هندوراس: الرئيس المخلوع يستعد للعودة لبلاده غدا.. مصحوبا برئيسة الأرجنتين ورئيس منظمة الدول الأميركية

الرئيس بالوكالة المعين ينفي حصول انقلاب ويقول إن ما حصل «خلافة دستورية»

الشرطة في هندوراس تشتبك مع مناصري الرئيس المخلوع زيلايا بالقرب من المقر الرئاسي في العاصمة (أ.ب)
TT

أعلن رئيس الهندوراس المخلوع مانويل زيلايا أنه سيعود إلى بلاده غدا، بعد أن نفذ الجيش انقلابا عسكريا أطاح به يوم الأحد الماضي، وجرى نفيه إلى كوستا ريكا. وقالت مصادر في وزارة الخارجية الأرجنتينية إن رئيسة الأرجنتين كريستينا فرنانديز ورئيس منظمة الدول الأميركية خوسيه ميغيل أنسولزا سيرافقان زيلايا إلى هندوراس وربما يرافقه زعماء آخرون من أميركا اللاتينية. وقال زيلايا أمام مسؤولي مجموعة الريو الذين اجتمعوا في عاصمة نيكاراغوا: «سأتوجه إلى تيغوسيغالبا الخميس. سأعود كرئيس منتخب وسأكمل ولايتي من أربع سنوات». وأوضح الرئيس المخلوع الذي كان توقف في نيويورك أمس لعرض قضيته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه قبل عرض رئيس منظمة الدول الأميركية خوسيه ميغيل انسولزا بمرافقته. وجاء إعلان زيلايا في وقت بدأت فيه ثلاث نقابات عمالية كبيرة إضرابا مفتوحا دعما للرئيس اليساري المخلوع، وقالت إنها لن توقف الإضراب حتى إعادة زيلايا إلى منصبه، بحسب ما أعلنت مصادر عمالية لتلفزيون الـ«سي.أن.أن». وقال اوسكار غارسيا، نائب رئيس اتحاد عمال المياه في هندوراس: «سيكون إضرابا مفتوحا. لن نعترف بهذه الحكومة التي فرضت علينا، وسنصعد حملتنا حتى إعادة الرئيس إلى منصبه». وقدر غارسيا أن يشارك في الإضراب نحو 3 آلاف عامل في القطاع العام، وبعض العمال في القطاعات الخاصة إضافة إلى المزارعين والفلاحين. إلا أنه أكد أن الخدمات الأساسية مثل توزيع المياه على المنازل، لن تتوقف. من جهته، نفى رئيس هندوراس بالوكالة المعين روبرتو ميتشيليتي في تصريح للإذاعة الوطنية الإسبانية وقوع انقلاب ضد الرئيس المخلوع بشكل قاطع، مؤكدا أنها «خلافة دستورية». وقال ميتشيليتي لإذاعة إسبانيا الوطنية: «لم يقع انقلاب ولا شيء يشبه ذلك». وأضاف «لم ينتهك النظام الدستوري في أي وقت، إنها خلافة دستورية قمنا بها عبر الكونغرس الوطني كما يسمح به الدستور».

وأطاح العسكر فجر الأحد بالرئيس مانويل زيلايا اليساري الذي انتخب سنة 2006 لأنه حاول تنظيم استفتاء يفتح المجال أمام تعديل دستوري يسمح بإعادة انتخابه في اقتراع اعتبرته المحكمة العليا غير شرعي ثم رحلوه إلى كوستاريكا. وأثار الانقلاب، وهو الأول من نوعه في أميركا الوسطى منذ الحرب الباردة، احتجاجات وإدانة المجتمع الدولي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أميركا الوسطى وحتى الأمم المتحدة. وبدأ رئيس الكونغرس روبرتو ميتشيليتي، المعين رئيس بلد تعداده 5،7 ملايين نسمة حتى تولي الرئيس المقبل مهامه في يناير (كانون الثاني) 2011، يشكل حكومته بعد إعلان حظر التجول 48 ساعة. وواجهت حكومة هندوراس المؤقتة أمس سيلا من الانتقادات والتأييد الدولي لرئيسها المخلوع زيلايا. وتتعرض البلاد لضغوط من أجل إعادة زيلايا للرئاسة، وهو حليف لرئيس فنزويلا هوغو تشافيز. وقال الرئيس الأميركي باراك اوباما أول أمس، إن الانقلاب غير قانوني، وأضاف للصحافيين بعد اجتماع في البيت الأبيض مع الرئيس الكولومبي الفارو اوريبي: «نعتقد بأن الانقلاب غير قانوني وأن الرئيس زيلايا ما زال رئيس هندوراس.. الرئيس المنتخب ديمقراطيا هناك». ودعم واشنطن لزيلايا باعتباره الرئيس الشرعي يضعها في نفس المعسكر مع مجموعة الحكومات اليسارية في أميركا اللاتينية التي يقودها تشافيز، وهي في العادة على خلاف إيديولوجي مع الولايات المتحدة. وساد هدوء نسبي تيجوسيجالبا عاصمة هندوراس الليلة الماضية بعد أن اشتبكت قوات الجيش وشرطة مكافحة الشغب مع مئات من مؤيدي زيلايا الغاضبين الذين طالبوا بإعادته إلى السلطة. وكانت اندلعت مواجهات عنيفة أول أمس في عاصمة هندوراس ما أدى إلى سقوط العديد من الجرحى. وجرت المواجهات بين أنصار رئيس الدولة المخلوع وبين جنود كانوا يتولون حراسة مدخل القصر الرئاسي في تيغوسيلغالبا. وحاول الجنود إزالة الحواجز الإسمنتية التي نصبت أمام المبنى وأطلقوا الغاز المسيل للدموع على مئات من المتظاهرين قاموا بالرد عبر رشق الحجارة.

وقال مصور وكالة الصحافة الفرنسة إن هناك اضطرابات، «والشرطة تعمل على قمع المتظاهرين»، وأضاف: «نسمع عيارات نارية. هناك جرحى من المدنيين والعسكريين ورجال الشرطة». وتجمع عشرات من الشبان المقنعي الوجوه منذ الفجر للمطالبة بعودة زيلايا إلى السلطة. وتم نهب العديد من المتاجر.