الناتو وروسيا تستئنفان تعاونهما العسكري بعد 10 أشهر على توقفه

منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تشكك بالاقتراحات الروسية حول هيئة أمنية أوروبية جديدة

جيوش يزحفون تحت السياج الحديدي الذي يحيط بمنزل الرئيس خلال تنفيذ الانقلاب (أ.ب) والرئيس زيلايا
TT

اتفق الحلف الأطلسي وروسيا على إعادة التعاون السياسي والعسكري بينهما، في إطار مجلس الحلف الأطلسي- روسيا، بعد 10 أشهر من القطيعة بسبب الحرب التي شنتها روسيا على جورجيا. وتوصل الطرفان لاتفاق رغم الفشل في تقريب وجهات النظر بشأن جورجيا. وأعلن الأمين العام للحلف الأطلسي، ياب دي هوب شيفر، في كورفو غرب اليونان، أن الحلف الأطلسي وروسيا قررا استئناف تعاونهما السياسي والعسكري، وأن مجلس الحلف الأطلسي- روسيا عاد يعمل مجددا. وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في ختام الاجتماع، أن اعتراف روسيا بالجمهوريتين الجورجيتين الانفصاليتين قرار «نهائي».

وقال دي هوب شيفر: «لقد اتفقنا على إعادة بدء التعاون العسكري». وكان التعاون العسكري بين الناتو وموسكو قد توقف في أغسطس (آب) الماضي بعد حرب دامت خمسة أيام بين روسيا وجورجيا. وإعادة استئناف التعاون العسكري اليوم يعني أن الناتو وروسيا يمكنهما أن يتعاونا في العديد من القضايا، من بينها الوضع في أفغانستان ومحاربة القرصنة والإرهاب وانتشار الأسلحة النووية.

والتقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وزراء خارجية الناتو في قمة الحلف شارك فيها وزراء خارجية الأعضاء الـ28 في الحلف، في جزيرة كورفو في اليونان، قبل لقاء غير رسمي للبلدان الـ56 الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وفي الاجتماع الثاني الذي عقدته منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أعرب وزراء الخارجية عن شكوكهم في الاقتراحات الروسية حول هيئة أمنية أوروبية جديدة. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، قبل انتهاء الاجتماع «أن الاقتراح الروسي لم يكن في صلب المناقشات، لأننا لا نعرف بالتحديد ما يتضمن هذا الاقتراح». واقترح الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في يونيو (حزيران) 2008 معاهدة جديدة للأمن الأوروبي (من فلاديفوستوك إلى فانكوفر)، لكن الفكرة قوبلت بتحفظ من قبل الغربيين. إلا أن كوشنير اعتبر أن اجتماع كورفو «خطوة أولى ايجابية، لأن الروس جاءوا للتحاور معنا». وأضاف: «نحن متفقون على المبادئ، لكننا لم نتقدم حقا بشأن النزاعات المجمدة. لم نتحدث عن مولدافيا وناغورني قره باخ والشيشان، لكن اعتبرت بعض العبارات حول جورجيا ايجابية».

من جانبه، قال وزير الخارجية الفنلندي الكسندر شتوب «يبدو لي أنه لا أحد يرغب حقا بشيء جديد» بشأن الأمن الأوروبي، لأن المنظمات الموجودة في أوروبا وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا تعمل بشكل مقبول». وأفاد دبلوماسيون أنه كان من المقرر أن يركز الاجتماع على إقامة معاهدة أمنية أوروبية جديدة ومستقبل بعثة منظمة الأمن والتعاون في جورجيا التي ينتهي تفويضها في 31 ديسمبر (كانون الأول). وتضم منظمة الأمن والتعاون 56 دولة من أوروبا والقوقاز وآسيا الوسطى، وكذلك الولايات المتحدة وكندا.