الحرائق تلتهم المزيد من الغابات والأحراج في لبنان

وزير الداخلية والبلديات يقول إن العديد منها مفتعل

TT

بدأت دوامة الحرائق التي تجتاح لبنان باكرا هذا العام، إذ يعيش أبناء مناطق في الجبل والجنوب والشمال منذ أول من أمس، تحت وطأة النار التي تلتهم ما تبقى من الأحراج والغابات والتي لا تزال أسبابها المباشرة مجهولة. وقد أعلن وزير الداخلية والبلديات زياد بارود «أن هناك إشارات وخيوطا تظهر أن العدد الهائل منها مفتعل، ولا يزال الأمر قيد التحقيق، علما أن موسم الحرائق لم يحن أوانه وهذا ما يدعو إلى الاستغراب». وقال «إن طوافات الإطفاء التي تسلم لبنان اثنتين من ثلاث منها ستستعمل في القريب العاجل بعد انجاز التدريبات عليها لدى سلاح الجو». وكانت قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه قد وزعت بيانا أشارت فيه إلى أن وحداتها عملت يوم أول من أمس بالاشتراك مع عناصر من الدفاع المدني، على إخماد الحرائق في مناطق لبنانية عدة من الشمال إلى الجنوب. وقدرت المساحات المتضررة في هذا اليوم بنحو 958 دونما من الأشجار المثمرة والحرجية والأعشاب اليابسة.

واستمرت دائرة الحرائق في الاتساع يوم أمس، إذ اندلع حريق كبير في بلدة حدشيت قضى على عدد كبير من الأشجار المثمرة من تفاح واجاص ومشمش ودراق وكرز، وامتدت النيران على مساحة عشرة آلاف متر مربع. وفي عكار احترق حوالي مائة ألف متر مربع من مساحات أحراج السنديان والصنوبر في خراج بلدتي البيرة والمجدل.

وفي بلدة حومين الفوقا في الجنوب، شب حريق التهم مساحات واسعة من أشجار الزيتون والتين والصبار على مساحة 30 دونما قبل أن تتمكن فرق الدفاع المدني من تطويق النيران.

وفي تعليقه على الحرائق التي تلتهم المساحات الخضراء في لبنان، لا يرى حبيب معلوف، رئيس حزب البيئة اللبناني، أن الحرائق التي بدأت في نهاية شهر يونيو (حزيران) هي مفاجئة، ويوضح «أن ارتفاع درجة الحرارة مصحوبة برياح جافة مع ما يرافقهما من جفاف الأرض والعشب ترفع احتمال اندلاع الحرائق، وهذا ما شهدناه في الأسبوع الأخير». وفي حين يقول «إن أسباب هذه الحرائق قد تكون 90 في المائة منها إنسانية، أي نتيجة سوء تعامل الإنسان مع الطبيعة التي يدخل ضمنها الإهمال وعدم وعي المواطن إلى الطرق السليمة لكيفية التعامل مع البيئة، أو نتيجة افتعال يقوم به المواطنون لغايات شخصية»، يؤكّد أن تفاقم المشكلة يعود إلى الفشل في إدارة ملف الحرائق الذي أوكلت مهمة إدارته إلى وزارة الزراعة، إضافة إلى عدم امتلاك وزارة الداخلية الخبرة الكافية للتعامل مع هذه المشكلة، كما أن الدفاع المدني الذي يقوم بإطفائها غير مجهز بالدرجة الكافية، لأن وظيفته فقط مدنية».

ويعتبر معلوف أن إدارة الحرائق يجب أن يعتمد على مبدأ أساسي وهو، متى عرف الحريق من بدايته سهل إطفاؤه، وبالتالي لا بد من التركيز بالدرجة الأولى على مراقبة الغابات للوقاية المسبقة قبل نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الصيف حين تصبح الأرض قابلة للاحتراق بسبب أي عامل خارجي ولو كان بسيطا، وبالتالي تدارك المشكلة قبل وقوعها. ويقول «إن استقدام وزارة الداخلية لثلاث طوافات بلغت تكلفتها 21 مليون دولار أميركي لمكافحة الحرائق لن يحل المشكلة التي يجب السيطرة عليها قبل حدوثها أو لحظة حدوثها، إذ أن الحل يكمن في تطبيق القانون في ما يتعلق بمراقبة الأحراج من مأمورين مهمتهم السهر على سلامة الغابات والقضاء على الحريق في لحظة اندلاعه، وقد يقضى عليه عندها بدلو ماء، وفي الوقت عينه يكتشف المأمورون الفاعلين».