باكستان: المسلحون ينسحبون من اتفاقية السلام مع الحكومة

قوات الجيش تشن هجوما واسعا على طالبان بعد مقتل 16 جنديا

TT

ألغى متشددون باكستانيون في منطقة تقع في شمال غرب البلاد اتفاق سلام مع الحكومة وتوعدوا بشن هجمات وهددوا بفتح جبهة جديدة ضد الجيش الذي يخوض بالفعل قتالا في منطقتين. ويقول الجيش انه يقترب من نهاية هجوم في منطقة وادي سوات الى الشمال الغربي من اسلام اباد وانه يستعد لشن هجوم على بيت الله محسود قائد طالبان الباكستانية في وزيرستان الجنوبية على الحدود مع أفغانستان. وبدأ الهجوم في سوات قبل شهرين بعد أن اتجه مقاتلون من طالبان صوب العاصمة، مما أثار مخاوف سواء في الداخل أو الخارج لدى الحلفاء الغربيين الذين يحتاجون لمساعدة باكستان المسلحة نوويا لمحاربة القاعدة ولمواجهة التمرد في أفغانستان.

وقال فصيل للمتشددين متحالف مع محسود في وزيرستان الشمالية وهو مركز اخر للمتشددين على الحدود مع أفغانستان انه سيلغي معاهدة مع الحكومة بسبب هجمات الطائرات الاميركية بلا طيار ووجود القوات الحكومية في منطقتهم. وقال أحمد الله أحمدي المتحدث باسم الفصيل في مكالمة هاتفية من مكان لم يكشف عنه «قررت قيادتنا أنه ما دامت هجمات الطائرات الامريكية بلا طيار مستمرة والقوات الامنية باقية فلن يكون هناك اتفاق سلام». وشنت الولايات المتحدة أكثر من 40 هجوما مستخدمة الطائرات بلا طيار في شمال غرب باكستان منذ بداية العام الماضي والكثير منها كان في وزيرستان الشمالية. وتعترض باكستان رسميا على الهجمات قائلة انها تؤدي الى تعاطف السكان مع المتشددين. ويقول مسؤولون أميركيون ان الضربات تتم بموجب اتفاق يتيح لزعماء باكستان انتقادها علنا.

وفي الوقت ذاته تقول الحكومة ان الدور حاليا على محسود وأتباعه في وزيرستان الجنوبية وانها سوف تهزمهم. وأعلنت مكافأة من الولايات المتحدة قيمتها خمسة ملايين دولار ومن باكستان قيمتها 50 مليون روبية (نحو 615 ألف دولار) للقبض على محسود.

ويقول محللون ان محسود أصبح مقربا بشكل متزايد الى القاعدة ويقول الجيش انه وراء 90 في المائة من النشاط الارهابي في البلاد. ووجهت اتهامات لمحسود بمسؤوليته عن اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو في ديسمبر (كانون الأول) عام 2007. وتضيق قوات الامن الخناق على مقره مستخدمة الطائرات والمدفعية لمهاجمة مواقعه في الوقت الذي يؤمن فيه الجنود الطرق الرئيسية. وقصف الجيش مواقع محسود مرة أخرى مساء اول من أمس وضربت قذيفة طائشة جدار منزل صحافي في رويترز على مشارف بلدة وانا وهي البلدة الرئيسية في المنطقة ولم تقع اصابات.

وقال الصحافي:«كان هناك قصف شديد لعدة ساعات وضربت قذيفة واحدة منزلي. الحمد لله الجميع سالمون». وساد الهدوء النسبي منطقة وزيرستان الشمالية ولكن أحمدي المتحدث باسم الفصيل الذي يقوده جول بهادور قال ان رجاله سوف يهاجمون. وقال أحمدي :«صدرت أوامر لكل القادة بشن هجمات على قوات الامن أينما وجدوهم. كما أعلن مسؤولية الفصيل عن كمين نصب يوم الاحد لقافلة تابعة للجيش والتي قتل فيها 16 جنديا. وكان هذا أكبر عدد من القتلى في هجوم منذ شهور كثيرة. وقال متحدث باسم الجيش ان عشرة متشددين قتلوا بعد الكمين وان الجيش سوف يرد. ولم يحدد كيف ولكن محللين يقولون ان الجيش لن يكون راغبا في فتح جبهة جديدة في الوقت الذي يركز فيه على محسود في وزيرستان الجنوبية وتأمين سوات. وما زال الكثير من الجنود موجودين على الحدود الشرقية مع الهند. ونظرا لعدم مقتل زعماء طالبان في وادي سوات ثارت مخاوف بشأن قدرتهم على شن هجوم. وقال متحدث باسم طالبان في سوات هذا الاسبوع ان زعماءه ما زالوا مصرين على مواصلة القتال.

الى ذلك في ميرانشاه (باكستان) قصفت طائرات عسكرية باكستانية مواقع لحركة طالبان في منطقة القبائل شمال غرب باكستان الاثنين في الوقت الذي توعد الجيش بالانتقام لمقتل 16 من جنوده في اسوأ كمين يتعرض له الجيش منذ اشهر. وقال الجيش ان الطائرات استهدفت مخابئ طالبان في جنوب وزيرستان حيث اكد الجيش ان الغارات ترمي الى تمهيد الطريق امام هجوم شامل على زعيم طالبان الباكستانية بيت الله محسود. ورصدت باكستان مكافأة بقيمة 615 الف دولار لمن يقدم معلومات تؤدي الى القبض على محسود حيا او ميتا، في معقله في جنوب وزيرستان وقد نسبت اليه بعض اعنف الهجمات في باكستان. وقتل حوالى الفي شخص في عمليات القصف منذ يوليو (تموز) 2007، فيما وضعت الولايات المتحدة باكستان في صميم حربها على القاعدة وجهودها لاحلال الاستقرار في افغانستان، ورحبت بالعملية العسكرية للقضاء على معاقل طالبان. وصرح الجنرال اطهر عباس المتحدث باسم الجيش الباكستاني ان 18 مسلحا و16 جنديا من بينهم ضابط برتبة كولونيل، قتلوا خلال الـ24 ساعة الماضية في شمال وزيرستان ومنطقة سوات الشمالية الغربية. ومن المستحيل التأكد من عدد القتلى من مصدر مستقل لأن القتال يجري في منطقة عسكرية مغلقة، كما يواجه الجيش تشكيكا في معلوماته بأن اكثر من 1600 مسلح قتلوا. والاحد نصب متمردون مسلحون بمنصات اطلاق صواريخ ورشاشات كمينا لقافلة عسكرية في شمال وزيرستان مما ادى الى مقتل 12 جنديا، فيما فارق اربعة اخرون الحياة اول من امس متأثرين بجروح اصيبوا بها، حسب عباس.