شيعة منطقة الغزالية في بغداد سعداء برحيل الأميركيين.. وسنتها قلقون

الشطر السني «مطمئن» لوجود قاعدة أميركية قريبة

TT

على الرغم من عودة العديد من العوائل التي هاجرت داخليا وخارجيا من منطقة الغزالية، غرب بغداد، الا ان معالم المدينة قد تغيرت منذ بدء عمليات التهجير واندلاع اعمال العنف الطائفي التي شهدتها المنطقة خلال عامي 2005 و2006.

والغزالية تعد الآن انموذجا للعديد من الاحياء المختلطة التي قطنها الشيعة والسنة وربما المسيحيون ايضا. وقد سكنها بداية الضباط بعد ان وزع النظام السابق قطع اراض لهم، وصمم الحي الذي كان واحدا من احياء بغداد الساخنة جدا على شكل مستطيل من قبل امانة بغداد وبنظام عده الكثير من سكان المنطقة بانه «عسكري» ويختلف عن بقية احياء العاصمة العراقية. ويقطع هذا المستطيل عرضيا شوارع متوازية اطلق على كل واحد منها اسما.

وقد حولت اعمال العنف النصف الاول من المستطيل الى مربع سني بينما تحول النصف الاخر الذي يجاور منطقة الشعلة، ذات الاغلبية الشيعية، الى منطقة يقطنها الشيعة.

ويقول حيدر الموسوي وهو من سكان المنطقة ان «الغزالية كانت تعد من المناطق الراقية ببغداد ولم نكن نجد طفلا في الشارع او تجاوز على الارصفة لكنها الآن تبدو غير تلك المنطقة التي الفناها والفتنا والتي بنيت في عام 1988».

ويؤكد الموسوي ان «عوائل هاجرت من المكونات السنية من الجانب القريب من منطقة الشعلة من جهة الشارع المشجر وشارع الضغط والتي كانت تشكل حوالي 2% من عدد سكان ذلك الطرف، اما المتبقي من المستطيل والذي يبدأ من الشارع المشجر ويمر بشارع مدير الأمن وشارع الصحافيين الى اسواق الزاوية فهي ذات غالبية سنية».

وقال الموسوي ان العوائل المهجرة بدأت بالعودة رويدا رويدا بعد تحسن الاوضاع الامنية، غير انه اشار الى ان «هناك عوائل نزحت من احياء مجاورة مثل الحرية والحصوة وابو غريب وهي التي غيرت معالم المدينة وبيئتها الاجتماعية باعتبار ان المناطق التي قدمت منها مناطق شعبية بحتة». وقال الموسوي ان «اعمال العنف الان غير موجودة وقد استؤنفت عمليات التزاور بين العوائل وان كان ذلك بشكل محدود»، واشار الى حادث احراق بيت لأحد العوائل الشيعية من قبل عوائل نازحة من مناطق اخرى. وقال الموسوي ان «سبب عدم عودة بعض العوائل الى منازلها لحد الان يعود الى تغير الطبيعة الاجتماعية في الحي الذي بات يميل الى كونه حيا شعبيا، وليس بسبب اعمال العنف لانها انتهت بشكل فعلي».

وعلى صعيد ذي صلة، أكد احد وجهاء المنطقة ان «افضل ما حصل في الغزالية خلال الفترة الماضية هو افتتاح مركز للشرطة في الحي عناصره من الشيعة والسنة، فضلا عن افراد الصحوة الذين انضموا لاحقا للمركز الذي اصبح من اكبر مراكز الشرطة في بغداد تقريبا».

ومن المعروف ان مراكز الشرطة اغلقت في المناطق الساخنة لعدم قدرتها على مواجهة الهجمات المسلحة، واقتصر احلال الامن على الجيش العراقي والاميركي.

وقال الوجيه ان «اهالي المنطقة وان شعروا بالأمان اكثر مع وجود القوات الاميركية الى جانب العراقية سابقا الا انهم يترقبون الافضل من القوات العراقية».

وقال لـ«الشرق الاوسط» ان «بعض سكان المنطقة من الشيعة والسنة عقدوا اجتماعا قبل ايام وتدارسوا احتمالية عودة اعمال العنف وخرجوا بنتيجة واحدة وهي انه من المعيب التحدث عن هذا الامر والجميع يعلم ان اشعاله كان وفق اجندات لجهات غير شعبية وليس لها علاقة الا بالمصالح الضيقة».

لكن سكان الطرف السني متخوفون من خروج الاميركيين من المنطقة، واشارت احدى السيدات، التي رفضت ذكر اسمها، الى «حادثة حصلت قبل اسبوع تقريبا جعلت الاوضاع تتوتر نوعا ما في شارعي مدير الامن والبدالة داخل عندما قتل عنصران احدهما من الشرطة والاخر من الصحوة على يد مسلحين، فتم عزل الشارعين بجدار اسمنتي فأصبح من الصعوبة تحرك ابناء هذا الشارع الا عبر منفذ واحد».

وتقول تلك السيدة إن القاعدة الاميركية في المنطقة موجودة في منطقة شارع البدالة، مشيرة الى ان أهالي المكون السني ينقسمون في ارائهم بين التخوف من الجيش والشرطة العراقيين والمطالبة ببقاء القوات الاميركية كنوع من الضمان لهم، وبين الترحيب بخروج القوات الاميركية من مناطقهم. واضافت بأن هناك توترا في الشارع بشكل عام، لكنها أضافت «لم اشاهد عند خروجي اليوم الهمرات الاميركية كما لم اشاهدها في الاسابيع الماضية لاننا نعرف جميعا انها داخل القاعة عند مدخل الغزالية ومع ذلك نشعر بالاطمئنان لوجودها بقربنا».