الجهاد وحماس تختلفان بشأن شرعية محاورة إسرائيل

الأولى تحرم أي حوار.. وقيادي في الثانية يرى أن مشكلة محاوري السلطة عدم امتلاكهم حصانة إيمانية

TT

أكد الشيخ نافذ عزام، القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن إجراء أي شكل من أشكال الحوار مع إسرائيل يُعد مخالفا لموقف الشرع.

وجاء ذلك بعد يومين من تصريحات أحد أبرز قادة حماس، ونائبها في المجلس التشريعي، يونس الأسطل، الذي أبدى استعداده لإجراء حوار مع الإدارة الأميركية ومع إسرائيل. واعتبر الأسطل أن الإشكال القائم على الساحة الفلسطينية فيمن يحاور باسم الشعب، موضحا أن المحاورين باسم السلطة الفلسطينية لا يتمتعون بحصانة إيمانية ولا حصانة وطنية.

وقال الأسطل لموقع مقرب من الجهاد الإسلامي، لدى سؤاله فيما إذا كان مستعدا لإجراء مفاوضات مع إسرائيل: «ما الذي يمنع في محاورة إسرائيل (...)؟ الإشكال فيمن يحاور وفي أوراق الضغط التي يملكها. السلطة تخلت عن أوراق الضغط، ومحاوروها ليس عندهم حصانة إيمانية ولا حصانة وطنية».

وأشار إلى أن المفاوضات التي تجري بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل تدور حول تثبيت أقدام الاحتلال والتعهد بأمنه في مقابل مصالح ومنافع شخصية.

وقال الشيخ عزام لنفس الموقع، أمس: «لا يجوز تحت أي ظرف من الظروف، وأيا كانت العوامل والأسباب، إجراء أي شكل من أشكال الحوار مع إسرائيل، كونها كيانا قام باغتصاب أرضنا وحقوقنا المشروعة». كما رفض القيادي في الجهاد الإسلامي إجراء أي حوار مع الإدارة الأميركية إلا إذا توقفت عن دعمها الأعمى الذي تقدمه لإسرائيل، وتعاملت بصورة موضوعية مع قضايا الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين.

وتختلف حماس والجهاد الإسلاميتان في رؤيتهما السياسية، وحتى الشرعية، بشأن قضايا حساسة مثل المشاركة في الانتخابات الفلسطينية وفي دوار السلطة وفي محاورة إسرائيل.

ويمتد خلاف حماس في هذه القضايا مع آخرين يمثلون وجهة نظر إسلامية مثل حزب التحرير في فلسطين، الذي تعرض قبل يومين لحملة اعتقالات من قبل عناصر حماس في غزة، كما قال مكتبه الإعلامي.

ورغم أن حزب التحرير أكد أن سلطة حماس في قطاع غزة أطلقت سراح جميع الذين اعتقلتهم من الحزب على فترات متفاوتة، فإنه قال إن الأجهزة الأمنية «اعتدت بالضرب المهين على بعض شباب الحزب، وخصوصا التعذيب الذي تعرض له الشاب صهيب الحجار ثم رميه في منطقة خالية بدلا من علاجه». وقال: «إن هذه التصرفات تتنافى تماما مع أخلاق الإسلام التي تنادي بها سلطة ترفع شعار الإسلام».

وأضاف الحزب في تصريح صحافي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه: «إن سلطة حماس كانت قد اعتقلت عشرات الشباب من البيوت ومن الشوارع على خلفية توزيع الحزب بيانه الأخير: (سلطة حماس تتّبع سنن سلطة فتح شبراً بشبر وذراعاً بذراع!!)».

وكان الحزب أصدر بيانا هاجم فيه حركة حماس تعقيبا على خطاب زعيم الحركة خالد مشعل الأخير، الذي جدد فيه موافقة حماس على دولة فلسطينية في حدود 67. وقال الحزب: «إن المفارقة أن فتح أعلنت الموافقة على دولة في الضفة وغزة، بعد نحو عشرين سنة على قيامها، أي في مؤتمرها الذي عقـــد في الجزائر في أكتوبر (تشرين الأول) 1988، وكذلك حمـــاس أعلنت الموافقة على دولـــة في حدود 1967، ومد اليد للتفــاوض مع أميركا، بعد نحو عشرين سنة من انطلاقتها في 1987، فكأنها تتّبع سنن فتح شبراً بشبر وذراعاً بذراع».