السلطة الفلسطينية تتهم حماس بالتخطيط لتنفيذ اغتيالات في الضفة قبل يوم 7ـ7

حماس: ادعاءات السلطة مجرد فبركات للتشويش على الحوار

TT

اتهمت الرئاسة الفلسطينية، لأول مرة بشكل علني، عناصر من حماس بمحاولة القيام بعمليات اغتيال ضد قيادات سياسية ووطنية وأمنية، ومهاجمة مؤسسات عامة في الضفة الغربية، وهو ما نفته حركة حماس.

وقال الطيب عبد الرحيم، أمين عام الرئاسة الفلسطينية، في مؤتمر صحافي في رام الله، «لدينا معلومات موثقة بتحقيقاتمع أشخاص اعتقلوا خلال الأيام الماضية أنهم مكلفون من قيادة حماس في الخارج، ومن قيادة القسام في غزة، بالإقدام على عمليات إرهابية، تستهدف شخصيات مسؤولة ومؤسسات عامة تابعة للسلطة الوطنية في المحافظات الشمالية (الضفة الغربية)." وأكد عبد الرحيم، أن حماس كانت تنوي تنفيذ هذه الهجمات قبل يوم 7ـ7، الموعد المفترض للتوقيع على اتفاق مصالحة في القاهرة. وقال «إنهم (حماس) طالبوهم القيام بهذا العمل قبل يوم 7ـ7 هو موعد التوقيع على اتفاق الذي نصر على التوصل إليه في هذا التاريخ في القاهرة». وتابع «كذلك لدينا معلومات موثقة أنهم قالوا لبعض الأفراد التابعين لهم هنا إنهم سيبدأون بتوزيع الحلوى يوم 7ـ7 بعد الساعة الثانية ظهرا أي بعد تنفيذ هذه العمليات." وأكد العميد عدنان الضميري، الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط» أن عدد المعتقلين صغير، وتلقوا تعليمات واضحة باغتيال شخصيات في السلطة، إما مهمة أو أقل شأنا، بحسب من يستطيعون الوصول إليه. وأضاف «هذا موثق ودقيق».

وقالت مصادر أمنية إن التحقيق جار مع المعتقلين، وهم خلية تتكون من 4، أو5 أفراد، لكن يمكن الكشف عن آخرين خلال أيام.

وأكد عبد الرحيم، «نحن بدأنا بالتحقيق مع الأشخاص المكلفين بتنفيذ هذه العمليات، وهم ليس لهم علاقة بالعمل السياسي في حركة حماس». وتوعد أمين عام الرئاسة، بأن الاعتقالات ستطال كل من صدرت له الأوامر واستعد لتنفيذها.

واتهم الضميري حماس بإجراء تدريبات واسعة في الضفة الغربية على مرأى من الإسرائيليين، وقال «ضبطنا 20 شخصا يتدربون على السلاح يوميا عند الفجر قرب الجدار الفاصل، وضبطنا مجموعات أخرى تتدرب في أريحا، ولم يتدخل الجيش الإسرائيلي». وقلل الضميري من فرص نجاح حماس في تنفيذ مخططات تخريبية في الضفة، وقال «أبلغنا قادتهم هنا، أنه إذا ما نفذت أي عمليات تخريبية، فلا تلومن حماس إلا نفسها». وحذر أمين عام الرئاسة، حركة حماس من «التمادي في هذا الغي»، قائلا إن هذه المخططات لا تستهدف سوى إفشال الحوار في السابع من الشهر المقبل، وإن السلطة الوطنية أصبحت لديها قناعة بأنها (حماس) ليست جاهزة للوصول إلى اتفاق في القاهرة.

 وأعرب عبد الرحيم عن أسف القيادة الفلسطينية لصدور هذه التعليمات من قيادة حماس في الخارج ومن قيادة القسام، لهؤلاء الأفراد، لأن ذلك يعتبر مساسا بحرمة الدم الوطني، وبالوحدة الوطنية الفلسطينية.

وفي الوقت الذي كشف فيه عبد الرحيم، بأنه تم إبلاغ الأطراف العربية المعنية بتفاصيل هذه المخططات. قال، «إنه عند الضرورة ستكشف السلطة الوطنية عن هذه الملفات ليعرف الرأي العام أن قيادة حماس لا تهدف إلى إنهاء الانقسام وإعادة اللحمة إلى شطري الوطن، وإنها ما زالت تصر على قسمة الوطن خدمة لمخططات الاحتلال».

  وتأتي هذه الاتهامات في وقت تبادلت فيه حركتا فتح وحماس، الاتهامات بشأن استمرار الاعتقالات في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال عبد الرحيم إن حماس اعتقلت 100 كادر من حركة فتح في قطاع غزة، شملت أعضاء من المجلس الثوري لحركة فتح وأمناء سر الأقاليم وأمناء سر المناطق وأعضاء لجان المناطق وعددا من الكوادر.

ومن جهته، قلل الدكتور يحيى موسى نائب رئيس كتلة حركة حماس في المجلس التشريعي الفلسطيني من أهمية الاتهامات التي وجهتها السلطة الفلسطينية لحركة حماس بالتخطيط لاغتيال قيادات في السلطة قبل موعد السابع من تموز. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال موسى إن سلطة عباس لها سجل «مقزز في فبركة المؤامرات على قوى المقاومة وتحديداً حركة حماس لدرجة أن أحداً في الجمهور الفلسطيني لم يعد يلقي لها بالا». وأشار موسى إلى أن السلطة سبق أن استخدمت التعذيب الشديد من أجل إجبار معتقلين لديها على الاعتراف بالارتباط بالاحتلال. وعدد موسى عددا من الأمثلة التي تعكس «تراث السلطة غير المشرف من الفبركات، مثل اتهامها لحماس بتشكيل قوة تنفيذية في الضفة الغربية، مع أنه تبين بالدليل القاطع للقاصي والداني أنه لم يكن هناك أي قوة أمنية لحماس في الضفة»، على حد تعبيره. وأشار موسى إلى إنكار السلطة وجود معتقلين سياسيين في سجونها، مع أنها تعتقل 850 قياديا وناشطا من حماس وحدها» «فضلا عن أنها تزعم أن كل الذين قتلوا تحت التعذيب في سجونها أقدموا على الانتحار». وأكد موسى أن السلطة تسعى من خلال «هذه الترهات» للتشويش على الحوار وتبرير رفضها التعاطي بشكل إيجابي مع متطلبات إنهاء الانقسام الداخلي. وأضاف «في الوقت الذي تسلط فيه الأضواء على قرار إسرائيل بناء 1450 وحدة سكنية جديدة، تقدم السلطة على إزعاج الناس بمثل هذه الفبركات لكي لا يتحدث الناس عن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين». خاص بـ«الشرق الأوسط»