تشهد مستوى أقل من الاضطرابات مقارنة بالمناطق الجنوبية، حيث تسيطر طالبان على العديد من المناطق. ومن بين المناطق التي تثير القلق بشكل خاص بلدة قندز الشمالية، حيث تتمركز القوات الالمانية التابعة لـ«ايساف»، التي شهدت العديد من الهجمات أخيرا. وقال الجنرال مراد علي مراد، قائد القوات الأفغانية في الشمال، «إن قندز كانت مركزا لقوات طالبان و(القاعدة) في الماضي، الذين أقاموا في السابق علاقة مع المجتمع. وبناء على ذلك عادوا إلى المنطقة». وأضاف أن جماعات مرتبطة بطالبان أو تنظيم القاعدة أو الحزب الإسلامي الذي كان جزءا من التحالف المعادي للاتحاد السوفياتي في الثمانينات، تنشط في تلك المنطقة.

وأشار مسؤولون آخرون إلى مشاركة مقاتلين من جماعات إسلامية من طاجكستان واوزبكستان في أعمال التمرد. وقد تمكنت حركة «طاهر يولداشيف» الاوزباكستانية الإسلامية من إقامة قاعدة لها في المالك في ولاية ساري بول، حيث يعمل 80 رجلا تحت قيادة الملا نادر، حسب ما أفاد عبد الحق شفاق، حاكم ولاية فارياب، المجاورة للفريق الزائر. وحذر شفاق من أن جيوب المتمردين تحاول التواصل والتنسيق فيما بينها في الشمال. وقال إن المنطقة كانت هادئة بشكل عام إلا أن «نشاطات الأعداء تتزايد».

إلى ذلك قال مسؤولون أفغان أمس، إن سبعة من رجال الشرطة وأكثر من 12 من مسلحي طالبان قتلوا خلال مواجهتين شهدهما إقليم فرح جنوب غربي البلاد.

وأوضح المسؤولون أن مسلحي طالبان هاجموا مقر منطقة بوشت رود في الإقليم المضطرب مساء أمس. وقال نبي فرحي، قائد شرطة منطقة فرح غلام، إن مقاتلي الحركة قصفوا مقر المنطقة بالصواريخ قبل مهاجمتها، ما أدى إلى مقتل خمسة من رجال الشرطة، مضيفا أن قوات الشرطة والجيش تمكنت من صد المسلحين وقتلوا ثمانية منهم. وفي حادث آخر في الإقليم نفسه، قتل اثنان من رجال الشرطة في كمين أعده مقاتلو طالبان لدورية أمنية بمنطقة بالا بولوك الليلة الماضية. وأوضح فرحي أن الدورية تعرضت للهجوم في ساعة متأخرة من مساء أمس بمنطقة سياه جنجال، مضيفا أن اثنين من رجال الشرطة وخمسة مسلحين قتلوا في المعركة التي دارت بين الجانبين. وتأتي هذه الأرقام مغايرة لما أعلنه المسلحون، حيث قال قارئ يوسف أحمدي، المتحدث باسم طالبان، إن 11 من رجال الشرطة قتلوا في الهجوم الأول بينما قتل أربعة آخرون في الثاني. وكثفت حركة طالبان هجماتها ضد الأهداف الحكومية والقوات الدولية في مختلف أنحاء البلاد مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 20 أغسطس (آب).