برلمانيون عراقيون: جهات سياسية هوّلت الانسحاب من المدن للدعاية الانتخابية

بعضهم حذر من الاحتلال السياسي والاقتصادي

TT

بعيدا عن أجواء الفرح التي سادت الشارع العراقي يرى سياسيون أن الانسحاب الأميركي من المدن غير مهم، وأهميته تكمن في تهويله كي تستفيد قوى سياسية منه وتسخّره لصالحها في الانتخابات المقبلة، بينما اعتبره آخرون خطوة إيجابية إلى الأمام. وقال الأمين العام للتيار الوطني المستقل الدكتور نديم الجابري لـ«الشرق الأوسط» إن الانسحاب لا يمثل سيادة تامة. وأضاف: «لا أعتقد إن السيادة العراقية ستحصل بمجرد انسحاب القوات الأميركية القتالية من المدن وبقاء المدربين والدعم اللوجستي، وإنما السيادة تتحقق بعد انسحاب كامل القوات الأجنبية من هذا البلد، والذي نأمل حصوله نهاية عام 2012 أو قبلها وبحسب الوضع العراقي».

من جهته، قال محمود المشهداني رئيس البرلمان العراقي السابق: «إن السيادة العراقية تقترن بتحرر العراق من القوات الأجنبية وأيضا السيادة تتحقق بالتحرر السياسي والاقتصادي، فلا وجود لسيادة مع قيود اقتصادية وسياسية وتدخلات في شؤونه الخاصة، وأعتقد أن هذا الأمر يحتاج إلى مشوار طويل يشترك فيه الجميع وبخاصة السياسيون». أما جابر خليفة جابر النائب عن كتلة الفضيلة فيرى أن الانسحاب من المدن «هو خطوة نحو الأمام، لكن الخطوة الأهم هي انسحاب كامل القوات من الأراضي العراقية كافة، هذا هو الانسحاب الأهم، فما جرى هو إعادة انتشار للقوات الأميركية ونقل وجودها من مكان إلى آخر بشكل يتلاءم مع سياسات الإدارة الأميركية، ونحن ننظر بجدية إلى أن الاحتلال العسكري سهل التعامل معه خصوصا أن الرأي العام العالمي ضد أي احتلال وإسرائيل حالة شاذة هنا، والأخطر منه هو الاحتلال السياسي وأيضا الاحتلال الثقافي ومسخ الثقافة الوطنية العراقية كلها نضعها نصب أعيننا». ويرى جابر أن «تهويل عملية الانسحاب أمر مقصود من قِبل جهات سياسية لتحقيق دعاية انتخابية لها، لكن الواقع يشير إلى أنه ليس بالأمر المهم، فكل ما جرى كما ذكرنا هو إعادة انتشار للقوات الأميركية، وأين الإنجاز في هذا الأمر؟».

بدوره، سليم الجبوري عن الحزب الإسلامي يقول إن خطوة الانسحاب من المدن «خطوة إيجابية وتحرك نحو الأمام، والرهان صعب ولكن بالإمكان تحقيقه من خلال تعاون القوى السياسية والقيام بدورها وتعاون الشعب معهم»، مشيرا إلى وجود جهات تريد إفشال هذا المشروع، لكن يوجد في المقابل إدراك ووعي جماعي لمواجهة هذه التحديات. وقال الجبوري: «خلال استدعاء قائد عمليات بغداد عبود كمبر برلمانيا بيّن أن للقوات الأمنية العراقية إمكانيات جيدة، لكن هناك تحديات أيضا». إلى ذلك، قال فرياد راوندوزي النائب عن التحالف الكردستاني: «إن انسحاب القوات القتالية الأميركية من المدن ليس خطوة شكلية، بل على العكس أنا أرى الانسحاب يتم وفق الاتفاقية الأمنية، والأيام القادمة ستبرهن بأن المظاهر المسلحة التي كانت موجودة قبل الانسحاب سوف تختفي من الشارع العراقي، وحسب المعلومات المتوفرة فإن القوات العراقية ستكون قادرة على إمساك الملف الأمني بدل القوات الأميركية التي ستكون قريبة منها وقادرة على المساعدة في أي لحظة، وهذا ما لا نتمناه، لكن هو نقطة إيجابية باليد». وعن المدن الساخنة التي سيشكل انسحاب القوات الأميركية منها حرجا للقوات العراقية وبخاصة الموصل وديالى، قال راوندوزي: «قد تكون مهام القوات العراقية أصعب في مدن من مدن أخرى، ومثال ذلك أن بعض المدن فيها أربعة فيالق أميركية، وبعد انسحابها فإن العبء على القوات العراقية أصبح أكبر وبخاصة في ديالى والموصل». وبشأن المجال الجوي قال راوندوزي إنه سيكون تحت سيطرة الجانب العراقي لكن وفق تنسيق مع القوات الأميركية التي ستبلغ الجانب العراقي بأي تحرك لها في الأجواء العراقية، وفي حال احتاجت القوات العراقية إلى إسناد جوي سيتم إبلاغ القوات الأميركية بحسب الاتفاقية وسيتم تقديم المساعدة لها.