القضاء المغربي يدين 3 صحف محلية انتقدت نظام القذافي

قضى بتغريمها أكثر من 370 مليون دولار.. والدفاع يعتزم الاستئناف

TT

أدانت محكمة مغربية أمس ثلاث صحف مغربية وأمرتها بدفع أكثر من 370 ألف دولار غرامة مالية لليبيا بسبب نشرها مقالات انتقدت فيها نظام حكم الزعيم الليبي معمر القذافي، وعلى الفور قال دفاع الصحف الثلاث إنه سيستأنف الحكم.

وقضت المحكمة الابتدائية لمدينة الدار البيضاء بأداء كل واحد من المتابعين في الدعوى التي رفعتها السفارة الليبية بالرباط ضد صحف «المساء» و«الجريدة الأولى»، و«الأحداث المغربية» مبلغ 100 ألف درهم (12.3 ألف دولار) كغرامة مالية. كما حكمت على كل واحدة من الصحف الثلاث المتابعة بتهمة «المسّ بشخص وكرامة رئيس دولة، بأداء تعويض مالي قيمته مليون درهم (123.5 ألف دولار) لفائدة الطرف المشتكي».

وقضت المحكمة على كل من مدير نشر جريدة «المساء»، والصحافي المتابع معه، بأن يؤديا تضامنا مبلغ مليون درهم، وبنفس المبلغ على مدير «الأحداث المغربية» والصحافي المتابع معه، فيما تم الحكم فقط على مدير نشر «الجريدة الأولى» بأداء المبلغ المحكوم به. وقضت المحكمة أيضا بنشر هذا الحكم في جريدتي «الصباح» و«العلم».

وكان دفاع المشتكي قد طالب بتعويض مالي مدني يبلغ 30 مليون درهم (3.7 مليون دولار) تؤديه كل صحيفة من الصحف اليومية الثلاث. يُذكر أن السفارة الليبية كانت قد رفعت هذه الدعوى بعد صدور مقالات بصحف «الجريدة الأولى» (العدد 156 بتاريخ 18 نوفمبر «تشرين الثاني» 2008)، و«الأحداث المغربية» (العدد 3461 بتاريخ 30 يوليو «تموز» 2008) و«المساء» (العدد 724 بتاريخ 19 يناير «كانون الثاني» 2009).

وكانت نقابة الصحافيين المغاربة قد عبّرت، في بيان أصدرته أخيرا، عن قلقها إزاء محاكمة الصحف الثلاث، معربة عن تضامنها معها، وداعية إلى تبرئتها. وقالت نقابة الصحافيين المغاربة إنها «أول مرة في تاريخ المغرب يرفع فيها ممثلو دولة أجنبية دعوى ضد الصحافة المغربية بموجب الفصل 52 من قانون الصحافة» المغربي الذي يعاقب على «المسّ بصفة علنية بشخص رؤساء الدول وكرامتهم ووزراء الشؤون الخارجية للدول الأجنبية». وأضافت أن «هذا الفصل يتضمن عبارات فضفاضة تسمح بالمتابعات والعقوبات على نشر مجرد ما يُعتبر من قبيل التحليل أو النقد المباح».

وقال فريق دفاع الصحف إنه سيستأنف الحكم. ونقلت وكالة «رويترز» عن محامي الصحف الثلاث عبد الرحيم الجامعي قوله: «هذا الحكم غير عادل. هذا ما يمكنني قوله». وكانت القضية قد أثارت انتقاد عدد من الهيئات الحقوقية المحلية والأجنبية. وانتقدت «الرابطة الليبية لحقوق الإنسان» في وقت سابق دعوى السفارة الليبية ضد الصحف الثلاث وقالت إن «أحدا لم يسمع بعد بتقدم السفارات الليبية في الدول الأوروبية وأميركا الشمالية بشكاوي مثل التي ينظر فيها القضاء المغربي» ضد الصحف الثلاث. وأضافت أن الزعيم الليبي أُطلقت عليه في الصحف الإيطالية في أثناء زيارته لإيطاليا في وقت سابق هذا الشهر «أوصاف مهينة لا تقارن بما كتبته الصحف المغربية».