أوباما يعتزم تعيين طيار عسكري سفيرا في السعودية ويرغب في تعزيز «العلاقات التقليدية»

باحثون يتحدثون عن عزم واشنطن تطوير العلاقات العسكرية والتجارية مع الرياض

TT

يعتزم الرئيس الأميركي باراك أوباما تعيين طيار مقاتل برتبة جنرال سفيراً لواشنطن في المملكة العربية السعودية، ولم يتسن الحصول على المزيد من الإيضاحات من وزارة الخارجية الأميركية، ونسب إلى البيت الأبيض تأكيده تعيين سميث بيد أن هذا التعيين لن يكون نهائيا حتى يوافق عليه الكونغرس الأميركي (مجلس الشيوخ) كما تعذر الوصول إلى الجنرال المتقاعد في سلاح الطيران جيمس سميث، وفي غضون ذلك قال باحثون يتابعون العلاقات الأميركية السعودية عن قرب إن أوباما يرغب في الحفاظ على «علاقات تقليدية» مع الرياض وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.

ويعمل الجنرال سميث حاليا في شركة «رايثون» التي تربطها عقودات مع البنتاغون، وهي شركة عملاقة توظف 73 ألف موظف وتعد أكبر خامس شركة لديها عقودات مع وزارة الدفاع ويوجد مقرها الرئيسي في ولاية ماسيشوتس في الساحل الشرقي من الولايات المتحدة. وعمل سميث طيارا مقاتلا عند تحرير الكويت عام 1991 بعد عملية الغزو التي قام بها صدام حسين، ويعتقد على نطاق واسع في واشنطن أن جيمس جونز مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي ربما كان وراء ترشيح سميث لهذا المنصب.

ويقول الباحث غراهام بانارمان من معهد «الشرق الأوسط» في واشنطن، «إن إدارة الرئيس باراك أوباما تريد علاقات قوية مع السعودية على الرغم من أن الرئيس باراك أوباما يرغب فعلا في تقليل الاعتماد على نفط الشرق الأوسط» وأضاف بانارمان يقول لـ«الشرق الأوسط» نلاحظ بوضوح أن الرئيس أوباما توقف في السعودية قبل أن يخاطب العرب والمسلمين في العالم، وهو في ذلك الخطاب تحدث عن مجتمعات إسلامية ولم يتحدث عن عالم إسلامي، والمؤكد أن للسعودية صلات قوية مع هذه المجتمعات، وأظن أن أوباما الآن يريد علاقات تقليدية بين البلدين، على الرغم من رغبته الأكيدة في البحث عن بدائل لمواد الطاقة»، وحول دلالات الاستعانة بعسكري متقاعد للعمل سفيراً في السعودية، يقول بانارمان «لا نعرف ماذا يجول في خاطر الإدارة، لكن الرئيس أوباما سبق أن عين جنرالا عسكريا متقاعدا هو الجنرال سكوت غريشن مبعوثا للسودان، أظن أن الأمر ربما تعلق بتنظيم قنوات الاتصال» ولم يستبعد بانارمان أن يعمل السفير الجديد على إنعاش العلاقات بين الجانبين في مجالات التعاون العسكري. وفي السياق نفسه نسب إلى الباحث غرغوري غوس الباحث المختص في منطقة الشرق الأوسط من جامعة فرمونت قوله «قام الرئيس بارك أوباما بتغيير في أسلوبه من أجل بناء علاقة شخصية مع الملك عبد الله بن عبد العزيز».

يشار إلى أن العلاقات السعودية الأميركية تعود إلى أربعينات القرن الماضي، حيث انطلقت بعلاقات نفطية بين البلدين ثم شملت بعد ذلك عدة مجالات. وبلغت المبادلات التجارية بين البلدين في السنة الماضية 51.3 مليار دولار. كما تجدر الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية تعتبر من أكثر الدول نموا في مجال النفقات الدفاعية، وقالت «اسوشيدت بريس» إن الرياض أنفقت 38.3 مليار دولار في السنة الماضية ويتوقع أن ترتفع خلال هذه السنة لتصل إلى 43.5 مليار دولار، وتعد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من أكثر الدول تزويدا للسعودية بالإمدادات العسكرية.