فيون في بغداد لبحث عودة فرنسا اقتصاديا إلى العراق

نائب الرئيس الأميركي في زيارة مفاجئة للعاصمة العراقية

TT

تسعى فرنسا التي وصل رئيس وزرائها فرانسوا فيون مع وفد يضم رؤساء عدد من الشركات الخميس إلى بغداد، إلى عودة اقتصادية قوية إلى العراق، بعيد انسحاب القوات الأميركية من مدنه وبلداته.

وقال فيون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي نوري المالكي إن «الشخصيات التي حضرت معي اليوم جاءت بنية قوية لتطوير الأنشطة في العراق» مشيرا إلى أنه «بطبيعة الحال تحتاج إلى وضع أمني مستقر يستمر في التحسن». وأكد أنه «ليس هناك أي داع لعدم تجديد العلاقات الاقتصادية التي كانت موجودة بين البلدين في السابق». وكان مسؤول حكومي فرنسي صرح للصحافيين أن «العراقيين يريدون أن يتحرروا من الوصاية الأميركية، ولهذا يريدون أن يعملوا مع مستثمرين آخرين يعرفونهم جيدا بينهم فرنسا».

بدوره، قال المالكي إن «الشركات الفرنسية لها تاريخ في العمل في العراق ولها رغبة وتصميم على العودة بعد انقطاع اضطراري» مؤكدا أن «هذه الظروف زالت».

وتابع أن «العراق يطمح إلى أن يكون هناك بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي تعاون سياسي وتبادل في مؤسسات المجتمع المدني». وأكد المالكي «توقيع عدة مذكرات تعاون في مجالات التجارة والأمن والدفاع والثقافة» بين العراق وفرنسا خلال زيارة فيون. وأشار المالكي إلى أن «العلاقات دخلت في مرحلة جديدة سيما أننا لا نبدأ من الصفر إنما نستعيد تاريخا من العلاقات والتعاون الإيجابي بين البلدين».

وأعربت الحكومة العراقية على لسان الناطق باسمها علي الدباغ عن رغبتها في دور اقتصادي كبير لفرنسا في العراق. وقال الدباغ لوكالة الصحافة الفرنسية إن «بلدنا يريد أن تكون فرنسا شريكا استراتيجيا، خصوصا في المجال الاقتصادي». وكان مصدر مقرب من رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون أعلن أن «مذكرة تفاهم ستوقع بين فرنسا والمصرف التجاري العراقي لحماية المستثمرين الفرنسيين، ومذكرة أخرى لتدريب المهندسين في مجال النقل، وأخرى لتشكيل مجلس لرجال الأعمال الفرنسيين والعراقيين، يترأسه مدير شركة توتال الفرنسية العملاقة كريستوف دو مارجيريه».

وكان مسؤولون فرنسيون أعربوا عن حماس الشركات الفرنسية للمشاركة في العمل في العراق، رغم التخوف من الوضع الأمني. وقال مصدر فرنسي «إذا كان بمقدورنا، فإننا سوف نجلب كل الشركات الفرنسية الأربعين العملاقة إلى هنا، ولا توجد أي شركة واحدة ترفض القدوم». وأضاف أن «الشيء الوحيد الذي تتخوف منه الشركات، هو الوضع الأمني».

بدوره، قال لوي غالوا رئيس المجموعة الأوروبية للصناعات الجوية والدفاعية «آي إيه دي إس» لوي غالوا إن «الخطوط الجوية العراقية لديها فقط طائرات من طراز البوينغ وهذا بالنسبة لي يعد استفزازا». وأضاف «نحن نقدم خدمتنا في جميع مناطق الخليج، فلماذا لا يكون لنا هذا الدور في العراق».

وتوجه رئيس الوزراء الفرنسي بعد ظهر أمس إلى السليمانية في كردستان العراق حيث استقبله الرئيس العراقي جلال طالباني. وزار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي العراق في 10 فبراير (شباط) 2009. وكان أول رئيس فرنسي يزور العراق منذ 1921 وأول زعيم أوروبي يزور بغداد منذ الإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في 2003.

وفي تطور لاحق أمس، وصل نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى بغداد في زيارة مفاجئة. وقال البيت الأبيض في بيان إن «نائب الرئيس بايدن وصل إلى العراق لزيارة القوات الأميركية ولقاء القادة العراقيين بمن فيهم الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب إياد السامرائي».