باحث مسجون بتهمة التجسس لجهات أجنبية يناشد بوتفليقة إطلاقه

بعد حصوله داخل سجنه بالجزائر على جائزة أميركية

TT

يسعى باحث جزائري كان ترأس بعثة دولية إلى العراق، إلى إقناع السلطات الجزائرية بأن تهمة التجسس لصالح أجهزة أمنية غربية، التي دخل بسببها السجن، غير صحيحة. ورفع دفاعه رسالة إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، يذكر فيها أن هيئة أميركية متخصصة في الجريمة المنظمة منحته جائزة وهو في السجن «اعترافا بكفاءته في مجال تخصصه».

ويقضي نور الدين بن زيان الباحث الجزائري في قضايا الجريمة المنظمة والمتخصص في التحليل النفسي عقوبة أربع سنوات سجنا، بعد إدانته مطلع العام الجاري بتهمة «التجسس لصالح أجهزة استخبارات أجنبية». وقال دفاع بن زيان، المحامي عبد الرحيم بوحنة لـ«الشرق الأوسط» إنه تسلم منه رسالة يوم السبت الماضي عندما زاره في سجنه، يطلب منه الاتصال برئاسة الجمهورية لإبلاغ بوتفليقة أن «المركز الأميركي لمكافحة الجريمة المنظمة»، منحه جائزة «الفارس الذهبي السنوية»، ويناشده الإفراج عنه «نظير ما قدمه للجزائر».

وأطلعت «الخبر» على رسالة بن زيان، التي جاء فيها أن المركز الأميركي اتصل به في بيت أسرته بعين تيموشنت (300 كلم غرب العاصمة)، وأبلغ شقيقه أنه مدعو لاستلام الجائزة بالولايات المتحدة الأميركية اعترافا بجهوده في مجال بحث أعده حول تحوّل ظاهرة الإرهاب. وكان ذلك البحث عصارة دراسة ميدانية قام بها خلال سفريات كثيرة في بلدان ضربها الإرهاب، خصوصا العراق والمغرب.

ويقول السجين في رسالته إن المركز الأميركي قدم الجائزة لرئيس «الرابطة الدولية للممارسين النفسانيين» نيابة عنه، ونقل عن رئيس الرابطة قوله خلال تسلم الجائزة: «إننا نأسف جدا لكون باحث مثل السيد بن زيان يقبع حاليا في السجن، رغم أن جميع من عرفه يكنّ له الاحترام والتقدير، فهو شخصية علمية فذة، والدليل العمل المتميز الذي أنجزه في العراق الذي زاره على رأس بعثة دولية للأطباء النفسانيين خلال 2005 و2006».

ويذكر بن زيان في رسالته أنه حصل على 17 جائزة دولية. وتعرض بن زيان (35 سنة) للاعتقال في بيته في مايو (أيار) 2007، أياما قليلة بعد عودته من المملكة المغربية، حيث شارك في ملتقى علمي مع مختصين في علم النفس، بحث الآثار النفسية التي يتركها الإرهاب في الدول التي يضربها. وتفيد تحقيقات أجرتها مصالح المخابرات المضادة للجوسسة أن بن زيان كان «شديد الصلة» بجهات استخباراتية أجنبية وسفارات دول كثيرة بالجزائر، من بينها روسيا وقطر، حيث كان يتصل بها كلما أنهى مهمة بالخارج. واتهمه قاضي التحقيق بـ«العضوية في شبكة تجسس أجنبية».

أما محاميه فيذكر أن بن زيان كان فعلا على اتصال بسفارات بعض الدول وببعض المنظمات المهتمة بنشاط الإرهاب، «لكنه لم يكشف أي سر من أسرار الدولة الجزائرية حتى يتهم بالجوسسة ضد بلده، ثم إنه لا يملك أي سر أصلا حتى يكشف عنه». وتابع المحامي: «كل ما في القضية أن الدكتور بن زيان جمع معطيات كثيرة ودقيقة عن تطور نشاط الجماعات المسلحة في العراق، عندما كان يؤدي مهمته في إطار رعاية المتضررين من الإرهاب نفسيا. وقادته استنتاجاته إلى أن دولا معينة ستكون هدفا وشيكا للإرهاب وعلى أيدي جهاديين يوجدون بالعراق يتحدرون من هذه الدول، فبادر إلى الاتصال بجهات أمنية في هذه الدول وزار ممثلياتها الدبلوماسية بالجزائر، وحذّر مسؤوليها من خطر محتمل ستتعرض له بلدانهم. هذا كل ما في الأمر، فأين هو التجسس ضد الجزائر في ما فعله؟».

وقال عبد الرحمن شقيق نور الدين الأكبر لـ«الشرق الأوسط» إن الأسرة بصدد التحضير لرفع القضية أمام هيئات حقوقية دولية، وأوضح أن بوتفليقة «اعترف بنفسه بأفضال نور الدين على الجزائر»، حينما بعث له رسالة قبل عامين يهنئه بحصوله على الجائزة الأولى للدورة 56 للمركز الدولي للدراسات المعمقة في العلوم النفسية بهلسنكي بفنلندا، وحاز نور الدين عام 2004 على جائزة المجلس الآسيوي لترقية البحث بماليزيا، والجائزة الأولى لرابطة الممارسين النفسانيين بطوكيو.