الصومال: حكومة الشيخ شريف تتلقى شحنة عسكرية جديدة مجهولة الهوية

حركة الشباب تعدم أطنانا من الأغذية المنتهية صلاحيتها في أهم أسواق مقديشو

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن شحنة جديدة من الأسلحة والذخيرة قد وصلت أمس إلى السلطة الانتقالية التي يقودها الشيخ شريف شيخ أحمد لدعم موقفها العسكري في مواجهة المتمردين الإسلاميين الذين يسعون للإطاحة به ويقتربون من محاصرة مقره الرئاسي في العاصمة الصومالية مقديشو.

وكشف مسؤولون حكوميون صوماليون النقاب عن أن طائرتين عسكريتين على الأقل هبطتا أمس في مطار العاصمة الذي تم إغلاقه بشكل مفاجئ أمام جميع الرحلات الجوية التجارية القادمة من الخارج.

يأتي وصول الشحنة الجديدة بعد أيام قليلة فقط من إعلان إدارة الرئيس الأميركي بارك أوباما أنها زودت الحكومة الصومالية بنحو أربعين طنا من الأسلحة والذخيرة تبلغ قيمتها عشرة ملايين دولار أميركي.

وكانت مصادر صومالية قد أبلغت «الشرق الأوسط» مؤخرا أنها تتوقع وصول شحنات عسكرية من دول عربية وغربية في إطار ما وصفته باهتمام المجتمع الدولي بكبح جماح المتمردين الإسلاميين وحرمان العناصر المحسوبة على تنظيم القاعدة من تحويل البلاد إلى إمارة إسلامية على غرار ما فعلته حركة طالبان في أفغانستان سابقا.

في غضون ذلك أعلنت حركة «الشباب المجاهدين» المتشددة والمناوئة للشيخ شريف وللوجود العسكري الأجنبي في الصومال أنها دمرت عدة أطنان من الأغذية المنتهية الصلاحية في سوق بكارة التي تُعتبر أهم الأسواق التجارية في العاصمة مقديشو.

ومنح الشيخ على محمد حسين (أحد قيادات لشباب) التجار وموزعي الأغذية في السوق مهلة خمسة أيام لإعادة ترتيب أوضاعهم والتخلص من الأغذية الفاسدة التي مر تاريخ طويل على انتهاء تاريخ صلاحيتها، محذرا من أن حركة لشباب لن تتهاون مع من يقامرون بصحة الشعب الصومالي.

إلى ذلك قال مصدر مسؤول في مكتب الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد أنه قد يتجه في وقت لاحق اليوم إلى مدينة سرت الليبية للمشاركة في اجتماعات قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي. ولفت المسؤول الذي طلب عدم تعريفه إلى أن مشاركة الشيخ شريف تأتي استجابة لطلب الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وأحمد ولد عبد الله مبعوث الأمم المتحدة الخاص لدى الصومال.

إلى ذلك، أعلن رمضان العمامرة مفوض السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي إلى أن جميع الخيارات مطروحة على جدول أعمال القمة الإفريقية بما في ذلك تعزيز قوات الاتحاد الإفريقي في الصومال والمساعدة العسكرية المباشرة.

وأوضح أن الاتحاد الإفريقي يبحث جميع الإمكانيات لمساعدة الحكومة الصومالية عسكريا، إما بزيادة عدد قوات بعثة «الأميصوم» على الأرض أو السعي للتدخل العسكري المباشر من جانب الدول الصديقة.

من جهة أخرى، نفى قيادي في الحزب الإسلامي الذي يقوده الشيخ حسن طاهر أويس، لـ«الشرق الأوسط»، مشاركة أي عسكري من إريتريا أو غيرها إلى جانب ميليشيات الحزب المتحالفة مع حركة «الشباب المجاهدين».

وقال القيادي عبر الهاتف من مكان غير معلوم، إن الشيخ شريف يروج هذه الاتهامات لإريتريا التي احتضنت في السابق المعارضة الصومالية بهدف تحويل الأنظار عن محاولته توسيع مهمة وصلاحيات القوات الإفريقية وجلب المزيد من القوات الأجنبية إلى البلاد.

ونفى مسؤول في الحكومة الإريترية لـ«الشرق الأوسط» تورط إريتريا في القتال الذي يجري في الصومال، وقال عبر الهاتف من أسمرة: «ليس لدينا أي قوات عسكرية في مقديشو. نتحدى أن يبرهن الرئيس الانتقالي أو غيره على صحة هذه المزاعم الباطلة جملة وتفصيلا». وأضاف: «نعتقد أن هذه الاتهامات لن تنطلي على أحد، ويتعين على الشيخ شريف أن يمتنع عنها، لأن أحدا ـ ببساطة ـ لا يصدقها».