إيران تفرج عن 5 موظفين في السفارة البريطانية.. ولا تنوي خفض علاقاتها مع الغرب

براون يدين ويطالب بالإفراج عن الأربعة الباقين.. ونجاد يأمر بالتحقيق في «الوفاة المريبة» للمتظاهرة ندا

TT

أفرجت السلطات الإيرانية أمس عن 5 من موظفي السفارة البريطانية المحليين التسعة المعتقلين في طهران، وأكدت أنها لا تنوي خفض علاقاتها الدبلوماسية مع الغربيين في الأزمة الناجمة عن إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد المطعون في شرعيتها. وطالبت الحكومة البريطانية من جانبها بإطلاق سراح بقية المحتجزين الأربعة.. ووصفت احتجازهم بأنه «غير مقبول». في وقت أمر فيه الرئيس أحمدي نجاد بإجراء تحقيق قضائي في ملابسات مقتل المتظاهرة الإيرانية الشابة «ندا أغا سلطان»، التي أصبحت رمزا لاحتجاجات المعارضة، ووجه رسالة بالخصوص إلى رئيس القضاة مستخدما تعبير «الوفاة المريبة» لندا سلطان.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقوي للصحافيين أمس، إن «من أصل تسعة أشخاص اعتقلوا (أمس)، أفرج عن خمسة ولا يزال الآخرون قيد الاستجواب». وأضاف خلال مؤتمر صحافي أن تلك الاعتقالات لا تعني «خفض» مستوى العلاقات الدبلوماسية، وأكد أن الاعتقالات تمت استنادا إلى «أدلة».. وقال قشقوي إن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميلباند ووزير خارجية إيران منوشهر متقي تحدثا هاتفيا مساء أول من أمس. وأشار إلى أن ميلباند أكد خلال حديثه مع متقي على أن بريطانيا ليس لديها أي نية للتدخل في الشؤون الداخلية لإيران. وأضاف قشقوي «قال متقي إنهم إذا أثبتوا ذلك حقا بالفعل.. فإن ذلك يمكن أن يعتبر خطوة إيجابية».

وقال وزير الاستخبارات الإيراني غلام حسين إيجائي إن السفارة البريطانية لعبت دورا في الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات بما في ذلك دس أفراد وسط المحتجين ليقولوا لهم ماذا يفعلون وماذا يرددون من شعارات. وتبادلت بريطانيا وإيران بالفعل طرد اثنين من الدبلوماسيين منذ الانتخابات والتي فجرت أسوأ احتجاجات تشهدها الجمهورية الإسلامية منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وأشار إيجائي إلى أن السفارة البريطانية «تتعاقد مع عدد كبير من الموظفين المحليين وتستخدمهم لأغراض غير دبلوماسية». ونقل عن متقي قوله الأسبوع الماضي إن إيران تدرس خفض مستوى العلاقات مع بريطانيا. لكن قشقوي قال إن إغلاق أي سفارة أجنبية أو خفض العلاقات الدبلوماسية ليس في أجندة إيران. وصرح قشقوي أيضا بأن بلاده تتوقع من السويد دفع ثمن الأضرار التي لحقت بالسفارة الإيرانية في ستوكهولم يوم الجمعة الماضي، حين احتشد نحو 200 محتج، بعضهم يرتدي أقنعة، وأخذوا يرشقون المبنى بالحجارة. وألقى قشقوي اللوم في الحادث على جماعة إيرانية معارضة في المنفى إلى جانب شيوعيين وملكيين. وذكر أنه تسبب في إصابة ثلاثة «من زملائنا». وقال قشقوي إنه يعرف عن ستوكهولم أنها «مدينة غير آمنة بالنسبة للدبلوماسيين».

وفي لندن دعا رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أمس إيران إلى الإفراج عن موظفي السفارة البريطانية الإيرانيين الأربعة المعتقلين في طهران، معتبرا أن اعتقالهم «غير مقبول وغير مبرر وليس له أساس». وقال براون في مؤتمر صحافي «نحن مصابون بخيبة أمل قوية بسبب اعتقال إيران لعدد من موظفي السفارة في إيران.. وقد أفرج عن بعضهم الآن، ولكن علينا الآن أن نرى الإفراج عن الآخرين لاستئناف عملهم». وأضاف أن «الأعمال التي قامت بها إيران وأولها طرد دبلوماسيين والآن اعتقال عدد من موظفينا المحليين غير مقبول وغير مبرر وليس له أساس». من جهة ثانية طالب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بتحقيق قضائي في أسباب وفاة شابة إيرانية أصبحت رمزا لاحتجاجات المعارضة على نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها رسميا بفارق كبير. وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إن أحمدي نجاد بعث رسالة إلى آية الله محمود هاشمي شاهرودي، كبير القضاة، طلب فيها إجراء تحقيق جاد للمساعدة في التوصل إلى «العناصر» التي تقف وراء مقتل ندا أغا سلطان هذا الشهر.

واتهم أحمدي نجاد وسائل إعلام أجنبية باستغلال القضية لأغراض دعائية. وأشار إلى أن المعارضة وأعداء إيران في الخارج أرادوا استغلالها لتحقيق «أهدافهم السياسية الخاصة وأيضا لتشويه الصورة النقية النظيفة للجمهورية الإسلامية في العالم». وأضاف أحمدي نجاد في رسالته لشاهرودي «أطلب منك أن تصدر أمرا للنظام القضائي لمتابعة قضية القتل متابعة جادة.. والتعرف على العناصر وراء القضية وإبلاغ الناس بالنتيجة».

وقتلت ندا، 26 عاما، التي تدرس الموسيقى، بالرصاص يوم 20 يونيو (حزيران) حين اشتبك أنصار زعيم الإصلاحيين مير حسين موسوي مع شرطة مكافحة الشغب وميليشيا الباسيج في طهران. وشاهد آلاف على الإنترنت صورا لمقتلها. وقالت وسائل إعلام إيرانية إن عشرة على الأقل قتلوا في ذلك اليوم وألقت مسؤولية أعمال العنف على «الإرهابيين» و«المخربين».

وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية أن أحمدي نجاد استخدم في رسالته لشاهرودي تعبير الوفاة «المريبة» لندا. وفي الأسبوع الماضي عرفت صحيفة «تايمز» البريطانية شخصا ظهر في أفلام الفيديو التي نشرت على الإنترنت وهو يساعد ندا على أنه طبيب إيراني يعيش في بريطانيا وقالت إنه كان في زيارة لإيران وأنه فر من هناك منذ ذلك الحين. ونقلت الصحيفة عن الدكتور آراش حجازي «38 عاما» قوله إن ندا قتلت بيد فرد من الميليشيا الحكومية.