ليبرمان غاضب على نتنياهو «سكت على البهدلة» ويهاجم ساركوزي «كل يوم في مطب»

الرئيس الفرنسي ينصح نتنياهو بالتخلص من ليبرمان: هذا الشخص.. أعوذ بالله.. لا أطيقه

TT

أدت أقوال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ضد وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إلى أول خلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير خارجيته منذ تشكيل الائتلاف الحكومي قبل ثلاثة اشهر. وقد حرص ليبرمان على إظهار الخلاف على الملأ فتساءل عن سبب سكوت نتنياهو وهو يستمع إلى بهدلة وزير خارجيته في قصر الاليزيه.

وتعود هذه القضية إلى اللقاء الذي تم بين نتنياهو وساركوزي في باريس، الأسبوع الماضي، والذي تضمن فقرة محرجة بشأن ليبرمان، كشف النقاب عنها فقط أمس. فقد اتضح أن ساركوزي نصح نتنياهو بالتخلص من ليبرمان وحزبه (إسرائيل بيتنا) في حكومته وضم حزب «كاديما» بدلا منه وتعيين رئيسته، تسيبي لفني وزيرة خارجية. وهكذا دارت المحادثة بينهما في الموضوع:

ساركوزي: عليك أن تتخلص من هذا الشخص. أخرجه وأدخل مكانه تسيبي لفني. فمعها ومع (وزير الدفاع، ايهود) باراك تصنع التاريخ. أنا استقبلت وزراء خارجية إسرائيل دائما هنا في الإليزيه، وأحببت استقبال لفني. ولكن هذا الشخص، أعوذ بالله. لا أطيقه. نتنياهو: لا. إنه يبدو مختلفا في اللقاءات الشخصية.

ساركوزي: أيضا جان ماري ليبان (القائد الفرنسي اليميني المتطرف، والمكروه جدا في إسرائيل)، يبدو في اللقاءات الشخصية لطيفا.

نتنياهو: ليبرمان ليس ليبان. لا مجال للمقارنة.

ساركوزي: أنا لا أقارن. أنا فقط أقول.

وكانت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية اول من اشار الى هذه الواقعة غير ان القناة الاسرائيلية الثانية، اشارت لها بتفاصيل اكثر، كما نقلها الموقع الاليكتروني لصحيفة يدعوت احرنوت الاسرائيلية، ومع انتشار هذه القصة في اسرائيل، أمس، شهدت الساحة السياسية هرجا ومرجا وغليانا، ما بين خصوم ليبرمان المتشفين به وبين مؤيديه ورفاقه الغاضبين في اليمين. وردت عناصر في وزارة الخارجية الاسرائيلية عليه بالقول ان «ساركوزي تفوه بأمور مذهلة وخطيرة بدا فيها منفلتا وعديم المسؤولية. وما قاله هو تدخل فظ في الديمقراطية الاسرائيلية. فماذا كان سيقول لو ان مسؤولا اسرائيليا تدخل في تعيين وزير خارجية فرنسا؟!».

وحرص مسؤول آخر في الخارجية الاسرائيلية، أمس، على القول ان «ليبرمان يبدو في مجموعة شخصيات محترمة في العالم كانت قد تعرضت للسعات لسان ساركوزي. فقد سبق وان قال عن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، انه ليس ملائما للمنصب الرفيع الذي يتبوؤه وليس بمستوى مسؤولية اتخاذ القرارات. وسبق له (ساركوزي) أيضا ان قال عن رئيس وزراء اسبانيا، حوزي لويس زافترا، انه ليس مؤدبا. وهاجم حتى المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل. ولذلك فإن ساركوزي وضع ليبرمان ضمن مجموعة محترمة من الشخصيات».

بيد ان مصادر مقربة من ليبرمان أظهرت غضبا على نتنياهو وبقية الوزراء والمساعدين الذين رافقوه واستمعوا معا الى أقوال ساركوزي. فقال انه يستغرب كيف لم يدافعوا كما يجب عن وزير خارجية اسرائيل أمام هجوم كهذا. وكيف لم يبلغوا ليبرمان بأن الرئيس الفرنسي هاجمه على هذا النحو، فلم يسمع عن ذلك إلا عندما نشر الأمر في الصحافة الفرنسية، أمس. وغضب ليبرمان أكثر عندما علم ان نتنياهو طلب شخصيا من كل الحاضرين في اللقاء أن لا يتفوهوا بكلمة عن الموضوع. وقال ليبرمان ان تصرف نتنياهو في هذه الحالة لا يدل على صداقة ولا على تحالف حقيقي.