الجنود الأميركيون يتقبلون بصعوبة دورهم الجديد في العراق

قائدهم في ديالى: عندما يغادر رجالي صباحا فإنهم باتوا كموظفين يتوجهون لمقار عملهم

جنود أميركيون يلعبون كرة السلة في قاعدة وورهورس في ديالى (أ.ف.ب)
TT

يعاني بعض الجنود الأميركيين، بعد انسحابهم من المدن العراقية، أول من أمس، صعوبة في التحول من دور المحارب، الذي طالما تعودوا، إلى دور المساعد للقوات العراقية. ويؤكد الكولونيل بورت تومسون قائد القوات الأميركية في محافظة ديالى، التي كانت حتى وقت قريب من أعنف مناطق العراق «عندما يغادر رجالي في الصباح، فإنهم باتوا كموظفين يتوجهون إلى مقار عملهم». ويعترف قائد اللواء الأول في فرقة المشاة الخامسة والعشرين بأن مهمة الجنود قد تغيرت كثيرا. ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله «سيتوجهون إلى مقر قيادة الشرطة ويجتمعون مع رجال الشرطة العراقيين لمساعدتهم في أجهزة الاتصال وأحيانا يذهبون معهم في دوريات (...) كل ذلك سيتم بناء على طلب من الشرطة العراقية».

وتراجع منذ عدة أشهر، وبصورة ملحوظة، عدد المهمات التي يقوم بها الجنود الأميركيون، وباتت مهماتهم تقتصر في الغالب على مشاريع إعادة إعمار البنية التحتية وتوزيع الأغذية أو تدريب القوات العراقية.

وفي قاعدة «ورهورس» الأميركية بالقرب من بعقوبة (شمال شرق بغداد) تحولت حياة الجنود الأميركيين الأربعة آلاف الذين ينتمون إلى اللواء الأول في فرقة المشاة الخامسة والعشرين فجأة، بحيث لم تعد تشبه حياة أولئك الجنود الذين خدموا في هذه القاعدة في وقت سابق.

فقد ولت أسابيع القتال ضد المتمردين والبحث عنهم في المدينة من شارع إلى شارع وأحيانا من منزل إلى منزل أو التعرض إلى مضايقات المتمردين الذين كانوا يزرعون العبوات الناسفة على جانب الطريق من أجل تفجيرها بوجه الدوريات الأميركية. ويقول الجندي كزافيه كانفيلد (22 عاما)، الذي كان يلعب كرة السلة في القاعة الرياضية في القاعدة «عندما وصلت إلى هنا في سبتمبر (أيلول) الماضي، كنا نخرج على الأقل أربع مرات في الأسبوع، أما اليوم فيكاد يكون هذا الأمر قد انتهى». وأضاف الجندي القادم من لويزيانا من جنوب الولايات المتحدة «نبقى في القاعدة في حالة تأهب، نأتي إلى هنا من أجل اللعب أو نذهب إلى قاعة التمارين الرياضية أو نشاهد الأفلام». أما صديقه تافاروس جيمس (22 عاما) الذي كان يشاركه اللعب فقد كان مكلفا بتموين مقرات القتال التي تم إلغاؤها. وفي الإجمال، أزال الجيش الأميركي 11 من قواعده الـ 18 في محافظة ديالى. وأوضح جيمس «لا يزال أمامي شهر واحد، لن أخرج بعد الآن، سوف أبقى هنا وربما للعب كرة السلة والبدء في حزم الأمتعة» قبل أن يضيف «لقد حان الوقت للعودة» إلى ديارنا.

وأكد عدد كبير من الجنود الأميركيين الذين تدربوا على قتال المتمردين أنهم منزعجون كثيرا من مهمتهم الجديدة، في حين رفض الكولونيل هذه الانتقادات. وقال الكولونيل موجها كلامه لجنوده «عملكم هو القيام بما نطلبه منكم. ويمكن أن تقوموا في أحد الأيام بالضغط على الزناد وفي يوم آخر بتنظيف الزجاج أو بأعمال إنسانية». وأضاف «أنا ممتن لأننا لن نقوم بالقتل بعد الآن، مما يعني أن نتمكن من العودة إلى بيوتنا، وأن العراق أصبح أقرب ما يكون إلى مجتمع يعيش بسلام».

لكن الكولونيل رغم ذلك أصر على أن «30 يونيو (حزيران) لا يعني أنني سأبقى في قاعدتي، وأنني لن أخرج ولن أقوم بشيء. على العكس من ذلك، ففي خارج المدن الوضع لم يتغير كثيرا ويمكنني التنقل كيفما أشاء».