افتتاح قمة الاتحاد الأفريقي في سرت بغياب نجاد وبرلسكوني.. والقذافي يحث على إقامة الاتحاد الأفريقي

مصر تدعو لبذل جهود لتعزيز منظومة السلم والأمن في القارة

الرئيس القذافي بانتظار وصول قادة دول الاتحاد الافريقي لبدء الجلسة الافتتاحية للقمة الثالثة عشرة المنعقدة في سرت أمس (أ ب)
TT

افتتح الزعيم الليبي معمر القذافي قمة الاتحاد الأفريقي بمشاركة 47 رئيس دولة وحضور كل من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس البرازيلي والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، إضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة والصين وروسيا ورئيس السلطة الفلسطينية ورئيس الوزراء الإيطالي برلسكوني. وعلى الرغم من انعقاد القمة تحت شعار «الاستثمار في الزراعة من أجل تحقيق الأمن الغذائي لدول القارة»، فإن مشروع السلطة الاتحادية يطغى على كافة بنود هذه القمة. وقد أجرى القذافي العديد من المشاورات مع القادة والرؤساء الأفارقة من أجل خروج القمة بإعلان سرت التاريخي، وقيام السلطة من نفس المدينة التي ولد فيها الاتحاد الأفريقي عام 1999.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن هناك مقترحا ليبيا لتحويل مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى سلطة اتحادية، بحيث يكون هناك وزير خارجية لأفريقيا ووزراء تجارة ودفاع واتصالات ومواصلات. يذكر أن هذه الفكرة لاقت العديد من الملاحظات حيث طلب البعض الذهاب إلى هذه الفكرة بالتدريج، بدلا من التحول السريع لكن التحولات والتغييرات العالمية قد تعجل بضرورة قيام السلطة الاتحادية في قمة سرت.

ودعا الزعيم الليبي الأفارقة إلى تحمل «قدر كبير من الشجاعة والمسؤولية على طريق إنجاز خطوات ضرورية لإقامة سلطة الاتحاد الأفريقي»، منبها الأفارقة بأنه لم يعد هناك وقت للمجاملات على حساب القارة الأفريقية. ولفت القذافي إلى أن «الوحدة الأفريقية كان يمكن إنجازها في السنوات الماضية خاصة في ظل الظروف التي يشهدها عالم اليوم».

ودعا القذافي إلى انضمام جزر الكاريبي للاتحاد الأفريقي معتبرا أن هذه الدول أقرب إلى أفريقيا.

وقال: «نأمل في أن ترتبط جزر الكاريبي بالاتحاد الأفريقي»، مشيرا إلى حضور سبعة من ممثلي دول الكاريبي، منها هايتي وجامايكا، القمة في سرت كمراقبين. وأضاف: «آمل أن تصبح هذه الدول قريبا أعضاء في الاتحاد الأفريقي.. هذه الدول تشكل جسرا بين أفريقيا وأميركا». كما عبر القذافي عن أمله في أن تتمكن جزيرة لاريونيون الفرنسية في المحيط الهندي من الانضمام للاتحاد الأفريقي.

وقدم تعازيه لرئيس الحكومة الإيطالية سلفيو برلسكوني الذي اعتذر عن حضور القمة بسبب كارثة انفجار القطار الذي كان ينقل غازا مسيلا في فياريدجيو شمال غربي إيطاليا. وكان برلسكوني مدعوا إلى القمة نظرا لأنه سيستضيف قمة مجموعة الثماني المقبلة. وفي المقابل لم يعلق القذافي على غياب أكثر المدعوين إلى القمة إثارة للجدل الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، الذي ألغى حضوره دون تقديم الأسباب.

وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد أوفد رئيس الوزراء أحمد نظيف لإلقاء كلمته في هذه القمة، وأكد مبارك في كلمته أن السلام والاستقرار هما الركيزتان الأساسيتان للتنمية وأن أي استعراض منصف لأوضاع القارة ومستقبلها لا يمكن أن يتم بمعزل عن أوضاع السلم والأمن في أفريقيا. وطالب ببذل الجهد لتعزيز منظومة السلم والأمن الأفريقية لمعالجة الأوضاع في الصومال ودارفور والكونغو الديمقراطية وغيرها، ودعا إلى استكمال آلية الإنذار المبكر والألوية الخمسة للقوة الأفريقية الجاهزة لتشكل مع مجلس السلم والأمن وهيئة الحكماء منظومة متكاملة لمعالجة الصراعات والأزمات وقضايا حفظ السلام في أفريقيا. كما شدد على ضرورة أن تتكامل الجهود مع الاتحاد الأفريقي.

وأشار الرئيس مبارك إلى أن «مصر تولي المقترح الليبي الخاص بتحويل المفوضية إلى سلطة للاتحاد، كل العناية والاهتمام لتصبح ركيزة أساسية تقترب من تحقيق هدف الوحدة الأفريقية». كما أشاد بمقترحات القذافي الخاصة بإنشاء مجلس الدفاع الأفريقي والوكالة الأفريقية لحماية المياه الإقليمية والمناطق الاقتصادية المتاخمة لها بدول القارة.

من جهته، شدد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في كلمته على حرص الجامعة على التنسيق المستمر مع الاتحاد الأفريقي في معالجة القضايا والأزمات ذات الاهتمام المشترك، خاصة القرن الأفريقي والسودان والصومال، بالإضافة إلى موريتانيا.

وأشاد موسى بـ«التطور الحميد في موقف الولايات المتحدة، والتوجه الجديد الذي يقوده الرئيس الأميركي باراك أوباما نحو حل عادل للنزاع العربي ـ الإسرائيلي يقوم على التجميد الفوري والكامل للمستوطنات الإسرائيلية، وقيام دولة فلسطين من أجل تحقيق السلام». كما تحدث عن الصراعات والنزاعات التي تعاني منها القارة الأفريقية ودور الجامعة مع الاتحاد الأفريقي في موضوع دارفور.